جلال حسن العمل في (المدى) ، يشعرك بأنك صاحب الجريدة الشرعي، انك رئيس التحرير ، تنطلق من احساس يمتزج بعلاقتك بمساحة من الورق الناصع تكون فيها محباً وصادقاً وواضحاً ، تدّون حياديتك بحرية تخرج عن المألوف ، وبلا رقيب ،ذلك يرتسم في علاقة مشتركة ومنتجة توضح حدودها بمفردك ،
أنها جدلية يحددها حب العمل واضافة التجدد المستمر وحركة الزملاء في فضاءات مشتركة تربط الجميع بقاسم مشترك أسمه( المدى ).(المدى) بايقاد شمعتها الثامنة تنير فضاءات جديدة من عمرها ، وتضيف مسؤولية اخرى مفعمة بالامال والطموحات والشروع في بناء منظومة اعلامية مهنية ذات فلسفة واضحة تؤسس لخطاب اعلامي مغاير لما كان سائداً لعقود مضت. (المدى) وعبر مسيرتها خلال سبع اعوام استطاعت ان تقدم نموذجا يحتذى به للصحافة الحرة، واحتلت مكانة وأهمية بين نظيراتها من الصحف العراقية بعد الانفتاح الاعلامي الكبير .( المدى) ومع انفتاحها امام جميع التيارات الفكرية التي من شأنها تطوير البلاد باتجاه الديمقراطية ،فانها لم تغادر دائرة المهنية والحيادية في صياغتها للخطاب الاعلامي الوطني الهادف .(المدى) تميزت بتغطياتها ومتابعاتها الاخبارية وتحديدا ما نشر في الشأن المحلي لمجمل المشاريع التنموية والخدمية ونشاطات دوائر الدولة في العاصمة بغداد والوزارات وامانة بغداد ،وعموم محافظات البلاد من خلال شبكة من المراسلين المثابرين ، ومتابعتها لمراحل العمل في تلك المشاريع من بداية وضع حجر الاساس الى الانجاز الكامل .كما أشرعت نافذة حرة لعموم المواطنين لتقديم شكاواهم ومقترحاتهم فيما يخص تلك المشاريع وعمل دوائر الدولة المختلفة. واجرت لقاءات مباشرة مع المسؤولين في الدولة ، لكي يتعرف المواطنين عن كثب على ما يجري من تخطيط في ستراتيجية العمل واولويات المشاريع المنفذة .وكان من دأب العاملين في( المدى) مراجعة ما أنجز بمقاييس حاجة الناس الى اعلام حر وحقيقي يشكل بحق سلطة رابعة بحجم الطموح الذي نسعى اليه ،وبحجم المشكلات الكبيرة التي يعاني منها المجتمع العراقي . وهنا لا بد من الاشارة الى مفخرة العمل في اروقة المدى التي ترسخت فيها قيم ومفاهيم العمل الصحفي.(المدى ) بعامها الثامن تتذكر الراحل علي حسين القيسي الذي ملأ الافئدة حزناً لفراقه تاركا وراءه فراغا يصعب ملؤه والراحل حامد تركي المياحي الذي غيبته يد القدر في حادث مفجع.فبرغم الصعاب ، وكثرة المعوقات وتوالي المنغصات اليومية الا أن روح المدى حاضرة بالتحدي والحرص ومحصنة بالحب ، طالما عزيمتنا قوية !jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض ..نجاح المدى
نشر في: 4 أغسطس, 2010: 07:21 م