عبد الله السكوتي قال الجاحظ :حدثني اعرابي كان ينزل بالبصرة فقال: قدم اعرابي من البادية فانزلته، وكان عندي دجاج كثير ، ولي امرأة وابنان وابنتان، فلما حضر الغداء جلسنا جميعا مع الاعرابي ودفعنا اليه دجاجة مشوية وقلنا: اقسم بيننا واردنا بذلك السخرية منه فقال:
لا احسن القسمة، فان رضيتم بقسمتي قسمتها، قلنا نرضى، فأخذ رأس الدجاجة وناولني اياه وقال: الرأس للرأس، وقطع الجناحين وقال: الجناحان للابنين، ثم قطع الساقين، وقال: الساقان للابنتين وقطع الذنب وقال: العجز للعجوز واخذ صدر الدجاجة له وقال الزور للزائر، فالححت على مناكدته وقمت بشي خمس دجاجات اخرى لوجبة ثانية وقلت اقسم بيننا، فقال: أأقسم وترا ام شفعا ؟ قلت اقسم وترا، فقال: انت وامرأتك ودجاجة ثلاثة، ثم رمى الينا بدجاجة وقال: وابناك ودجاجة ثلاثة، ثم رمى اليهما بواحدة وقال : وابنتاك ودجاجة ثلاث، وانا ودجاجتان ثلاثة واخذ الدجاجتين، فرأى في وجوهنا عدم القبول فعاد الى قسمة الشفع وقال: انت وابناك ودجاجة اربعة، والعجوز وابنتاها ودجاجة اربع، وانا وثلاث دجاجات اربعة ورفع يديه نحو السماء وقال: اللهم لك الحمد انت فهمتنيها . هذه قسمة جائرة قسمة الاعرابي فاين هي من قسمة وزارة المالية، التي شابهت قرارات النظام السابق ، فقد درج ذاك النظام وفي اوج جور الخدمة العسكرية على فتح باب التسريح ليومين او ثلاثة، يسرح من يريد بالسرعة الممكنة، ويأتي دور المساكين غير المعنيين في الامر ليجدوا ان باب التسريح من الخدمة قد اقفل، لعبها عدة مرات، والناس ينظرون ويتعجبون من سياسة الكيل بمكيالين، فورثت المالية عسف هذه التصرفات وعنتها حين اعطت القروض لاناس دون آخرين، وكذلك السلف البسيطة ذات الخمسة ملايين، فبعد تعب اشهر مع استنساخ الصداميات الاربع عشرات المرات اقصد الجنسية وشهادة الجنسية والبطاقة التموينية وبطاقة السكن، تجابه ان السلف توقفت الى اشعار اخر، طبعا المالية وموظفوها تسلموا جميعا وكذلك المصارف بجميع انواعها، ومن ثم جاء اقارب منتسبي وزارة المالية ليتسلموا هم ايضا، اما نحن فالى اشعار آخر، سخر مني احد الاصدقاء وقال: الم تتسلم السلفة قلت كلا، فقال انا تسلمت قرضا وسلفة، طبعا قروض وزارة المالية تختلف فهي تصل الى 50 مليونا، بلا شروط ولا نقاط، لاتفرق بين معيل وغيره، وبين من قضى عمره لم يتسلم من اية حكومة منذ عبد الكريم قاسم وحتى الان، وبين من تسلم من صدام مئات الامتار، وعددا من السيارات، لتأتي وتفضله على غيره فقد اتصل بالحجي فاوصله (للعزيز ) بكسر العين وتسلمه السيد ليتسلم قرضا بمئة راتب، ولانريد ان نحسد الاخرين فقد حصد الرجل في زمن النظام السابق قطعة في البصرة واخرى ببغداد في الكرخ وثالثة في الرصافة وهو الان تسلم شقة دفع رسومها ويريد ان يخليها من ساكنيها، ومن ثم عرج ليأخذ قرضا بواسطة من الحجي ويكمل عليه من هنا وهناك ، فهو كما يقول الحمد لله باب الله مفتوح، والكل يعلم ان باب الله مفتوح للجميع حتى لل(؟)، اما الشيطان فلا يفعل شيئا ولايرزق اتباعه؛ الاحرى بالحكومة الموجودة حاليا ان تحاسب الجميع على الهفوات التي جيرها البعض باسم رئيس الوزراء بقصد او بدون قصد، وتسوقهم الى المحاكم بتهم الاهمال المقصود، وتحاسبهم على الاموال اين صرفت ولمن اعطيت، لتضع هذه الحكومة النقاط على الحروف وتعيد الكرة لمرمى المتخرصين الذين حاولوا بشتى السبل العمل من اجل كتلهم للايقاع بالحكومة ومنهجها الواضح، وهذه المرة يجب الا تمر التخرصات والاتهامات المجانية بلا حساب فالديمقراطية لاتقول بذلك، وانا اقول للشعب العراقي:(عام الاول انبش ... وهالسنه طلعت ريحته) .
هواء فـي شبك ..قسمة الإعرابي
نشر في: 4 أغسطس, 2010: 08:52 م