ذي قار/ حسين العامل
كشفت ادارة المستشفى البيطري في ذي قار عن نشر 21 فرقة بيطرية لمكافحة الحشرات الناقلة للحمى النزفية، وفيما دعت الى الحد من مظاهر الجزر والرعي العشوائي وانتشار الكلاب السائبة في مراكز المدن، اشارت الى عجز كبير في اعداد المجازر النظامية اذ لا تعمل سوى 4 مجازر في المحافظة التي يتجاوز عدد نفوسها مليوني نسمة.
يأتي ذلك في وقت اعلنت فيه دائرة صحة ذي قار عن تسجيل 6 حالات اصابة بالحمى النزفية بينها 3 وفيات. وقال مدير المستشفى البيطري في ذي قار محمد عزيز ياسر في حديث مع (المدى)، إن "ادارة المستشفى البيطري تقوم بحملة مجانية لمدة 35 يوماً انطلقت منذ الثامن من آذار".
وتابع ياسر، أن "الحملة تستهدف رش الحظائر والمواشي من الابقار والجاموس وتغطيس الاغنام والماعز بأحواض تحوي مادة (دلتا مثرين بتركيز 2،5 بالمئة) ولمدة شهر".
وأشار، إلى "مشاركة 21 فرقة بيطرية في الحملة تنتشر في ارجاء محافظة ذي قار"، منوها الى ان "الفرق تعمل من خلال المستوصفات البيطرية المتوزعة على الاقضية والنواحي".
وتحدث ياسر، عن "توجيه فرقتين عند ظهور أية بؤرة؛ لمحاصرة المنطقة بقطر 5 الى 8 كم ورشها ورش الحظائر والحيوانات بمادة دلتا مثرين واعادة العملية بعد أسبوعين".
وأوضح، أن "الإجراءات تشمل ايضاً تبليغ القائممقام او مدير الناحية في تلك المنطقة بضرورة منع حركة الحيوانات من والى منطقة البؤرة لمدة 14 يوماً".
وأكد ياسر، أن "عملية الحجر ضرورية في هذا المجال كون فايروس الحمى النزفية عندما ينتقل الى الحيوان لا تظهر عليه اية علامات مرضية لهذا يطلق عليه عالميا المرض الصامت".
ويجد، أن "تشخيص الاصابة لا يتم الا من خلال المختبر ولهذا تتعامل الفرق البيطرية مع الحيوانات في تلك البؤرة على ان جميعها مصابة بالمرض وتتخذ كافة الاجراءات المطلوبة في هذا المجال".
ويسترسل ياسر، أن "عدد الإصابات المسجلة في محافظة ذي قار منذ مطلع العام لغاية الوقت الحاضر، بلغ 6 حالات اصابة بمرض الحمى النزفية".
ونبه، إلى أن "الاصابة الاولى ظهرت في كانون الثاني والثانية في شباط حيث تعرض مهندس صيني يعمل في الحقل النفطي للإصابة بالمرض".
وأضاف ياسر، أن "الإصابتين الثالثة والرابعة ظهرت في اواخر أشهر اذار فيما ظهرت الاصابتان الخامسة والسادسة في مطلع نيسان الجاري".
وأفاد، بأن "3 حالات من المصابين مازالوا طور العلاج من ضمنهم المهندس الصيني والثلاثة الاخرين قد توفوا".
وأشار ياسر، إلى أن "جميع الاصابات المسجلة حتى هذه اللحظة ناتجة عن تطفل حشرة القراد على المواشي".
ونوه، إلى أن "هناك اصابات تنتقل بصورة غير مباشرة عن طريق التعامل مع لحوم المواشي المصابة". ودعا ياسر، "ربات البيوت والجزارين الى التعامل بحذر مع اللحوم ولبس الكفوف والنظارات عند ذبحها او تقطيعها او تجميد اللحوم لمدة 7 ساعات قبل الشروع بتقطيعها وطبخها".
وبشأن مظاهر ومخاطر الجزر العشوائي في اتشار المرض، قال "هناك لجنة في المحافظة مختصة بمتابعة الجزر العشوائي تضم ممثلين من دوائر الصحة والبلدية ومديرية الشرطة وشرطة البيئة ومديرية البيئة ومكافحة الجريمة المنظمة اضافة الى المستشفى البيطري".
وعزا ياسر، "انتشار ظاهرة الجزر العشوائي لعدم وجود مجازر نظامية كافية في محافظة ذي قار اذ لا تعمل حاليا سوى 4 مجازر تتوزع على مناطق الناصرية والشطرة وسوق الشيوخ والغراف"، مبينا ان "المجازر الاربعة غير كافية وان بقية المجازر مازالت معطلة".
وتحدث، عن "مخاطبة ادارة المحافظة حول المجازر المعطلة ولاسيما المجازر واطئة الكلفة كون الحاجة تشتد لاستئناف العمل فيها عند الظروف الطارئة"، مشيرا الى ان "عدم كفاية المجازر وحصرها في مناطق بعيدة من شأنه ان يشجع على الجزر العشوائي".
وطالب ياسر، بـ"تشديد الاجراءات للحد من الجزر العشوائي وكذلك مكافحة الكلاب السائبة كونها تحمل حشرة القراد من منطقة الى منطقة والقراد هو حامل للفايروس المسبب لمرض الحمى النزفية".
وحذر، من "مظاهر الرعي العشوائي وتربية المواشي في الدور السكنية ولاسيما في مراكز المدن".
ونبه ياسر، إلى ان "هذا ينقل حشرة القراد الى الدور وهذا ما يجعل عملية مكافحتها صعبة كون المبيد المستخدم في المكافحة يترك آثار واضرارا على الجهاز التنفسي للإنسان".
وتابع، أن "الجزر العشوائي والرعي العشوائي والكلاب السائبة لها دور كبير في انتقال المرض وينبغي تشديد الاجراءات للحد من تلك المظاهر"، مشدداً على "وجوب منع رعي الحيوانات والجزر العشوائي في داخل المدن بصورة باتة".
وانتهى ياسر، إلى "أهمية نشر الوعي بين المواطنين ومربي المواشي والقصابين حول مخاطر المرض وطرق الوقاية منه والحد من انتقاله وانتشاره".
واكتشف الفايروس المسبب للحمى النزفية للمرة الأولى عام 1979 في العراق، وبحسب منظمة الصحة العالمية، ينتقل الفايروس من إنسان إلى آخر نتيجة الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى.