ترجمة: عدوية الهلالي

يعرض في الصالات الفرنسية حاليا الفيلم الفرنسي (حجرة العجائب) المقتبس من رواية بنفس العنوان للكاتبة جوليان ساندريل كانت قد صدرت عام 2018 عن دار نشر كالمان ليفي، وهو من اخراج المخرجة ليزا ازويلوس ويجسد ادواره الفنانون ألكسندرا لامي وموريل روبن وهوغو كويستل.

ويروي الفيلم قصة لويس الذي يبلغ من العمر 12 عامًا، والذي يقرر ذات صباح ان يبوح لوالدته ثيلما بوقوعه في حالة حب للمرة الأولى لكنها تنشغل عنه باجراء مكالمة هاتفية تخص العمل، فهي أم عزباء مهووسة بوظيفتها في شركة مستحضرات تجميل، فيكون ذلك كافيا ليغادرلويس غاضبًا وخائب الأمل، مع لوح التزلج الخاص به، ويعبر الشارع بأقصى سرعة فاقدا الانتباه للشارع لثوان قليلة فتصدمه شاحنة وجهاً لوجه ويتم نقله الى المستشفى في حالة خطيرة. ويتكهن الأطباء انه سيتعين فصل جهاز التنفس الاصطناعي الخاص به في غضون أربعة أسابيع إذا لم يكن هناك أي تحسن.

ولدى عودتها من المستشفى، يائسة تماما، تجد الأم ثيلما دفتريوميات تحت فراش ابنها أطلق عليه (كتاب العجائب) كان قد قام بإدراج جميع "عجائبه" فيه وهي التجارب التي يرغب في تحقيقها في المستقبل.وهنا تتخذ ثيلما قرارًا وهو ان تحقق هذه الامنيات والتجارب بدلا عنه. وتعتقد ثيلما انها اذا اخبرت ابنها لويس بتحقيق مغامراته فسوف يرى كم هي جميلة الحياة وربما سيساعده ذلك على العودة اليها.اما إذا مات لويس خلال أربعة أسابيع، فسيكون قد عاش الحياة التي كان يحلم بها من خلال والدته.ولكن هل سيكون من السهل أن تعيش الأم أحلام مراهق بينما تبلغ الأربعين من العمر تقريبا؟

وبعد أن يدخل لويس في غيبوبة تأخذ حياة ثيلما منعطفًا مأساويًا، وستراهن بجنون على تحقيق عشرة أشياء يجب القيام بها قبل نهاية العالم والتي دونها في يومياته عاقدة العزم على تحقيق أحلامه واحدًا تلو الآخر وايقاظه بكل الوسائل، لتظهر له بأن هنالك أشياء رائعة في الحياة. لكن هذه الرحلة ستأخذها إلى أبعد مما كانت تتخيله لتشعر هي ذاتها بجمال الحياة.وتقول المخرجة ليزا ازويلوس ان موضوع الفيلم مدهش جدا وان الجمهور سيضحك ويبكي مع ثيلما كثيرا.

وتظهرثيلما في الفيلم أماً متوترة تعمل في شركة مستحضرات تجميل على طراز أمازون تحت إشراف رئيسها الذي يمارس الإدارة فقط من خلال الأوامر التي يعطيها والأهداف التي يجب تحقيقها. وكانت رواية جوليان ساندريل الأولى (حجرة العجائب) التي نشرتها دار كالمان ليفي عام 2018، قد قرأها اكثر من مليون قارئ وتم بيعها في 26 دولة. وجذبت هذه القصة جمهورًا متنوعًا للغاية.

بدت(الكسندرا لامي) في دورثيلما، الأم العازبة شديدة العزم مؤثرة ومثابرة، وتتشبث بأحلام ابنها لإضاءة حياته مرة أخرى. وتقدم الممثلة لوحة جميلة من التمثيل بعيدًا عن الكوميديا، وفي بيئة غير سينمائية في الغالب (غرفة المستشفى لمريض في غيبوبة). بينما جسدت موريل روبن دور الجدة باسلوب مليء بالتعاطف. ويشبه الفيلم ترنيمة جميلة في زمننا المضطرب كما انه يظل حكيمًا بشكل مدهش بطريقته في تنظيم هذا المسار العجائبي لجميع التحديات..

ولقناعتها بأنها تخوض مغامرة مهمة، ستذهب ثيلما إلى اليابان في محاولة لمقابلة مؤلف لا يمكن الوصول إليه، ثم ترتدي خوذة ووسادات للركبة لتمارس السير المحفوف بالمخاطر على لوح تزلج، وما إلى ذلك.ويهدف "حجرة العجائب" إلى أن يكون فيلمًا رائعًا ومليئًا بروح الدعابة والأمل في المواقف الصعبة وبالروح "الإيجابية".

ولدت المخرجة ليزا أزويلوس في عام 1965 في فرنسا، وهي كاتبة ومخرجة، اشتهرت بـأفلامها (الضحك بصوت عال) /عام 2008، (داليدا)/عام 2016، وفيلم (حبيبتي) عام 2019.اما بطلة الفيلم الكسندرا لامي فقد ولدت في عام 1971، وهي ممثلة ومخرجة فرنسية. أصبحت مشهورة بفضل المسلسل التلفزيوني (فتى وفتاة) مع جان دوجاردان، كما مثلت في المسرح، ثم قدمت عدة ادوار سينمائية لم تترك أثرا في نفوس الجمهور، لكنها تألقت في فيلم (ريكي) الذي تم تقديمه في المنافسة في مهرجان برلين السينمائي التاسع والخمسين عام 2009؛ اذ تمت الإشادة بهذا الدور الرائع. كما قدمت أدوارا متميزة في افلام (الجاحدون)و(القضية) و(العم تشالرز).وفازت بجائزة أفضل ترجمة أنثوية في مهرجان لاروشيل التلفزيوني لعام 2015. وكانت عضوًا في لجنة تحكيم مهرجان دينارد السينمائي البريطاني السادس والعشرين، برئاسة جان روشفور.