TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > الصيف موسمه المفضل.. في واسط.. آخر أصحاب المهنة يبيع حصير القصب بلا منافس

الصيف موسمه المفضل.. في واسط.. آخر أصحاب المهنة يبيع حصير القصب بلا منافس

نشر في: 11 إبريل, 2023: 10:50 م

 واسط / جبار بچاي

بيع البارية وجمعها "بواري"، وهي الحصيرة المصنوعة من القصب في أهوار الجنوب، وعمدان الخشب كانت واحدة من المهن المزدهرة في أسواق مدينة الكوت كما هو حالها في المدن العراقية الأخرى لكثرة الاستخدام في تسقيف البيوت سيّما المشيدة من الطين.

وكانت هناك عشرات المحال المتخصصة بذلك والتي تعرف بـ"الخانات" تنتشر في سوق الكوت الكبير في حين لم يتبقَ من تلك الخانات سوى خان الحاج أبو ضاري وهو آخر أصحاب المهنة في المدينة يبيع بلا منافس لكنه لا يقبل بالجشع. يقع خان أبو ضاري الذي لا تزيد مساحته عن خمسين متراً في شارع الكص المعروف بتنوع وتعدد المهن فيه وأكثرها مهنة الحدادين الذين يعتبرون وجود أبو ضاري بركة بينهم؛ بينما يشكو الرجل ظروف عمله وشح الخشب خاصة بعد الأحداث التي شهدها العراق في السنوات الأخيرة بخاصة محافظتي الموصل وديالى حيث كانت الغابات والبساتين هناك المصدر الرئيس لتصدير عمدان الخشب إلى المحافظات الأخرى ومنها واسط.

يقول أبو ضاري الذي يحرص على مناداته بهذه الكنية إنه "توارث المهنة عن أبيه وأمضى معها أكثر من خمسةٍ وثلاثين عاماً وأنه الوحيد الذي ظل صامداً أمام تراجع الإقبال على بيع البواري والعمدان بعد انتفاء الحاجة لها في تسقيف البيوت".

موضحاً أن "أهوار الجنوب تعد المصدر الرئيس لشراء البارية، فهو يشتريها من هناك بالجملة وبعدة مقاسات ليقوم ببيعها في الكوت حيث يعد الصيف موسمه المفضل إذ تستخدم البواري بكثرة كمظلات وسقائف (قمريات) لتفادي أشعة الشمس وتستخدم أحياناً كحصران للجلوس وهناك من يستخدمها أسيجة للحدائق وحتى ديكورات للمطاعم والمحال".

وذكر أن "مقاسات البارية تختلف، فهنا قياس عرض متر واحد وبطول ثلاثة أمتار، تباع بستة آلاف دينار وعرض متر وأربعين سنتمتراً بطول أربعة أمتار وسعرها عشرة آلاف دينار ونوع آخر بعرض مترين وطول خمسة أمتار ويصل سعر الواحدة منها عشرين ألف دينار".

وعن عمدان الخشب يقول "هي الأخرى تستخدم جنباً إلى جنب مع البواري في تسقيف المظلات والقمريات وفي الأسيجة وهذه الأعمدة بأطوال مختلفة تتراوح بين مترين إلى ستة أمتار، مشيراً إلى أن "المصدر الرئيس لتجهيز عمدان الخشب غابات الموصل وبساتين ديالى لكن تجارتها تراجعت بسبب الظروف الأخيرة وتجريف البساتين".

ويكشف أبو ضاري عن أن "الجنا، وهو نوع من القصب الذي يشيخ ويكون طويلاً ومفرده (جناية) يعد الأكثر رواجاً في الوقت الحاضر كونه يتميز بالقوة وله عدة استخدامات أكثرها رواجاً كديكورات في المحال الحديثة بعد تقطيعه وصبغه بألوان مختلفة".

من جانبه، يقول عباس سالم، أحد أصحاب المشاتل في الكوت إن "الكثيرين من الأشخاص يرغبون باستخدام البارية مع العمدان أو الجناية كديكورات في الحدائق أو قمريات للسيارات فندلهم على خان أبو ضاري كونه الشخص الوحيد الذي مازال يمتهن هذه المهنة ويعتاش عليها"، مشيراً إلى أن "استخدام البارية كحصيرة جلوس في تلك الحدائق وبعض الأماكن الأخرى يعطي لها نكهة مميزة سيّما مع وجود ديكورات وأسيجة مصنوعة من ذات المواد".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الفياض: الحديث بالخفاء ضد الحشد "خيانة"

العراق يعلن انحسار الإصابات بالحمى القلاعية

موجة باردة تجتاح أجواء العراق

بينهم عراقيون.. فرار 5 دواعش من مخيم الهول

هزة أرضية ثانية تضرب واسط

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

رصيف الكتب أنسب سوق ثقافي في العراق ويفتتح لأول مرة خلال أيام الدوام الجامعي

رصيف الكتب أنسب سوق ثقافي في العراق ويفتتح لأول مرة خلال أيام الدوام الجامعي

الموصل / سيف الدين العبيدي رصيف الكتب منذ ان تأسس في عام 2017 كأول مبادرة ثقافية في أم الربيعين من بعد التحرير اقتصر على يوم الجمعة فقط، لكن هذه المرة استمر لثلاثة ايام وذلك...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram