TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > فـي المدى.. فرص للحب

فـي المدى.. فرص للحب

نشر في: 4 أغسطس, 2010: 07:01 م

وديع غزوانلم يدر بخلدي بعد 2003 ان أعاود العمل الصحفي مرة أخرى، فلأسباب كثيرة وقتها آثرت ان أبقى منزوياً بعيداً عن متاعب المهنة التي دخل عليها الطارئون والدخلاء من كل حدب وصوب، غير ان الزميل والأخ العزيز عبد الرزاق المرجاني (رحمه الله)،
 أرسل لي يوماً احد الزملاء، وأقنعني بأهمية العمل في المدى، لسببين الأول: هو الإسهام بالكلمة في خدمة العراق وتعزيز مسيرته الجديدة الغضة، والثاني: مادي حيث كنا وقتها نعتاش على منح الطوارئ المتباعدة والمتفاوتة التي لا تغني ولاتسمن من جوع  نتيجة قرار بريمر سيء الصيت بحل وزارة الإعلام.المهم كانت هذه فرصتي الأولى لأكون من عائلة (المدى)، وبقدر ما كنت متوجساً فقد وجدت في من سبقني من الزملاء حتى من كنت لا اعرفهم، خير معين، لتخطي الكثير من حواجز معاودة العمل الصحفي مرة أخرى، في وقت كانت الاتهامات بالعمالة وخدمة المحتل جاهزة من قبل أطراف موغلة في خيانة العراق حتى آذانها، هكذا وجدت في (المدى) فرصة التعبير عن الرأي بفسحة من الحرية التي لم نألفها، وكان مطلوباً، التوازن بين فضاءات الحرية الجديدة وما تمنحه من حق النقد وتشخيص الأخطاء لممارسات الأحزاب او المؤسسات الحكومية التي قامت على أنقاض ما دمر، وبين التمسك بالخلق المهني الصحيح ما يتطلب من الصحفي إدراك حجم المسؤولية لما ينشره، وبين كل هذا وذاك كان هاجس الخوف من الرقيب ما زال موجوداً في داخل كل واحد منا, خاصة ممن مارس العمل الصحفي  في ظل إعلام مركزي موجه، فكانت (المدى) بحق مدرسة للكثيرين، لتعلم التمسك بمبادئ الديمقراطية بأنقى صورها والدفاع عنها من المخاطر التي تتهددها .. اليوم و(المدى) تعبر عامها السابع بثقة لابد من الاعتراف بأن اكبر الدروس التي تعلمتها بعد هذا العمر الذي جاوز الستين، كانت من خلال التواصل كمحرر لصفحة كردستان، حيث منحتني فرصة تجدد الحب لكردستان مرة أخرى لتجربتها الجديدة ولشعبها الذي أعطى نموذجاً حياً في التسامح وقيم التعايش مع الآخر, حب وعلاقة مع الإقليم بصيغ خالية من عقد الشك وعدم الثقة.لا ادعي هنا ان كل ما تحقق في كردستان مثالياً، غير ان النظرة المنصفة تلزمنا ان نقر بان ما تحقق ليس بالقليل وعلى مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويوماً بعد آخر نلمس تقدماً في هذا الجانب او ذاك.. وأكثر ما يشيع الفرح عند كل عراقي هو هذه الروحية الجديدة في العمل السياسي التي نجحت كردستان في تأسيسها المتمثل بحرص كل الأطراف السياسية الكردستانية على تعزيز التجربة التي ما كان لها أن تتحقق لولا تضحيات الشعب الكردستاني، مع إبقاء مسافات من الاختلاف في الروئ في معالجة بعض القضايا الداخلية، غير ان المهم وسط هذا الاختلاف، تمسك الأحزاب الحاكمة والمعارضة على حد سواء بالقضايا الستراتيجية للكردستانيين وعدم التفريط بها، وهو أسلوب ما زلنا مع الأسف بعيدين عنه في بقية أنحاء العراق.المهم ان عملي في صفحة كردستان، وبصراحة، منحني فرصة تصحيح الكثير من المفاهيم، وبرغم شعوري بالتقصير أحياناً لاعتمادي بشكل رئيس على ما يرد من أخبار او ما تجود به مراسلتنا في أربيل، الا ان ما اعتز به هو هذا التواصل الوجداني مع كل شيء في كردستان.. وأملي ان أترجم حبي لـ(المدى) ولكردستان بمزيد من الجهد وإشاعة بارقة الأمل في كل العراق.. شكراً لـ(المدى) على فرص الحب وألف مبارك لنا ولها عيدها السابع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram