اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > الاستشراق الأمريكي ودوره في بلورة دراسات الأقلمة

الاستشراق الأمريكي ودوره في بلورة دراسات الأقلمة

نشر في: 15 إبريل, 2023: 09:04 م

د. نادية هناوي

تتفاوت وجهات النظر إلى الفكر الاستشراقي سواء بتاريخه الذي بدأ في القرن الخامس عشر الميلادي وانتهى عند منتصف القرن العشرين أو بتاريخه المعاصر الذي بدأ مع منتصف القرن العشرين وما زال مستمرا إلى اليوم. ولعل أهم وجهات النظر تلك تتمثل في ثلاث:

الأولى/ ترى الاستشراق حتمية من حتميات العصر الحديث واستجابة فكرية لإستراتيجية أوربية أرادت ردم عقدة النقص الحضاري بالتوسع الاستعماري.

الثانية / لا ترى للشرق دورا في ظهور الاستشراق، بل هو الصراع الفكري الذي يعد القوة المحركة للاستشراق كنظام عالمي.

الثالثة / ترى الاستشراق ظاهرة اجتماعية وجدلية نقدية تقوم على الوعي باللحظة التاريخية والحدود الجغرافية لكل مجتمع من المجتمعات البشرية.

وما يميز وجهات النظر الثلاث أنها تتضمن نوعين من الاستشراق: الأول أوربي ويوصف بالقديم أو الكلاسيكي وازدهر في ظل تمركز النفود الاستعماري الأوربي في قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، والاستشراق الآخر أمريكي ويسمى الجديد أو ما بعد الاستشراق ووضحت أبعاده بعد ما آلت إليه مركزية الولايات المتحدة كقطب مهيمن على النظام العالمي الجديد.

وعلى الرغم من أن لا تاريخ طويلا لهذا الأخير كونه ما شهد موجات كالتي شهدها الاستشراق الأوربي، فلا أدب رحلات مهد له، ولا جمعيات أسست قواعده، ولا مؤتمرات طورت بنيته، بيد أنه استطاع أن يقطع مشاوير كتلك التي قطعها الاستشراق الأوروبي اعتمادا على ما فيه من تجارب حية ومعطيات فكرية من جهة وتوظيفا للتقدم التكنولوجي ومتاحاته المتعددة من جهة أخرى. فتحققت من ثم صناعة فكر استشراقي هضم خطابات الاستشراق الأوربي ثم بنى عليها بما يتناسب والوضع الجديد الذي صارت تحتله الولايات المتحدة عالميا. واتضحت بوادر هذه الصناعة منذ سبعينيات القرن العشرين من نواح كثيرة، منها ما يأتي:

1) دراسة الاستشراق كعلم متعدد التخصصات يجتمع في دراسته باحثون اجتماعيون ونقاد وأدباء ومفكرون لغويون وعلماء نفس وانثروبولوجيون ومحللون سياسيون ويشتركون في وضع إستراتيجية معرفية كونية شمولية كمشروع حضاري غايته تغيير العالم.

2) جذب الجامعات الأمريكية للباحثين القادمين من بلدان الشرق ومنها البلدان العربية بدءا من أربعينيات القرن العشرين، استقطابا لإمكانياتهم وتوجيها لهم نحو دراسة أحوال مجتمعاتهم ماضيا وحاضرا وتحليل ظواهرها التاريخية والعقائدية ورسم تصورات مستقبلية لها أيضا على وفق نظريات ومنهجيات وفلسفات وليم جيمس ودوركهايم ومانهايم وفيبر. وبالفعل كشفوا عن خصوصيات لم يكشف عنها المستشرقون الأوربيون لجهلهم بها. وصحيح أن الجامعات الألمانية سبقت في هذا التوجه غير أن نطاقها ظل محدودا. ومن الباحثين الذين درسوا فيها الدكتور جواد علي الذي أنجز أطروحته في جامعة هامبورغ في ثلاثينيات القرن العشرين.

3) الإفادة من التجربة الألمانية في مجال دراسات الأدب المقارن والنظرية النفسية الجشتالتية فتوسعت الجامعات الأمريكية في توظيفهما بشكل كبير ولاسيما في مجال علم الاجتماع الذي تفرع إلى علوم كثيرة كعلم اجتماع السلطة وعلم اجتماع السياسة وعلم اجتماع الحضارة وعلم اجتماع المعرفة وعلم اجتماع الإدارة..الخ. وخرّجت جامعات كولومبيا وتكساس وكاليفورنيا وشيكاغو وغيرها كثيرا من الباحثين العرب نذكر منهم عراقيا عبد الفتاح إبراهيم وعبد الجليل الطاهر وعلي الوردي الذي أنجز عام 1950 أطروحته (تحليل اجتماعي لنظرية ابن خلدون) وفيها درس الفكر الإسلامي السني والشيعي والعقيدة المهدوية.

4) أن هذا التركيز على الدراسات الاجتماعية جعل الاستشراق الجديد واضحا كظاهرة امبريالية عالمية تسعى إلى سرقة الأضواء من الاستشراق القديم ولتكون الولايات المتحدة هي الخلف المعاصر الكوني والدولي المهيمن بنظام جديد متعدد الأنظمة والجنسيات.

5) نقد الاستشراق القديم بهدف الوقوف على أزمته الفكرية وايجاد الحلول لها والتي معها يتغير العالم فلا تعود الهيمنة أوربية. وتصدى لمهمة نقد الاستشراق باحثون من أصول شرقية قدموا من بلدان الهند والباكستان وإيران ومصر وفلسطين، وعرفوا كمنظرين عالميين لمسائل ما بعد الاستعمار أو ما بعد الحداثة أو العولمة ومنها مسالة الهوية والعقل والأقلية والتبعية والهامش والاستهلاك والعولمة وغيرها.

6) لم تعد الدراسات النقدية تقتصر على منهجية أو نظرية أو فلسفة محددة وقائمة بذاتها، بل تحولت الى تعددية ثقافية، فيها يجتمع التاريخي بالاجتماعي والثقافي بالقومي والمحلي بالعالمي والنخبوي بالشعبوي بحثا عن رؤية كلية للعالم.

ويعد كتاب(الاستشراق) لادوارد سعيد مثالا مبكرا لهذه الصناعة الاستشراقية الجديدة وهو في الأصل أطروحة أنجزها منتصف سبعينيات القرن العشرين ولاقت صدى واسعا نظرا لما فيها من طرح فكري يتحول بالاستشراق القديم الذي تأسس هيكله عبر عقود مضت إلى استشراق جديد. وهو طرح ستتوطد دعائمه وتتعزز بالعولمة وسياسات الهوية والهجرة. ومما رآه سعيد في هذا الكتاب أن الاستشراق الأوربي ليس هيكلا من الأكاذيب والأساطير وأن ما من نظير للاستشراق يسمى الاستغراب. فما الجديد الذي جاء به سعيد؟ ما تصوره لثنائية شرق غرب؟ وهل تختلف عن تصورات الاستشراق الكلاسيكي؟

كان للمتغيرات المهمة التي طرأت منتصف القرن العشرين أن كشفت عما في الاستشراق الأوربي من أزمة خاصة اعتملت منذ عام 1945، وبسببها فقد الاستشراق حظوته القديمة وصار بريق دراساته باهتا بعد تخلخل الهيمنة الاستعمارية في الشرق وظهور قوى جديدة على الساحة العالمية كالولايات المتحدة وروسيا والصين. وقد شخّص سعيد أسباب الأزمة الاستشراقية بما يأتي ـ:

1ـ أن الصورة التي رسمها الغرب عن الشرق أسقطها إسقاطا على الشرق، فوضع حبكات تاريخية عن الشخصية الشرقية.

2ـ بمرور الزمن حدث انتقال من الفهم النصي للشرق إلى التطبيق العملي فعممت التفاصيل الدقيقة الخاصة بالإنسان وتجاوزت الإنسان مكونة صورة ثابتة للشرق الذي يختلف عن الغرب.

3ـ إن حساسية الاستشراق كشفتها الدراسات الثقافية فوضحت نظرته المنحطة للشرق والشرقي ونمطية تعاليه التاريخي واللغوي والأدبي والعرقي.

وأخذت هذه الدراسات تأنف من المنهجيات الأحادية ورفضت البنيوية وما فيها من الانغلاق والتعالي. والغاية من وراء هذا التشخيص هي أمركة الاستشراق كبديل حضاري جديد، وكمشروع استراتيجي به تحل تلك الأزمة وكنقطة انطلاق(للتحرر من الاستعمار) عبر التوجه توجها ما بعد كولونيالي يضع الاستشراق على طريق جديد ناعم وتعددي ذي أفق إنساني رحب انفتاحي يقلب المراكز والأطراف وينبذ سلبيات سابقه الاستشراق الأوربي.

