TOP

جريدة المدى > سياسية > حوادث اغتصاب الأطفال تقلق الأسر.. عشرات الحالات وغياب للقوانين الرادعة

حوادث اغتصاب الأطفال تقلق الأسر.. عشرات الحالات وغياب للقوانين الرادعة

نشر في: 25 إبريل, 2023: 10:28 م

 بغداد/ حسين حاتم

بعد ثلاث سنوات على حادثة اغتصابها، لا تزال الطفلة "طيبة" تعاني من الاثار النفسية رغم صغر سنها، لا سيما عند رؤيتها المكان الذي اغتصبت فيه بمنتصف العام 2020.

طيبة، الطفلة ذات الثلاثة عشر عاماً خرجت في غفلة عن عائلتها عندما كان فايروس كورونا في أقسى حالاته على العراقيين، متجهة لتشتري "الحلويات" من أحد "الدكاكين" القريبة من منزلهم شرقي العاصمة بغداد، الا انها سُحبت معصوبة العينين إلى احد هياكل البيوت الذي لم يكتمل بناؤه بعد وخرجت مغمى عليها.

يروي والد طيبة والدموع تنهار من عينيه تفاصيل ما حدث مع طفلته المدللة ويقول لـ(المدى): "كنا جالسين ايام تفشي وباء كورونا بشدة، وكان عمر طيبة آنذاك عشرة أعوام، لكننا تفاجأنا بعدم وجودها في المنزل".

وتابع حديثه قائلاً: "هرعنا الى الشارع بحثاً عن طيبة، ومن ثم نادينا في الجامع القريب من منزلنا على أمل العثور عليها لكن المحاولات باءت بالفشل حوالي ساعتين".

وأكمل والد طيبة بحسرة وألم، "بعد ساعتين من اختفاء طيبة طرق أحد ابناء المنطقة باب منزلي ومعه طيبة بحالة يرثى لها، وعيناها غارقة بالدموع".

وأردف: "عندما روت لي طيبة ما حصل معها أخذ جسمي يرتجف، ولم اسيطر على نفسي حتى أبلغت الشرطة، وبعد مراجعة كاميرات أحد الجيران وتتبعها، ألقي القبض على الجاني".

"لكن هذا وحده لا يكفي، إذ ما تزال طيبة تعاني من آثار نفسية غيرت من طفولتها وجعلتها كأنها أكبر سناً، فارقت اللعب وبدأت تخفق في دراستها"، بحسب والدها.

لم يقتصر الأمر على طيبة فقط، فقد شهد العراق عشرات حالات الاغتصاب منذ ذلك الحين والى اليوم، كان اشهرها ما حدث في العام 2021، اي بعد حادثة طيبة بسنة والتي تمثلت باغتصاب الطفلة "حوراء" ذات الـ7 سنوات في حي شعبي شمالي العاصمة بغداد، تصدر حينها وسم "حق حوراء" مواقع التواصل بعد أن تبين أن المغتصب منتسب أمني.

وفي العام الماضي 2022، أعلنت السلطات الأمنية، اعتقال متهم بقتل شقيقه واغتصاب ابنتي المغدور الصغيرتين، ولم تقف عند تلك الحالات فقط، إذ يشهد العراق جرائم اغتصاب مختلفة بين الحين والاخر وفي مناطق متفرقة كان آخرها ما حصل في البصرة منذ حوالي 10 ايام.

إذ استيقظت "فيحاء العراق"، على جريمة قتل لطفلة تبلغ من العمر 7 سنوات تدعى "فيّ" بعد اغتصابها مما اثار ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بإنزال اقصى العقوبات على المتهم الذي اعتقل من قبل قيادة شرطة البصرة بعد ايام من الحادثة.

وأزالت الجهات المختصة في البصرة منزل مغتصب وقاتل الطفلة بعد اعترافه بقتل واغتصاب "في" بمنزل مهجور ومن ثم رمي جثتها في مكب للنفايات.

قرار إزالة منزل المتهم جاء تنفيذا لقرار الحكومة المحلية القاضي بهدم منازل المتورطين بجرائم بشعة من ساكني المناطق العشوائية.

وتقول أستاذة القانون الجنائي بشرى العبيدي، لـ(المدى)، إن "المخدرات التي استفحلت في ارجاء البلد هي المسبب الاول لانتشار ظاهرة اغتصاب الاطفال".

وشددت على ضرورة، "السيطرة على منافذ المخدرات، والمواقع اللا اخلاقية في مواقع التواصل الاجتماعي".

وأوضحت، أن "عقوبات القوانين العراقية ليست بالمستوى المطلوب، واغلب حالات الاغتصاب تحل عشائرياً وهذا تشجيع للجاني على تكرار الجريمة".

وفيما يخص المصابين بمرض البيدوفيليا، بينت العبيدي أن "هؤلاء يجب أن يشخصوا من قبل الطب النفسي وان يكونوا متابعين من قبل عائلاتهم من خلال التصرفات التي تظهر عليهم قبل وقوع الجريمة".

بدورها، تقول الناشطة في مجال حقوق الانسان هناء ادور، إن "ظاهرة اغتصاب الاطفال تعدت المسائل النفسية، وأصبحت جريمة باتت تتفاقم في المحافظات العراقية".

وأضافت ادور، أن "الموضوع يتطلب حماية ورقابة، وعدم الاكتفاء باتخاذ الاجراءات بعد وقوع جريمة الاغتصاب، ودخول المغتصب او المغتصبة بحالة نفسية".

واشارت، إلى أن "الكثير من جرائم الاغتصاب لمرضى البيدوفيليا حدثت خلال السنوات الاخيرة، نتيجة ضعف الرقابة من قبل العائلة والدولة"، مستغربة من "القيام بتلك الجرائم من قبل بعض المنتسبين بالأمن".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

سياسية

"اليمين الإطاري" يدعو لـ"طعون جديدة" ضد القوانين الخلافية: الاتحادية تعرضت لضغط سياسي جائر

بغداد/ تميم الحسن يحاول "اليمين الشيعي"، الذي طعن بسلسلة القوانين الخلافية، إيجاد منفذ جديد لمنع تمرير قانون العفو العام. وأنهت المحكمة الاتحادية أمل نواب مقربين من الفصائل في إرجاع القوانين إلى البرلمان، بعدما ردت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram