سلام حربه

أضيفت للالهة، منذ بدأ التاريخ وحتى الدين الاسلامي خاتم الاديان السماوية، اسماء حسنى عديدة لها وصفات تكنى بهاملازمة لها، واعتبرت هذه الاسماء احد اركان الاديان ووسيلة فضلى للايمان بربوبية الالهة وقدسيتها،

وهذه الاسماء والصفات هي التي ثبتها الاله لنفسه ورسخها له الانبياء في الاديان السماوية ومجالس الالهة في الاساطير القديمة سومرية كانت أم بابلية وآمن بها جميع المؤمنين..ان من اوائل الاسماء الحسنى اطلقت على الاله انليل اله الهواء والعواصف وهو كبير الالهة عند السومريين منذ ما يقرب من 3500 سنة ق. م. وبسبب تحطم بعض الالواح التي تصف الاله انليل باسمائه الحسنى نتيجة هشاشة الطين وحضارة وادي الرافدين طينية بالاساس قامت قرب الانهار وتعرضت الى عوامل التعرية بسبب الظروف البيئية القاسية والعبث والاهمال في تعامل البعض مع الكنوز المعرفية اثناء التنقيب عنها او سرقتها من قبل اللصوص.

لكن هذه الاسماء التي وصفت الاله انليل قد وجدت عن البابليين وهي نفس الاسماء التي اطلقت على الاله مردوخ كبير مجلس الالهة البابلية، كما ان الاله البابلي يحمل نفس الرقم الرمزي وهو ( 50) والذي يتشارك معه الاله انليل السومري في نفس الرقم لان الاله مردوخ ورث نفس صفات الاله انليل، والاثنان ترأسا مجلسي الالهة ( الانانوكي) في كل من بلادي سومر وبابل.. لقد نسب البابليون الى مردوخ الاسماء الحسنى التي تقترن باسماء الالهة وقد كتبت كل هذه الاسماء باللغة السومرية وهذا ما يؤكد ان البابليين استنسخوا اسماء انليل السومري ومنحوها الى الههم مردوخ. لقد نسب البابليون الى مردوخ خمسين اسما وهي اسماء آلهة زمانهم بما يتناسب مع مقامه الاسمى كرئيس مجمع الالهة ومن هذه الاسماء.. ( مردوخ / مار- اتو ويعني ابن الشمس / ماروكا ويعني الاله الخالق لكل شيء / ماروتوكا وهو الملجا والملاذ وسند العباد الذين يسبحون بحمده / لوجال ديميرانيكا ملك يخشاه من في السماء والارض / اسدلومي نور الاله وهو الامير الجليل الروح الحارس للاله والارض / اسادلومي – نامتيلاكو – الذي يحي الموتى والذي بعث الروح في الالهة البائدة وكأنما خلقهم من جديد / نامرو – اسادلومي نامشوب الاله الوضاء الذي ينير الطريق. وتستمر اسماء الاله مردوخ المقدسة التي تصفه بانه مالك الحياة وصانعها لغاية الاسم الخمسين وهو الاله نيبرو القيم على مسالك السماء والارض..) لقد انتقل هذا التعظيم للالهين السومري والبابلي الى الديانات الاخرى ارضية كانت ام سماوية.

في الديانة الزرادشتية كان للرب اهورا مزدا في كتاب الافيستا 101 من الاسماء الحسنى التي استنسخت من اسماء الهي سومر وبابل فقد اطلق عليه اللائق بالعباد، العالم المطلق، رب الارباب، الاعلى، مسبب الاسباب، الفاضل.. وغيرها (ابدأ باسم وحمّد الذي كان ويكون وسوف يكون دائما، الاله، واهب الخير، الاحد في العالم الروحي واسم اهورامزدا: الاله الكبير والعارف والعادل والمعلم والحامي والمنير والخير والواهب) خردة افستا.. وقد انتقل تعدد اسماء الاله الكبير الى الديانة الهندوسية التي تضم اكثر من ثلاثمئة اله، وكذا الحال بالنسبة الى الديانة البوذية وتعدد اسماء النبي بوذا.

اما في الديانة اليهودية فقد ورد اسم الاله يهوه حوالي 7000 مرة في مخطوطات الكتاب المقدس القديمة ( انا يهوه وهذا اسمي) اشعيا 42: 8 وقد كانت للاله يهوه العشرات من الاسماء الحسنى التي ذكرت في كتاب التكوين وفي رؤيا ودانيال واشعيا ومتي وفي التثنية وفي المزمور وفي اتيموثاوس وفي الخروج وفي رومية وامثال وغيرها من الكتب اليهودية ومن هذه الاسماء الحسنى للرب يهوه ( القادر على كل شيء / الاول والاخر/ البداية والنهاية / القديم الايام / الخالق/ الاب / الله/ اله الالهة/ المعلم العظيم/ الصانع العظيم / الاله السعيد/ سامع الصلاة/ انا هو الذي هو/ غيور/ ملك الابدية/ الرب / رب الجنود الصباؤوت / العلي/ الكلي القداسة / الخزاف / الفادي/ الصخر/ المخلص/ الراعي/ السيد الرب.. وغيرها العشرات من الاوصاف والاسماء) اما في الديانة المسيحية فيوجد في الكتاب المقدس 200 اسم ولقب للسيد المسيح في الاناجيل مرقس، ومتي، ولوقا، ويوحنا في اعمال الرسل وفي الرسالة الاولى الى كورنثس وكولوسي وافنس وتيموثاوس وفيلمون والعبرانيين وفي رؤيا يوحنا منها ( المسيح / المخلص/ عمانوئيل اي الله معنا/ السيد / ابن الانسان/ الطبيب/ رب السبت / ابن العلي / الابن / العظيم/ الكلمة / حمل الله / ابن الله/ خبز الحياة / نبي / نور العالم/ الباب / الراعي الصالح/ القيامة والحق والحياة/ القدوس البار/ وهب الحياة الابدية/ ملك الملوك وغيرها العشرات من الاسماء المبجلة).

اما في الدين الاسلامي فقد وردت اسماء الله الحسنى في عدد من السور القرآنية الكريمة منها ( ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ماكانوا يعملون) سورة الاعراف 7: 18 ( قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) سورة الاسراء 17: 110 ( هو الله الخالق البارىء المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم) سورة الحشر 24: 59. كما ان هناك حديث للرسول الكريم محمد ( ص) ( ان لله تسعة وتسعين اسما مئة الا واحدا من احصاها دخل الجنة) ومن اسماء الله الحسنى في الدين الاسلامي ( الله/ الرحمن / الرحيم / القدوس/ السلام / المؤمن /المهيمن/ السميع/ البصير / المجيد/ الولي/ المتكبر / النصير/ المصور/ المولى/ الباري / الاول والاخر/ القهار/ القوي/ الكبير/ الكريم/ اللطيف/ المؤمن/ المتعال/ المجيب..والعشرات من الاسماء والصفات التي تليق بعظمة الله تعالى). .

ان هذا التكريم الذي منحه السومريون والبابليون الى كبيري الهتهم انليل ومردوخ لم يأت من فراغ بل كانت من ثقافة الشعبين، وان اقتصار تكريم اله واحد في الاساطير السومرية والبابلية ومنحه الالقاب والاسماء الحسنى تميزا عن الالهة الاخرى ربما هو أول علامات التوحيد في هذه الاساطير الدينية وجعل الالهة الاخرى اتباعا وخدما للاله الكبير وقدصوروا هذا الاله هو الخالق والقادر على كل شيء وبيده مقادير كل شيء وهذا ما سارت عليه من بعدهم الاديان سواء كانت ارضية او سماوية. من الاله انليل السومري ومردوخ البابلي تعلمالمصريون قواعد التوحيد حين عبد الفرعون المصري اخناتون الاله اتون ( الشمس) وجعله الاله الاوحد واصبح اسمه عبد الشمس،ربما اعتبرالبعض الاخناتونية ديانة نادت كذلك باله واحد قبل الديانات الابراهيمية وانتشرت طقوس عبادتها في الشرق والغرب وكان رمزها قرص الشمس الذي يوضع وراء رأس رجال الدين القديسين والائمة والاولياء الصالحين..السومريون هم من اسسوا اصول التدين وهم من وضع المجتمعات على عتبة التوحيد باعلاء شأن كبير الالهة ومنحه العشرات من الاسماء الحسنى والاوصاف التي اصبحت فيما بعد اركان الديانات الارضية والسماوية..