بغداد / المدى
انتهت مُعاناة الرياضة العراقية عن قلّة المُنشآت الحديثة خلال الفترة الماضية، بعد الانتهاء من تشييد العديد منها في بغداد والمحافظات من أجل حضور الجماهير والتمتّع بمشاهدة المباريات.
للأسف ظهرت ثلّة من الجماهير التي تحضر للملاعب من أجل إثارة الفتن والشغب والأفعال السلبيّة وتحاول الإساءة للرياضة وتخريب ممتلكات الدولة والعبث فيها من خلال تكسير الكراسي ورميها الى داخل الملعب، وانتشرت هذه الظاهرة في مباريات الدوري في ظلّ غياب القوانين الرادعة.
تحتاج هذه الظواهر السلبيّة الى وقفة جادّة من القائمين على الملاعب وقوات أمن الملاعب ووزارتي الداخلية والشباب، ومن مشرفي المباريات الذين يتحمّلون مسؤوليّة كبيرة في تقييم ظروفها قبل انطلاقها ، لأنه من صُلب عملهم وواجباتهم ، وتقع على الجهات الحكوميّة المحافظة على المال العام، وأن لا تسمح للجماهير بأن تقوم بتكسير الكراسي بحجّة أن فريقها خسر، وكأنها تنتقم من الدولة والنظام والرياضة من خلال هذا العمل المرفوض!
ردّة فعل جمهور مباراة القوة الجوية والكهرباء كانت غير مقبولة وأسهم نجوم كبار من الفريق الجوي في تشجيع القيام بها من خلال اعتراضاتهم على قرارات الحكم وبشكل غير مقبول! وفي الجهة المقابلة بدأت الكراسي تُكسَّر وتُرمى في أرض الملعب ولم نجد من يوقِفهم أو يتّخذ قرارات صارمة وقويّة بحقّهم، لمنع تكرار وارتكاب هذه الأخطاء والتي تسهم في تلويث صورة الرياضة بحجّة حُب الجماهير وتشجيعها للنادي.
وتقع على وزارة الشباب والرياضة وإدارات الملاعب وقوات أمن الملاعب مسؤولية المطالبة بنصب كاميرات مراقبة موجّهة على المدرّجات تصوّر كل الأفعال السلبيّة التي تحدُث في المباريات، والتي يقوم بها الطارئون على الرياضة والذين لا يريدون الخير لها، من أجل عرضها في الملاعب وفرزهم ومعاقبتهم ومنعهم من الدخول اليها.
نذكر هنا أن الجمهور الإنكليزي كان مثالاً سيّئاً للجماهير المُشاغبة والمُخربة، ولكن الاتحاد الأوروبي وبالتعاون مع الاتحاد الإنكليزي وبقيّة الدول الأوروبية وبعمل استمرّ لسنوات استطاع الحدّ منها وترويض هذه الجماهير وجعلها تلتزم بالنظام والضوابط.
علينا أن نضع العاطفة جانباً وأن نقوم بمحاسبة كلّ من يُخالف القوانين والأنظمة ومنهم ذلك المشجّع الذي ظهرت صورته في التلفاز أثناء مباريات الدوري وهو يُسلّط أشعة الليزر على وجوه اللاعبين، من خلال منعه من دخول الملاعب لكي يكون عِبرة للآخرين!