TOP

جريدة المدى > محليات > بعثة للتنقيب الآثاري: اكتشفنا أول مستوطنة بشرية في جنوبي البلاد

بعثة للتنقيب الآثاري: اكتشفنا أول مستوطنة بشرية في جنوبي البلاد

نشر في: 18 إبريل, 2023: 11:25 م

 ذي قار/ حسين العامل

أعلن رئيس البعثة التنقيبية الدولية في موقع اريدو الاثري عن اكتشاف اول مستوطنة بشرية في جنوبي العراق تعود لعصر العبيد (4200 عام قبل الميلاد)، مؤكداً أن ذلك ضمن الموسم التنقيبي الرابع في الموقع، مشيرا الى ان العثور على مقبرة بجانب المستوطنة كشف عن جانب من معتقدات قدماء العراقيين حول مرحلة ما بعد الموت.

وقال رئيس الفريق التنقيبي في موقع اريدو الاثري البروفيسور فرانكو دي اغستينو في حديث مع (المدى)، "تم استكمال اعمال الموسم الرابع من عمل البعثة التنقيبية الدولية في موقع اريدو الاثري (30 كم جنوب غرب الناصرية) وسوف نستأنف العمل في الموسم القادم".

وتابع اغستينو، أن "مدة العمل في الموقع ستكون مفتوحة وليست محددة بسقف زمني كون الموقع المذكور من المواقع الاثرية الواسعة والمهمة".

وأشار، إلى انه "نعمل في مدينة اور منذ خمسة أعوام، وعملنا في موقع اريدو لأربعة مواسم تنقيبية".

وبين أغستينو، أنه "جرى التنقيب في مربعين وقد تم الكشف في المربع الاول عن مقبرة تعود لعصر العبيد (4200 عام قبل الميلاد) وفي المربع الثاني اكتشفنا مستوطنة بشرية او قرية قريبة من المقبرة".

ورأى، أن "هذا أمر مهم فنادرا ما نجد مستوطنة تعود لعصر العبيد في جنوبي العراق"، مبيناً أن "هذه المكتشفات من شأنها ان تساعد على التعرف أكثر على طبيعة الحياة اليومية والمعتقدات القديمة التي كانت سائدة حول مصير الانسان في مرحلة ما بعد الموت".

وعن طبيعة المكتشفات الاثرية في الموقع، أجاب أغستينو، "عندما عثرنا على الهياكل العظمية في المقبرة اكتشفنا الهدايا التي تمنح للموتى وتدفن معهم بعد وفاتهم".

ونوه، إلى أن "الهدايا كانت عبارة عن جرار ولقى حجرية توضع بجانب جثمان الشخص المتوفي"، مؤكداً "عدم العثور على اي نوع من الطعام في جرار المقبرة".

ويواصل أغستينو، أن "مكتشفات المقبرة قادتنا لمعرفة كيفية وضع الانسان في القبر ورؤية قدماء العراقيين ومعتقداتهم حول الحياة ما بعد الموت".

وتحدث أغستينو عما تم اكتشافه في المستوطنة البشرية، بالقول، إن "ما تم العثور عليه من موجودات يكشف عن طبيعة الحياة اليومية عبر التعرف على نوعية الطعام وطبيعة الملابس واسلوب العيش في تلك المستوطنة".

وعن تحول الاهتمام التنقيبي من البحث عن القصور ومراكز الحكم الى البحث عن حياة السكان العاديين، قال إن "رجل الاثار يكون أكثر سعادة لو اكتشف حماما ولم يكتشف قصراً، ففي الحمام يكتشف معلومات عن الحياة أكثر مما يكتشف في القصر".

ويسترسل أغستينو، "في القصر ترى ما يودون هم ان تراه لكن في الحمام تكتشف اسرار الحياة الحقيقية وتطلع عليها عن كثب".

وأشار، إلى "اهمية المكتشفات في موقع اريدو لاستكمال المعلومات الاثرية غير المكتملة".

وقال أغستينو، "كل يوم نواجه بمعلومات جديدة وكل اكتشاف يغير او يضيف شيئا جديدا الى ما عرفناه سابقا".

وتابع، "فعلى سبيل المثال اكتشفنا قبرا مصنوعا من مادة اللبن (طابوق من الطين) وهذا القبر فيه مكان خاص وفيه بوابة". ونوه أغستينو، إلى أن "هذا الاكتشاف يفتح باب التأويل وكأنه يقول ان الموت لنا وحدنا نحن الاموات فيدخل الانسان ويغلق البوابة، او يقول انا هنا اذهبوا عني".

وعن اهمية التنقيبات لتوثيق الطبقات الحضرية في المواقع المهددة بالنهب او السرقة، علق اغستينو، "حاليا لسنا بحاجة الى تنقيبات طوارئ وخاصة في جنوبي العراق فالوضع آمن ويسمح بتواجد بعثات علمية وتنقيبية واكتشاف ما هو غير مدون في التاريخ البشري".

وأفاد، بأن "هذا الامر على خلاف ما كان سائدا اثناء سيطرة داعش الارهابي على بعض المدن العراقية، حيث كان الارث الحضاري يتعرض للتخريب المتعمد".

وتعمل البعثة التنقيبية الدولية بتمويل من جامعة روما ووزارة الخارجية الايطالية ومؤسسة كيرد هينكل الالمانية، وتضم آثاريين من دول متعددة بينهم المدير الفني فرانكو دي أغستينو ومساعدته اليسا سيفيلي من ايطاليا ومتخصصون في مجال المساحة والصيانة والانثروبولوجيا من فرنسا ومتخصصة بالتوثيق الآثاري عبر الذكاء الصناعي من كوستاريكا.

وكانت مدينة اريدو الاثرية قد شهدت اربعة اعمال تنقيب. الاول قام به "جون جورج تايلور" في عام 1855، والثاني من قبل "ر. كامبل طومسون" في عام 1918، ثم "إتش. آر. هول" في عام 1919. فيما استؤنفت أعمال التنقيب مجدداً ما بين العامين 1946 و1949 تحت رئاسة "فؤاد سَفَر" و "سِتون لويد" من قبل "المديرية العامة للآثار والتراث العراقية".

وفي عام 2014 تتابعت أعمال التنقيب في "إريدو" بجهودٍ إيطاليةٍ وفرنسيةٍ وعراقيةٍ مشتركةٍ.

وتعد مدينة إريدو عند السومريين بمنزلة مركز عبادةٍ للرب "إنكي"، وكان يمثل ربَّ الماء. وبحسب الأساطير السومرية فقد كانت مملكة الرب إنكي هي المياه التي تحيط بيابسة الكون، وثمة اعتقاد سائد لدى علماء الآثار بأن "إريدو" كانت من أوائل مدن السومريين، وربما أُرجع تاريخ بنائها إلى خمسة آلاف سنةٍ قبل الميلاد.

وأدرجت مدينة إريدو على لائحة التراث العالمي في منتصف تموز 2016 مع مواقع اور والوركاء و"الأهوار الأربعة" في جنوبي العراق كموقع تراث عالمي مختلط (طبيعي -ثقافي).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الأوساط التعليمية والثقافية تحذر من تجهيل المؤسسات التعليمية وتراجع مستوى التعليم
محليات

الأوساط التعليمية والثقافية تحذر من تجهيل المؤسسات التعليمية وتراجع مستوى التعليم

 ذي قار / حسين العامل حذَّرت الأوساط الثقافية والتعليمية المشاركة في الاحتفال باليوم الدولي للتعليم، الذي نظَّمه شارع الثقافة في الناصرية، من تجهيل المؤسسات التعليمية وتراجع مستوى الاهتمام بالتعليم. وفيما أشارت إلى استسهال...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram