الموصل/ نوزت شمدين مشهد طوابير السيارات أمام محطات تعبئة الوقود، عاد مجددا في الموصل بعد أقل من شهر على إعلان شركة توزيع المنتجات النفطية الشمالية، انتهاء أزمة الوقود في نينوى، بعد إنهاء عقود عدد من المحطات الأهلية المستأجرة، وتشغيلها بكوادر حكومية وبدوام كامل.
محافظ نينوى وفي تصريح للمدى أمس الأول، برر الأزمة الجديدة بعدم حصول نينوى على حصتها الكاملة من المشتقات النفطية، بأن هناك عجزاً في توفيرها، مشيراً الى ان هناك اتصالات عديدة مع بغداد لإيجاد حل لمشكلة الوقود، والمح النجيفي إلى أن مشاكل محافظة نينوى الخدمية وحتى الأمنية مرتبطة بتشكيل الحكومة في بغداد، من خلال ما قاله: " ننتظر تغييراً في بغداد، ليتغير الوضع في محافظة نينوى".محطات التعبئة وفي ظل تقلص حصصها اضطرت إلى تقنين توزيع وقود السيارات (البنزين) وحددت كمية لكل سيارة بمقدار ثلاثين لتراً، ووصف أحد المشرفين على محطة تعبئة حكومية في الجانب الأيمن لمدينة الموصل هذا الإجراء بالضروري لتقليل الزحام أمام محطات التعبئة، وضمان حصول اكبر قدر ممكن من السيارات على الوقود.ولكن هذا الإجراء وبحسب مواطنين لم يمنع استطالة الطوابير وحتى التفافها في أفرع وأزقة وشوارع قريبة من المحطات، كما انه أنعش سوق الوقود السوداء مرة أخرى بعد أن كانت أجهزة الأمن قد كنستها من شوارع المدينة.المدى رصدت باعة شوارع بعبواتهم البلاستيكية، والسعر الموحد الذي يطلبونه عن اللتر الواحد من (البنزين) العادي (800) ثمانمئة دينار، والف دينار عن اللتر الواحد من الوقود المحسن، و حتى هؤلاء الباعة شكوا من قلة ما يحصلون عليه من بانزين، وانهم يقضون ساعات طوالاً قبل الحصول على ثلاثين لترا او ما يزيد، وهكذا برروا الأسعار التي يبيعون بها. المواطن(خالد مقدام 48 سنة)، قال بان أزمة الوقود جزء من أزمات متعددة داخل الموصل، كان يظهر بعضها ويختفي آخر، الآن أصبحت تظهر بشكل جماعي، فلا ماء يصل ألان إلى المنازل بشكل سليم، والكهرباء الوطنية في أسوأ حالاتها، وأزمة الوقود تعود للمرة الثانية في اقل من شهر، ويبدو بحسب رأيه أن كل ذلك مربوط بفشل الحكومة المحلية في التعامل مع هذه الأزمات بالرغم من مرور عام ونصف على تشكيلها.ورفض المواطن عايد سامي 52 سنة (سائق سيارة أجرة)، تبريرات عدم تشكيل الحكومة المركزية كسبب لأزمة الوقود او غيرها من الأزمات، وقال: "لماذا محافظات بعينها تحدث فيها هذه الأزمات، في حين ان مدناً ومحافظات أخرى في مأمن من ذلك)؟.وأضاف عايد: أزمة الوقود أصبحت شيئاً معهودا بالنسبة الينا، وجزءا من حياتنا نحن سائقي سيارات الأجرة.المواطن علي محفوظ يعمل سائق سيارة أجرة جوال، شكا من عدم كفاية كمية الوقود التي يتزود بها من محطة الوقود، وقال بانها لا تكفي أبداً، خصوصا في ظل السيطرات الأمنية ونقاط التفتيش المنتشرة في جميع شوارع الموصل، واضطراره للوقوف في زحام لا ينتهي طوال ساعات النهار بسبب ذلك.في محطة الغزلاني وأمام باب خروج المركبات، كان هناك طابور صغير من المركبات المدنية ينتظر الدخول بشكل غير مشروع، وعندما سألنا البواب عن هوية أصحاب هذه السيارات، قال بشيء من الغضب (إسألهم)، ولأن وجوههم كانت لا تقل غضباً عن صوت البواب، لجأنا الى مراهق يحمل عبوتي بلاستك فارغة وهو يتحين فرصة الدخول الى المحطة، قال وهو يترقب بحذر (هذوله منتسبين)، وقبل ان يفصح عن معني كلمة منتسبين، كان احد موظفي المحطة قد رصد المراهق وبدأ معه حملة مطاردة،مع الكثير من السباب والشتائم التي اختلطت مع ضجيج مركبات الطابور وهو يطول ليمتد فارشا الشارع الرئيسي بأكمله.
أزمة الوقود تتجدد في نينوى..والمحافظة تبرر:عدم حصولنا على حصة كافية
نشر في: 5 أغسطس, 2010: 06:08 م