ذي قار/ حسين العامل
نظم متحف الناصرية الحضاري ورشة تدريبية للطلبة والاثاريين حول توظيف التكنولوجيا الحديثة في توثيق وحفظ الاثار العراقية شارك فيها علماء اثار من جامعتي روما وكوستاريكا. وقال الباحث امير دوشي في حديث مع (المدى)، إن "اعمال الورشة التي اقيمت على قاعة المحاضرات في متحف الناصرية الحضاري تتعلق بالذكاء الاصطناعي واستخداماته في الاثار وفي التحليل والحفظ والتوثيق".
وتابع دوشي، أن "الورشة التي تتواصل اعمالها على مدى يومين يحاضر فيها كل من البروفيسور دانييلا أرويو بارانتيس من جامعة كوستاريكا والبروفيسور فرانكو دي اغستينو من جامعة روما قسم الدراسات الشرقية".
وأشار، إلى "مشاركة 20 متدربا يتوزعون بواقع 10 طلبة من كلية الاثار في جامعة ذي قار و10 آثاريين من مفتشية اثار المحافظة".
ومن جانبه قال مدير متحف الناصرية الحضاري سجاد عبد الحسن منجل خلال مشاركته بأعمال الورشة: "ضمن التنسيق مع جامعة روما الايطالية وكلية الاثار في جامعة ذي قار تم تنظيم ورشة عمل حول توظيف استخدامات التكنولوجيا الحديثة في التعامل مع الاثار والقطع الاثرية".
وتابع منجل، أن "اعمال الورشة تدور حول تطبيق التقنيات الحديثة في حماية الاثار وصيانتها والحفاظ عليها من التلف".
وتحدث منجل عن "استمرار التعاون بين ادارة المتحف والمؤسسات العلمية والاكاديمية في مجال الاثار".
ولفت، إلى أن "جامعة روما تقوم بأعمال تنقيب مستمرة في مواقع الاثار في ذي قار عبر بعثاتها التنقيبية بقيادة عالم الاثار البروفيسور فرانكو دي اغستينو الذي يعمل في محافظة ذي قار منذ أكثر من 10 أعوام".
ومن جانبه قال رئيس الفريق التنقيبي في موقع اريدو البروفيسور فرانكو دي اغستينو "نقيم ورشة تدريبية عن استخدام الذكاء الاصطناعي في توثيق وفحص القطع الاثرية ومن المهم ان يتدرب الخبراء والطلبة العراقيون على اخر ما ابتكرته العلوم في هذا المجال".
وعلى صعيد متصل، قالت استاذة علم الاثار في جامعة كوستاريكا البروفيسورة دانيال رويو خلال مشاركتها في الورشة "اعمل حاليا في موقع اور الاثري ضمن الفريق الايطالي الفرنسي لفحص الاثار عبر التقنيات الحديثة"، مشيرة الى "اهمية تبادل الخبرات والمعلومات بين المؤسسات العلمية والعاملين في مجال الاثار".
وفي ذات السياق، قال فارس عجيل من كلية الاثار في جامعة ذي قار ان "التنقيب عن الاثار وكيفية الحفاظ على المكتشفات الاثرية من التلف امر بالغ الاهمية في العمل الآثاري".
وأشار عجيل، إلى "اهمية تنظيم الورشات التدريبية والتطويرية في كيفية استخدام الوسائل العلمية وطرق التنقيب الحديثة".
وكشف عجيل "سعي الادارة الجامعية الى مواكبة التطور وتمكين طلبتها من التعامل مع التقنيات الحديثة".
وكانت ادارة متحف الناصرية الحضاري كشفت في يوم (19 شباط 2023) عن خطوات ميدانية تصب في مجال تجسير العلاقة مع المؤسسات الاكاديمية والمجتمعية عبر استحداث متحفين خاصين بالتراث الشعبي والطفولة وتأهيل قاعات علمية ملحقة بالمتحف، مشيرة الى ان المتحف شهد اقبالا متزايدا من الزوار خلال الآونة الاخيرة والعامين الماضيين.
وشهدت محافظة ذي قار خلال الاعوام الاخيرة عمل اكثر من 10 بعثات تنقيبية دولية تتمثل ببعثتين إيطاليتين واحدة تعمل في موقع "أبو طبيرة" الأثري في الناصرية والأخرى في "تل زرغل" في قضاء الدواية وبعثة تنقيبية أميركية تعمل في مدينة أور الأثرية وبعثة فرنسية/ إيطالية مشتركة تعمل في موقع أريدو وبعثة فرنسية تعمل في موقع لارسا وبعثة بريطانية تعمل في موقع تلو في قضاء النصر وأخرى تعمل في "تل خيبر" غرب الناصرية وبعثة أميركية تعمل في موقع هباه في قضاء الدواية وبعثة تنقيبية سلوفاكية تعمل في موقع جوخا شمال الناصرية وبعثة مسح اثري أخرى تعمل في موقع جوخا.
وأعلنت مفتشية آثار ذي قار في عام 2021 عن تسليم أكثر من 1000 قطعة أثرية الى متحف الناصرية والهيئة العامة للآثار خلال عام 2020، وفيما بينت أن القطع الأثرية هي حصيلة عمل 11 بعثة تنقيبية أجنبية وما عثر عليه المواطنون وشرطة حماية الآثار خلال جولاتهم التفتيشية، أكدت تراجع أعمال النبش والتجاوزات على المواقع الأثرية بعد استحداث أربع مُراقبِيّات للآثار.
ويعود تأسيس متحف الناصرية إلى عام 1969 حيث تبرعت مؤسسة كولبنكيان البرتغالية بإنشائه على نفقتها الخاصة فيما تقرر إغلاقه مطلع تسعينيات القرن الماضي إثر اندلاع حرب الكويت. وكان متحف الناصرية الحضاري قد أعيد افتتاحه، في 26 من آذار 2015، بحضور وزير السياحة المرشق عادل فهد شرشاب، وذلك بعد 25 عاماً على إغلاقه.
ويعد متحف الناصرية واحداً من أهم المتاحف في المنطقة وثاني أكبر متحف في العراق بعد المتحف الوطني في العاصمة بغداد إذ كان يضم نحو خمسة آلاف قطعة أثرية ثمينة، نقلت عام 1991 إلى المتحف الوطني في بغداد بحجة عدم توفر الحماية الكافية.