 بغداد / المدى

شهد الدوري الممتاز لكرة القدم للموسم الحالي استفحال ظاهرة إقالة وتدوير المدرّبين في أغلب الأندية، وأقدمت إدارات 13 نادياً على تغيير مدرّبيها، ما أعطى انطباعاً بأن هذه الإدارات تريد أن تُبعد عن نفسها تُهمة تراجع مستوى الفريق ورُبّما تتعرض للمُساءلة من هيئاتها العامة لذلك تُحمِّل التقصير على عاتق الملاكات التدريبية "الضحيّة" في أغلب الأحيان لأنها الحلقة الأضعف!

لا نعرف لماذا لم يتّخذ اتحاد كرة القدم أي إجراء أو يجد مُعالجات تجاه تغيير أكثر من مدرّب محلّي ومحترف بعد انقضاء 23 جولة من زمن الدوري الممتاز؟

إدارات قويّة

أعطت إدارات 8 أندية رسائل مهمّة بأنها مستقرّة ومتمسّكة بالملاكات الفنيّة الخيار الأصلح لها بالرغم من المستوى غير المُرضي في بعض الاحيان، مع أن استمرار الاستقرار الفني يُسهم في تحقيق النتائج الإيجابيّة.

ولم تستسلم إدارات الأندية القويّة ومنها الزوراء للضغوطات وللمطالبات المتعدّدة من قبل الجماهير بتغيير أو إبعاد المدربين ، لأنها تعتقد أن المدرب الحالي أيوب أوديشو من الكفاءات المتميّزة ، وقادر على تلبية طموحاتها، بالرغم من الصعوبات التي واجهت الفريق مرّات عدة، هذه الإدارات تسير في الطريق الصحيح لأنها تبحث عن الاستقرار الفني المهمّ لاستمرار تطوّر الفريق وتحقيق أفضل النتائج.

أما بقية الأندية التي حافظت على مدرّبيها فهي الكهرباء بقيادة لؤي صلاح الذي نجح في تقديم نفسه كمدرب شاب يحمل افكار متطوّرة وينافس في مُربّع الكبار، والحال نفسه ينطبق على نوروز الذي يقوده ولي كريم منذ عدة مواسم وظهرت نسب تطور الفريق الذي قارع الكبار وكان نداً قويّاً لها، وأيضاً دهوك الذي عاد للتنافس مع الكبار بعد غياب مواسم عدّة، ويقوده رمضان سليمان، وفريق الحدود بقيادة المدرب عادل نعمة الذي يريد أن يضع له بصمة في هذا التنافس.

أما فرق الكرخ بقيادة أحمد عبد الجبار ، ونفط البصرة بقيادة عبد الوهاب أبو الهيل ، ونفط ميسان بقيادة عدي إسماعيل فأنها حافظت على مدرّبيها ومكانها بالمناطق الدافئة وسط الدوري وهي تسعى لبناء فرق قادرة على مُقارعة الكبار!

الفرق الجماهيرية

أقدمت الفرق الجماهيريّة الطلبة والشرطة والقوة الجوية على تغيير ملاكاتها التدريبيّة من أجل إرضاء الجمهور ومحاولة كسب رضاهم ، أو التخلّص من بعض المدربين الأقوياء الذين يرفضون الانصياع لرغبات هذه الإدارات.

البداية كانت مع نادي الطلبة الذي أقال مدرّبه ثائر أحمد بعد 5 جولات وتعاقد مع التونسي أيمن الزلفاني ، والذي كانت نتائجه جيّدة في المرحلة الأولى ، لكنها تراجعت بالمرحلة الثانية وأبعِد بعد الجولة 23 وتم التعاقد مع المدرب أحمد خلف الذي سبق وأن عمل قبل موسمين مع الفريق ولم يحقّق معه نتائج متميّزة.

أما فريق الشرطة (حامل اللقب) فإن إدارته أقدمت على تغيير المصري مؤمن سليمان بالرغم من النتائج الجيّدة التي حققها والتنافس على المركز الأول ، لكن الخسارة أمام الزوراء كانت القشّة التي قصمت ظهر البعير وجعلت الإدارة تستغني عنه ، وسلمت المهمّة للمساعدين أحمد صلاح وحسين عبد الواحد.

وفي المقابل فإن القوة الجوية كان يعيش استقراراً فنيّاً مع المدرب قحطان جثير ، إلا أن الخسارات مع بعض الفرق أدّت الى زعزعة الثقة بين الإدارة والجمهور والملاك التدريبي، وتم الانفصال بالتراضي بعد الخسارة أمام الكهرباء بالجولة الأخيرة والابتعاد عن الصدارة ، وتم الاستعانة بالمصري مؤمن سليمان بسرعة لاسيما وأن الفريق خسر أمام الشباب السعودي 4-0 في إياب الدور الأول لكأس الملك سلمان للأندية الأبطال، في ملعب الأمير فيصل بن فهد بالعاصمة السعودية الرياض ، وسيُكمل الصقور مشوار الدوري المحلي برفقة المصري.

أربيل بدأ التغيير

نادي أربيل أحّد اقطاب الكرة العراقية بالمواسم الماضية بدأ عمليّة تبديل المدرّبين بأقالة السوري نزار محروس، والاستعانة بالمدرب غازي فهد، تم ابعاده بعد الجولة 15 وتسلم المهمّة بشكل مؤقّت المدرب عبد القادر حسين، وتعاقدت بعدها الإدارة مع المدرب عباس عبيد وبمساعدة حسام فوزي مع انطلاق المرحلة الثانية .

وعانى فريق النفط من عدم الاستقرار في الموسم الحالي وتراجع بجدول الترتيب وأصبح من الفرق المهدّدة بالهبوط لكثرة الانتكاسات التي تعرّض لها الفريق الذي احتلّ المركز الرابع في نهاية الموسم الماضي بقيادة باسم قاسم.

بداية النفط كانت مع المدرب حسن أحمد الذي أقيل بعد 5 جولات واستلم المهمّة حكيم شاكر، لكن النتائج لم تتغيّر وبقي الفريق يُعاني، ما أدّى الى إبعاده والاستعانة بالمصري محمد يوسف الذي يجاهد من أجل إبقاء الفريق في الدوري الممتاز.

الديوانيّة مقصلة المدرّبين

دخل الديوانيّة الى منافسات الدوري الممتاز بقيادة المدرب سامر سعيد واستمرّ معه لغاية الجولة 12 ثم استلم المهمّة الأردني هيثم الشبول، وبعد سلسلة من النتائج السلبيّة تم إبعاده والاستعانة بالمدرب جاسب سلطان، لكن المُعالجات لم تكن ناجحة واستمرّ تراجع الفريق وغادر سلطان الفريق، ليستلم المهمّة من بعده المدرب حيدر محمد " أبو عجة ".

إدارة نادي النجف أقدمت على تغيير المدرب أحمد خلف بالرغم من استقرار الفريق، وتعاقدت مع المدرب عبد الغني شهد الذي جعل الفريق يخسر نقاط كثيرة وتراجع للمركز 9 .

إدارات حائرة

يعتبر زاخو من الأندية التي أقالت مدربيها والبداية كانت مع حمزة هادي، واستقرّ الفريق بعده مع المدرب حيدر عبد الأمير الذي يسعى من أجل الخروج من مناطق الخطر والوصول الى مرحلة الأمان. أما نادي كربلاء فإنه أقال المدرب عباس عطيّة لأن الإدارة شعرت بأنه لا يلبّي طموحها، واستعانت بالمدرب الشاب حيدر عبودي الذي يسعى لإبقاء الفريق في الدوري الممتاز.

أما إدارات بعض الأندية فإنها ما زالت حائرة بالموسم الحالي، وتتّخذ بعض القرارات غير المدروسة وتدفع ثمن ذلك غالياً ، ومنها نفط الوسط الذي غيّر مدرّبه عبد الغني شهد وتعاقد مع سامر سعيد ولم تتحسّن النتائج واقترب الفريق من منطقة الخطر بالمركز 16 ما أضطرّه الى تقديم الاستقالة ، ووافقت الإدارة عليها أمس الإثنين مبرّرة قبولها " على خلفية الأزمة المالية التي يمرّ بها النادي ، وتواضع النتائج في منافسات الدوري المُمتاز"!

وظلّ فريق الصناعة يعاني منذ بداية الموسم ، فبعد إقالة صادق حنون والاستعانة بالمدرب خالد محمد صبار لم تتحسّن النتائج ودخل الفريق في دوّامة الهبوط ، وقرّر الاستعانة بالمدرب قصي منير عسى أن ينجح في إبعاد الفريق من منطقة الخطر!