ولسنا بصدد حصر المواضع التي فيها دللّ ادوارد سعيد على حقيقة ما تقدم وطبيعة الملامح التي رسمها لهذه الأمركة، وإنما بصدد معرفة الدور الذي قام به في تهيئة حاضن فكري مناسب يتمثل في دراسات المناطق ومن بعدها دراسات الأقلمة.

ولقد اعتمد سعيد في كتابه لغة وسيطة، فهو ما أن ينفي حتى يثبت، وما أن يجزم حتى يرجح ويتخير، وفاته من ثم الإفادة من سقف الانفتاح في الدراسات الثقافية فما تحرر من ضغط المتعاليات الفكرية للاستشراق وما تمكن من انتهاكها لكنه جسّد فكر ما بعد الحداثة ـــ نظريا في الأقل ـــ في حديثه عن(دراسات المناطق) التي هي صورة مبدئية لما سيظهر بعد من دراسات ثقافية وما ستعرفه مخابر البحث الأمريكية حاليا من توجه نحو دراسات الأقلمة. والمقصود بدراسات المناطق النظر التحرري من الاستعمار في دراسة الشعوب والثقافات والحضارات فالبشر هم(الذين صنعوا ويصنعون المحليات والمناطق والقطاعات الجغرافية مثل الشرق والغرب فكل منهما كيان جغرافي ثقافي ناهيك عن كونه كيانا تاريخيا وهكذا فإن الشرق شأنه في هذا شأن الغرب نفسه يمثل فكرة لها تاريخ وتقاليد فكرية وصور بلاغية.. إن الكيانين الجغرافيين يدعمان بعضهما البعض كما أنهما إلى حد ما يعكسان صور بعضهما البعض) ولم نجد في كتاب(الاستشراق) تطبيقيا عمليا يدلل على هذا الذي تقدم.

وتعد دراسات المناطق توجها من توجهات الاستشراق الجديد الذي هو كنظيره الاستشرق الأوربي يتجاهل الجذور التي فيها الحضارة من حصة الشرق بوصفه السابق تاريخيا والأصل لكل ما عرفه الغرب من تقاليد حضارية تم استثمارها من قبل الأوربيين وبنوا عليها فكرهم وعلمهم وأدبهم، يقول ادوارد سعيد:(ان الولايات المتحدة لم تشهد تقاليد استشراقية تمثل استثمارا عميق الجذور.. لم تستثمر الشرق في الإبداع الأدبي مطلقا ربما لان الحدود التي اتجهت الأنظار إلى استثمارها أو التي يعتد بها كانت تقع في الغرب الأمريكي) وكأن الأدب الأمريكي ليس امتدادا للأدب الأوربي وان أصول الأدباء الأمريكان لاسيما في القرن التاسع عشر إلى منتصف العشرين هي أوربية بامتياز. وهذا واحد من تناقضات كثيرة وقع فيها ادوارد سعيد. وإلا كيف نفسر ما أخذه على الاستشراق الأوربي من قصور في تجاهل ثقافة شعب أو جغرافية بينما هو نفسه تجاهل ما تجاهله المستشرقون الأوائل من دور الحضارة الإسلامية وأدبها العربي في نهضة أوربا والأمريكيتين فارجع مثلا معرفة أدباء أمريكا لهذه الحضارة إلى منتصف القرن العشرين(بدا ظهور شخصية العربي المسلم في الثقافة الشعبية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية وبصورة أوضح بعد كل حرب بين العرب وإسرائيل)

ولقد وضع المفكر مهدي عامل كتابا انتقد فيه منهج ادوارد سعيد ودلل على حقيقة انه لم ينجح في الإفلات من منطق الفكر الاستشراقي بل ظل أسيرا له. فلم يطر سعيد فكر ماركس الإطراء الذي حظي به ماسينيون. وان الاستشراق الذي أراده سعيد هو ذاك الذي يعبر عن فكر يسيطر على علاقات إنتاج المعرفة ويعيق الإنتاج العلمي.

ولم يكن ادوارد سعيد الأول في طرح فكرة دراسات المناطق، بل سبقه أنور عبد الملك وأعضاء مجموعة "هِل" وأشاد بما أنجزوه من دراسات عن الشرق الأوسط لكن أشادته بهم بدت مبتسرة، فلم يفصّل في منجز هؤلاء الباحثين ولا في طبيعة ما قدّمه عبد الملك من نظر فكري أو تطبيق عملي. ومن ثم كان طرحه فكرة دراسات المناطق عرضيا وعاجلا. وبرر سعيد هذه العجلة بالقول: (إن مشروعي هو وصف نظام فكري خاص لا أن آتي على الإطلاق بنظام جديد يحل محله. أضف إلى ذلك أنني أحاول ان أطرح مجموعة كاملة من الأسئلة المتصلة بالموضوع وهو مناقشة مشكلات الخبرة الإنسانية: كيف يقدم المرء صورا تمثل ثقافات أخرى)

ولا مناص من القول إن كليهما سعيدا وعبد الملك فيما وضعاه من دراسات ثقافية، بقيا في إطار الحاضن الاستشراقي وهما يرسمان إستراتيجية مستقبلية للشرق، فيها القادم بحسب ادوارد سعيد تمثله امبريالية الولايات المتحدة وبحسب أنور عبد الملك تمثله عالمية الاقتصاد الصيني. ولقد وصف عبد الملك النظام العالمي القائم منذ القرن الثامن عشر بأنه نظام رأسمالي أوربي، وبعد خمسة أجيال من هذا النظام شرعت العلوم الاجتماعية الأوربية ثم الغربية تتساءل عن أسباب هيمنته.

ورأى الدكتور أنور عبد الملك أن دراسات المناطق تقوم على فكرة الخصوصية كطريق إلى العالمية. وأن الأصالة هي التي معها يصبح الانتقال ممكنا من العالمية إلى الخصوصية من خلال رؤية كلية للعالم تنظر ببعدين: رأسي يمثله التطور التاريخي وأفقي تمثله الحضارات والمناطق الثقافية والمجتمعات القومية، فوضع أرضية مفاهيمية لدراسات المناطق وتبنى مفهوم الخصوصية الذي قدمه عام 1970 بشكل شامل ذي ثلاثة مستويات: 1 مستوى التعرف العام، 2 مستوى الوعي بالأبعاد الزمانية والمكانية، 3 مستوى مرحلة التفاعل الجدلي بين عوامل البقاء وعوامل التغير.

ورأى أن هذا ما ينبغي على الاستشراق الجديد إتباعه وحصر تمثيلاته في القطاع الاشتراكي للصين الذي جعلها أقرب إلى الدولة القومية المستقلة غير الاشتراكية. وأكد عبد الملك أن سائر دول العالم بحاجة إلى التعلم بكل تواضع لا من الصين المعاصرة حسب، بل من الصين منذ كانت قديما، إذ أن في الحكمة والتجربة الصينيتين أطباء لعدد من الأمراض الفكرية ونقل عن الصينيين رؤيتهم للنظام العالمي الجديد كأطروحة مركزية فيها (الأجانب لا يستطيعون فهمنا، فحقل العلوم الصينية يخص الصينيين) وعقب عبد الملك بالقول إن السياسة الثقافية في الصين لا تبدو منفتحة على الباحثين الأجانب انطلاقا من فهم الحياة اليومية لهذا البلد.

ولم يفصل أنور عبد الملك أو يخصص دراسات في مناطق أخرى عربية أو أجنبية، أولا لأنه كان مهتما بالتجربة الصينية وثانيا لأن الطابع النظري الاستراتيجي كان غالبا عليه فلم يكن لتخصصه في علم الاجتماع حضور واضح.

إجمالا، فإن الغالب على ما ابتكره دارسو الاستشراق الجديد من طرائق ومنهجيات، أنه لا يعارض الاستشراق الأوربي ولا يسعى إلى إماطة اللثام عن دوره الاستعماري في ما آلت إليه مصائر شعوب الشرق من تبعية وتخلف، بل العكس هو يؤكد تاريخية هذا الفكر الاستشراقي كمراحل قطعها وفيها وضع المستشرقون الأوربيون علوما جديدة ومنها علم فقه اللغات الهندية والأوربية. وما يريده الاستشراق الجديد اليوم هو إحراز المزيد من التفوق في مجالات الحياة المعاصرة وخاصة الأدبية والرقمية التي فيها قطعت مراكز البحث ومؤسساته الأمريكية شوطا مناسبا ووضعت دراسات ثقافية مختلفة كما تبلورت دراسات الأقلمة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram