تعاني شخصيات شاكر نوري جميعاً من غربة مركبة.. غربة النفي عن المكان الأول، وغربة في الزمان حيث العالم الحديث الصاخب والمتغير غير العالم القديم، الأليف. وحيث يثقل كاهل كل منها إحساس ممض بالفقدان. ولذا فإن شامان يعني لكل منها أمراً مختلفاً. ولعل كل شخصية تعلم أن شامان قد ضاع وإلى الأبد، بيد أنها لا تستطيع إلا التورط في البحث عنه، وإن لم يكن موجوداً "فعليه أن يخلقه في ثنايا روحه ودروبها العميقة".
سعد محمد رحيم
في رواية (ديالاس) الأبن لما أراد زيارة وطنهُ، كظمت الأم شوقها لولدها الوحيد، فهي تخشى عليه من وطنه، بسبب الصناعة الامريكية للفوضى الخلاّقة في العراق. ومنعته ُ من زيارتها. ورواية (طائر القشلة) هي البينة الفاتكة على مصداقية كلام الأم في رواية (ديالاس). في رواية (شامان) الأمير إيهاب نفاه وطنه بمرسوم من ملكي. داخل الوطن ذبحوا والد الأمير. في رواية (كلاب جلجامش) من الصعوبة أن تعود إلى وطنك حتى ولو كنت جثة!! في (خاتون بغداد) تنتحر مس بيل لأن الذكورة الاستعمارية تمقت أسلوبها الانثوي في التعامل مع العراق أرضا وشعبا.
مقداد مسعود
إن إحدى أهمِ النقاط التي ينتبه إليها الناقد في النص الروائي تحديداً هو الزمن، وتقسيماته المختلفة، التي كان للسيميائية والدراسات المتعددة بدءاً من الشكلانية حتى التفكيكية، دورٌ كبيرٌ في إيجاد تأطيرٍ زمنيٍّ واضح لدراسته وتحليله، حتى أنه يتم الفصل بين كلٍ من: زمن الأحداث، وزمن الحكي، وفي داخل كل منهما تفاصيل كثيرة ليس مجال التفصيل فيها الآن [4]، لكن من حيث زمن الحكي، فإن هذه الرواية يتم حكيها وتقديمها للقارئ عبر ثلاث ساعات، هي المسافة التي يستغرقها الراهب "إسحق البغدادي" من مطار بيروت، إلى مطار روما، وعبر الاسترجاعات وتقنية التذكر،
حمزة قناوي
بعد روايته "مجانين بوكا" التي كشف فيها عن أهوال معتقل "بوكا" الرهيب في العراق، يقدم الروائي العراقي شاكر نوري تجربة جديدة من نوعها في روايته الثامنة "جحيم الراهب" الصادرة أخيرا عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر في بيروت، يغوص فيها بأعماق راهب، عاش الجحيم في كل من باريس وبغداد ودمشق وروما، باحثاً عن ذاته، من خلال مجموعة من الآباء الآشوريين الذين هربوا من بلاد الرافدين وأسسوا دير الأيقونات في بيروت من أجل الحفاظ على هويتهم المهددة وسط تصاعد العنف الطائفي وتطرف الجماعات المسلحة.
محمد الحمامصي