اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > بقع أرضية "مشعة" بالبصرة تنسبها المزارات الشيعية إلى الإمام علي

بقع أرضية "مشعة" بالبصرة تنسبها المزارات الشيعية إلى الإمام علي

نشر في: 5 أغسطس, 2010: 07:14 م

السومرية نيوز/ البصرةلم يكن المواطن بهاء محمد العبادي يتصور أن الأرض التي يشغلها لأغراض زراعية، وفقا لعقد طويل الأمد مع مديرية زراعة البصرة، ستكون قبلة لآلاف المواطنين الذين توافدوا للتبرك بتربتها وقراءة الدعاء وأداء الصلاة فيها، على الرغم من بعدها عن مدينة البصرة ووقوعها في منطقة حدودية شبه مقفرة تبعد أقل من كيلومترين عن الأراضي الإيرانية.
ولم يتوقف الأمر عند توافد الأهالي من سائر مناطق المحافظة، وإنما تحولت قطعة الأرض ذات البقع البيضاء بأشكال متناسقة ومنتظمة بخطوط تمتد لمئات الأمتار، إلى مثار جدل تاريخي وعلمي استدعى تدخل الحكومة المحلية ومؤسسات علمية ودينية مختلفة بعد أن أعلنت ممثلية الأمانة العامة للمزارات الشيعية أن البقع هي آثار مخيم الجيش الذي شارك بقيادة الإمام علي ابن أبي طالب في معركة الجمل التي وقعت في العام 36 للهجرة.تراب البقع حلو المذاق ورائحته زكية ويشع ليلاً، ويؤكد المواطنون من سكنة القرى القريبة من موقع البقع أن الأخيرة تتسم بخواص غريبة الأمر الذي عزز من اعتقادهم بقدسيتها. ويقول المواطن نصير عبد الرضا (55 سنة)  لـ"السومرية نيوز" إن "البقع لها حكايات متوارثة من جيل إلى آخر لكن المنطقة التي توجد فيها وبحكم قربها من الأراضي الإيرانية كانت شبه محرمة على المدنيين قبل عام 2003"، مبينا أن "الحكايات بعضها يشير إلى أن البقع تشع أحياناً بالضياء خلال الليل وان تربتها حلوة المذاق في حين التربة المحيطة بها مالحة". ويضيف عبد الرضا أن "تربة البقع تكون أحياناً ذات رائحة زكية، ويؤكد بعض سكان القرى أنهم يسمعون بين حين وآخر أصوات قعقعة سيوف وصهيل خيول ونداءات تكبير مصدرها موقع البقع"، ويروي أنه شاهد ذات مرة بلمحة بصر مجموعة من الخيام والمواقد المشتعلة في الموقع "لكن ما أن دققت النظر حتى اختفى ذلك المشهد الذي مازال محفوراً في ذاكرتي، منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي".ويزيد من غموض تلك البقع تأكيد رئيس المجلس البلدي في ناحية السيبة (55 كم جنوب مدينة البصرة) التي تقع ضمنها منطقة كوت الزين حيث توجد البقع، والذي يصفها بـ"المعجزة الإلهية".ويقول نعمة غضبان في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "المنطقة تفتقر إلى سند تاريخي لكن الروايات المتوارثة عبر أجيال تشير إلى أن المنطقة كانت معسكراً لجيش الإمام علي ابن أبي طالب خلال معركة الجمل".ويضيف غضبان أن "البقع الأرضية تختفي لسنوات ثم تعاود الظهور، وتتغير أشكالها من حين إلى آخر، إذ تتحول من شبه دائرية إلى مربعة ومن ثم إلى مستطيلة، من دون أن تتبدل خواصها الغريبة".ويذكر رئيس مجلس الناحية أن "المواطنين الذين يسلكون الطريق الواصل بين مدينة البصرة وقضاء الفاو يتحدثون أحياناً عن مشاهدتهم لخيم ونيران مشتعلة في موقع البقع لدى مرورهم بالقرب منها"، مستدركا أن "المجلس البلدي لا يؤكد أو ينفي أن الموقع كان معسكراً خلال المعركة التاريخية، لكنه يصر على أن البقع تشكل ظاهرة غريبة ونادرة وعلى هذا الأساس نطالب بالحفاظ عليها ودراستها بعمق".rnجدل علمي وتاريخي حول الظاهرةوعقب اتساع الحديث عن البقع في غضون العامين الماضيين بادرت كلية العلوم في جامعة البصرة بإعداد دراسة حول الظاهرة أجراها أربعة باحثين من قسم علم الأرض وتشير خلاصتها إلى أن "البقع هي شبه دائرية إلى شبة مستطيلة الشكل مساحة الواحدة منها تتراوح ما بين متر إلى مترين وتتميز بان لها لوناً افتح من المنطقة المحيطة بها ونسبة ملوحة أقل من المناطق المجاورة، كما تعكس انطباعاً اتجاه المطر يختلف عما تحيطها من ترسبات، أي انها بحلول المطر تكون أصلب من محيطها كما أن البقع تتوزع بشكل مستقيم وعلى هيئة خطوط متوازية"، وبينت الدراسة أيضاً أن "أعمال الحفر التي نفذت خارج وداخل البقع ولعمق خمس أمتار لم تظهر وجود رفات موتى أو بقايا مقبرة"، كما اعتبرت الدراسة أن "وجود البقع الأرضية ليست ظاهرة جيولوجية طبيعية"، وفسرت وجود البقع باتجاهين "الأول يشير إلى أنها "ناجمة عن إجراء عمليات نقل للتربة لأغراض زراعية"، والتفسير الآخر هو امتداد للتفسير الأول ويفيد بأن "البقع الأرضية عبارة عن مخلفات نظام إروائي قديم يمتد بمحاذاة شط العرب". وأسند الباحثون هذا التفسير بالقول إن "المرئية الفضائية للمنطقة المحصورة بين شط العرب وناحية خور الزبير كشفت عن وجود مجارٍ مائية قديمة مندثرة تقع غرب المجرى الحالي لشط العرب"، كما كشفت الدراسة عن وجود مواقع أخرى في المنطقة نفسها تحتوي على عدد من البقع المماثلة، مشيرين إلى أن "نمط توزيع البقع في المواقع الثلاثة الأخرى يبين أنها لا تتجه صوب القبلة وهذا دليل على عدم وجود علاقة للبقع باتجاه القبلة، وإن حدث تطابق فإنه من باب المصادفة".من جانبها، أعدت كلية الزراعة دراسة حول الظاهرة في العام 2009، ويقول رئيس قسم علوم التربة والمياه الدكتور عبد الزهرة طه ظاهر في كتاب يحمل توقيعه وموجه إلى رئاسة الجامعة وحصلت "السومرية نيوز" على نسخة منه إن &quot

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

متابعة/ المدىقالت مصادر أميركية وعراقية إن عدة صواريخ أٌطلقت -الليلة الماضية- على قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز بها قوات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، دون أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram