TOP

جريدة المدى > كلام اليوم > كلام اليوم.. الشمعة الثامنة.. والمشروع الديمقراطي

كلام اليوم.. الشمعة الثامنة.. والمشروع الديمقراطي

نشر في: 4 أغسطس, 2010: 09:54 م

المدىاليوم توقد المدى شمعتها الثامنة وسط حضور حاشد من مشاعر وقلوب الاصدقاء الذين واكبوا خطواتها واحدة بواحدة ، ووسط فخر اسرة تحريرها والعاملين في كل مفاصلها بالمنجز الذي قدمته المدى في سنواتها السبع الماضية .
 مسيرة قصيرة في عمر الزمن والعمل المهني لكنها كانت طويلة وقاسية وشاقة في الظرف العراقي المعقد والملتبس والمختلط باجواء العنف والقتل والملاحقة والتهديد للكلمة الحرة الصادقة المؤثرة . لانزعم اننا حققنا حتى الجزء الصغير  من احلامنا الخاصة والعامة على مستوى العمل المهني والتطلعات السياسية المشروعة بعراق ديمقراطي يكون حاضنة اعلام عراقي حر وديمقراطي يشكل رأيا عاما قويا ونشيطا وضاغطا على مراكز القرار السياسي والحياتي لتحقيق طموحات الجمهور واحلامهم المؤجلة حتى الآن للاسف الشديد .  لكننا نستطيع ان نزعم بكل جرأة اننا خطونا خطوات رصينة ومعقولة وقوية باتجاه انشاء مشروع الرأي العام النزيه  الضاغط ، ونستطيع ان نزعم باننا قدمنا مشروعا لعمل مهني من طراز جيد ، ونزعم اننا شكلنا مع كل نشاطات مؤسسة المدى أرضية للمشروع الليبرالي الديمقراطي العراقي ، مع بقية الأنشطة المشابهة  ، الذي هو حلمنا كما هو حلم الجمهور الواسع من المواطنين الذين اكتووا بنار الدكتاتورية الصدامية ، وكما هو حلم اصدقائنا من الجيران وغيرالجيران ممن يهمهم ان يروا عراقا ديمقراطيا مختلفا .وفي هذا الطريق الذي دشنته المدى بفضيحة كابونات النفط السيئة السمعة والصيت ، تعرضت المدى  الى انواع متعددة ومتنوعة من الضغوط الحزبية والحكومية "وزارات ومؤسسات " وضغوطات اللوبيات السياسية ، كي تنحرف عن طريقها أو على اقل تقدير ان تخفف من جماحها واتساقها مع هوى واحلام الجماهير ، بعيدا عن سياسة العصا التي انتزعت من يدي صدام لتتلقفها بعض الأحزاب لترفعها بوجه هذه الجماهير كي " تسوقها " الى حيث تريد !وقاومت المدى كل تلك الضغوط ، بما في ذلك الضغوط القانونية والدعاوى الكيدية ، كما في قضية المدعي العام حول خبر وكالة سوا ، الذي حاولوا من خلاله تركيع المدى ، لكن موقف الجريدة تحديدا وضغط الرأي العام وتعاطف الشارع العراقي مع قضية المدى ادى الى ان يصدر مجلس القضاء الاعلى قرارا خجولا  يفرج عن " المتهم " ويترك الجاني يسرح ويمرح وكأنها قيّدت ضد مجهول !!وفي غير ذلك تعرض الزملاء في الجريدة الى الكثير من التهديدات بسبب اصواتهم العالية وكشفهم الكثير من مكامن الفساد المالي والاداري  ليس فقط في مؤسسات الدولة وانما فيما يتعلق بالشركات الوهمية التي كانت تبتز المواطنين وتبني لهم قصورا من الرماد ، واستخدم البعض عصا القضاء لتعويضات بملايين الدنانير ، لكن النتيجة كالعادة ، هي بقاء المدى وصمودها ورحيل الآخرين . وقدمت المدى نموذجا للعمل المهني الصابر والسليم عندما كانت الجريدة الوحيدة في العراق التي صدرت في الساعة العاشرة ليلا عند الاعلان عن قرارات اعدام صدام وبعض أزلامه ، وقد صدرت الجريدة ووزعت  في ظروف بالغة الصعوبة والخطورة ، من منع تجوال الى احتمال تعرض الموزعين الى اعمال عنف ، سبق ان تعرضوا لها وهم يوصلون الجريدة الىاحدى المحافظات . ونجحت تلك التجربة بامتياز .حقيقة نقولها ان المدى ليست ملكا لشخص ، ليس بالمفهوم المادي ، انها ملك للمشروع الليبرالي العراقي الجنيني مع بعض زميلاتها في الهم والهموم والمخاطر ، وان أي نجاح لها يسجل لهذا المشروع بامتياز سواء أكان النجاح على أيادي العاملين فيها أم بسبب جهود الآخرين ومساهماتهم الرصينة ، وأي اخفاق لها هو تعثر للمشروع الذي مازلنا نبني الآمال عليه رغم وعورة الطريق وخطورته وضعف الرؤيا فيه ! وهي معادلة مطروحة امام الجميع بصورة علنية وشفافة . فالمدى هي مشروع كل الذين يؤمنون بالعراق الجديد الديمقراطي الليبرالي الفدرالي الموحد ، بأختلاف زاويا  النظر الى  الى هذا المشروع .ونحن نطفئ الشمعة الثامنة من عمر المصاعب والمتاعب نؤكد اننا نغذ السير نحو الاهداف التي انطلقت من اجلها الكلمة الأولى في المدى ، وندرك جيدا ان المخاطر كبيرة وواضحة للعيان ، لكن الأهداف الكبيرة والأحلام الجميلة ، تحتاج عادة الى اناس يسيرون دون وجل وبشجاعة وجرأة في دروب المخاطر للوصول الى نهاية النفق ومواجهة الشمس الحقيقية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل المراجعة في حياة حزب مناضل

هل المراجعة في حياة حزب مناضل "عيب"؟!

شهدت الحياة السياسية، خلال السنوات العشر من عمر "العراق الجديد"، تساقط آمالٍ وتمنيات، خسر تحت ثقلها العراقيون رهانهم على أحزاب وقوىً وشخصيات، عادت من المنافي ومن خطوط النشاط السري، ولم تلتزم بمواصلة سيرتها النضالية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram