TOP

جريدة المدى > رياضة > دعوة السوداني إلى معايشة الرياضة من موقع أدنى..متى ينتهي الصِراع الانتخابي والاستقواء بالأجنبي.. وكيف تُحمى أموال الأبطال من العبث؟

دعوة السوداني إلى معايشة الرياضة من موقع أدنى..متى ينتهي الصِراع الانتخابي والاستقواء بالأجنبي.. وكيف تُحمى أموال الأبطال من العبث؟

نشر في: 25 إبريل, 2023: 10:06 م

 متابعة/ إياد الصالحي

لم تسْتَثمِر الرياضة الجُهد الحكومي طوال حُقب الأنظمة السياسيّة المُتعاقبة في العراق بحُلوها ومُرِّها ، بمثلِ ما شهدتهُ علاقتها بحكومة محمد شياع السوداني منذ تشرين الثاني 2022 حتى الآن ، وفقاً لأُطر التفاهُم والتعاون والتشاور الذي تمخّضَ عن أكبر نجاح أحتفَتْ به بطولة كأس الخليج العربي 25 في محافظة البصرة وأقرَّتْ بمُناصفة الحكومة مُنجز اللقب الرابع لأسود الرافدين مع الشريك المُنظِّم ( اتحاد كرة القدم ).

يُراد للرياضة استثمار الجهد الحكومي العملي في بقية مفاصِلها غير كرة القدم حيث تتلاطم تيّارات الصراع العلني في مؤسّسة اللجنة الأولمبيّة والاتحادات المُتلازمة تارة معها والمُتكتِّلة بعضها ضدّها كالذي شهدهُ المؤتمر الانتخابي التكميلي في 11 آذار الماضي ، وما يتمُّ إعداده من سيناريوهات صناعة قادة جُدد للرياضة بمُغريات ماليّة مُبتدعة لرعاية فعّالية أو سداد نفقات بطولة دوليّة أو دعم أبطال شباب ليبيّن المُبادر خِصال كرَمِه ، ويخفي هدفه الشخصي بالاستحواذ على أصوات المُستفيدين منه ليردّوها إليه بأصواتهم في مُعترك المواقع.

عشرون عاماً ظلَّتْ الرياضة العراقيّة تئنُّ تحتَ صِراع ( الإخوة الأعداء ) ولم يتردَّد أحّدهم في الاستقواء باللجنة الأولمبيّة الدوليّة تارة وبالمجلس الأولمبي الآسيوي تارة أخرى ، وكأنّهما المُتصرِّفان بشؤون رياضتنا ولا تجرؤ الحكومة على مُحاسبة الأولمبية إذا ما بحثتْ عن مصير الأموال المُخصّصة لصناعة الأبطال والبطلات وليس للترويح عن الأنفس في السفر واجترار المُشكلات!

مسارات الإصلاح

ندعو رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى ممارسة العمل في قطّاع الرياضة من موقع أدنى ، ويُعايش عن قُرب مُعاناة الرياضيين ، أسوة باطلاعهِ على شجون الناس في قطّاعات (الكهرباء والصحة والتربية) التي لم تقنعهُ بياناتها ومبرِّراتها ومُعالجاتها في تغيير مسارات الإصلاح نحو الإنجاز ، فحضر بشخصه ليُباشر الإجراء والتوجيه ، مُستنداً إلى استغاثات المواطنين ، والحال نفسه مع الرياضيين الذين سأموا وعود مسؤوليهم بتبنّي ستراتيجيّات تطويريّة لأرقامهم ومشاركاتهم ومستلزمات تأهيلهم للبطولات، طالما حصّنَتْ المؤسّسات الرياضيّة قادتها عن المُساءلة عقب كل استحقاق أولمبي أو آسيوي أو تراجع خُطط النهوض بالواجبات الفنيّة والإداريّة.

لم تعد القوانين الجديدة والمُرتقبة والأنظمة السارية واللوائح المُعتمدة مُجدية بمحتوى نصوصها في أنهاء كثير من المُخالفات، والمساومات، والتواطؤات، والتلاعب بالوثائق، والتزوير، والسرقات، وهدر الأموال ، وشِراء الذمم، وتقاسُم المنافِع الخاصّة، وإبعاد الكفاءات، والتعسُّف بقرارات التقييم، وغياب الحسابات الختاميّة، وانعدام الرؤية للمشاريع النصف سنوية ، وعٌقم مؤتمرات الجمعيّات العموميّة ، وزيادة الخطوط الحُمر في علاقة العموميّات والتنفيذيّات، وسوء استخدام الصلاحيّات، وفُقدان الشعور بالفشل لعدم القُدرة على العطاء والتمسُّك برئاسة الموقع تحت ضغط الوهم بأن (إخلاء الكرسي إدانة)!

نماذج الأندية

ضرورة معايشة رئيس الوزراء - لأوّل مرّة في تاريخ حكومات العراق - قواعد الرياضة الرئيسة نماذج من " الأندية الفقيرة " بإمكانيّاتها الضعيفة ومُنجزاتها الكبيرة ، ويُقارنها بمعايشة مُماثلة مع نماذج " الأندية الغنيّة " بأموال الحكومة والمُفلِسة في رصيد الألعاب الأخرى غير كرة القدم ، ويقيناً سيخرُج بقرارات فوريّة تحمي المال العام من الانفاق العبثي لوزارات تمثلها أندية متعدّدة بمجالس إدارات غير قادرة على إحداث الفارق الإيجابي بين وفرة الأموال والارتقاء بالرياضيين ، وكذلك وجوب دمج بعض الاتحادات المُتشاركة في أسلوب اللعب والأدوات لتخفيض الميزانيّات المرصودة لها ، فالمصلحة العُليا للوطن وليس للاتحادات الدولية التابعة لها ، ولنا في دولة قطر خير مثال لعمليّة الدمج بتوصية من أولمبيّتها الوطنيّة منذ خمس سنوات من دون اعتراض أو تضارُب!

لن تكون قرارات المؤتمر الرياضي العام المُزمع انعقاده خلال شهر أيار المقبل برعاية رئيس الحكومة ، سوى رُزمة أوراق جديدة يجتهدُ الخُبراء بتضمين مقترحاتهم والحلول غير المُكررة فيها ، لكن مَنْ سيُنفِّذها؟ سيما أنها مُنتقاة من رؤى تنظيريّة مطروحة في مؤتمرات سابقة وندوات نوعيّة تم تهميش مخرجاتها بقصديّة مُكيّفة لحراسة الموقع أكثر من الخوف على واقع رياضتنا الراهن!

إزاء ما عرضناه ، بإمكان رئيس الحكومة الاستناد الى شهادات حيّة من رياضيين صادقين لا مصلحة لهم سوى حُب الرياضة والرغبة في تحقيق الفوز والمُحافظة على التصنيف المتقدّم عربيّاً وقاريّاً ، وبعدها يُقرر ( الرئيس ) علاقة الحكومة بالرياضة إن كان على مستوى تهيئة البُنى التحتية فقط ورسم نظام خصخصة لأغلب المؤسّسات الرياضية بالشكل الذي ترفع الدولة يد الدعم المالي عنها أو تترك لإداراتها اختيار فرص الاستثمار بموجب قانون جديد ، عندها ستختفي مظاهر الصراع الانتخابي .. ومن يجد في نفسه القُدرة على تمويل مقعدهِ ليتقدّم!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

الطلبة يجتاز الحدود بدوري نجوم العراق
رياضة

الطلبة يجتاز الحدود بدوري نجوم العراق

رياضة/ المدى فاز فريق الطلبة على ضيفه فريق الحدود بهدف دون مقابل ضمن منافسات الجولة الأخيرة لدور نجوم العراق لكرة القدم. ‏جرت المباراة على ملعب المدينة في العاصمة بغداد اليوم السبت عند الساعة الـ8:00...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram