بغداد/ فراس عدنان
أكدت وزارة الكهرباء أن خطة الصيف ستدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل، ووعدت بزيادة ملحوظة في ساعات التجهيز، لافتة إلى أن تشغيل المحطات على الغاز الوطني وفر نحو 3 آلاف ميغا واط للمنظومة الوطنية.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى، إن «رئيس الحكومة محمد شياع السوداني يؤكد مرة أخرى أن هناك ملفات لا ينبغي أن تدار من وراء المكاتب بل ضرورة أن تحصل هناك زيارات ميدانية لمعالجة مشكلاتها ومنها ملف الكهرباء».
وتابع موسى، ان «السوداني هو أول رئيس حكومة يقوم بزيارة ميدانية إلى مركز السيطرة الوطني الذي يعنى بجميع احمال العراق ومعالجة الاختناقات ورسم الصيانات الدورية والطارئة للوحدات التوليدية».
وأشار، إلى أن «الوزارة كانت لديها خطة سريعة ومعدة بدأت بها منذ ستة أشهر لفصل الصيف سوف تنجز، وتدخل للعمل الأسبوع المقبل».
وبين موسى، أن «الوزارة أطلعت السوداني خلال زيارته على جميع ما تم الوصول اليه من معالجات وخطط وتحقيق وثوقية في التجهيز ونصب محطات ثابتة ومتنقلة واستحداث مغذيات وتوفير قطع الغيار والعمل على الدورات المركبة».
وأكد، أن «وزير الكهرباء زياد علي فاضل أوعز بربط جميع المحطات سواء كانت الطرفية والوسطية بمنظومة (سكادا) وهي التي تراقب الاحمال الكترونياً وتراقب أي تلاعب في البرمجة».
ولفت موسى، إلى «تشكيل فريق تحقق يجري زيارات ميدانية إلى المحطات في جميع المحافظات ويطلع على الاحمال ونوع العوارض التي قد تحصل على شبكات الكهرباء».
وأكد، «اتخاذ قرار بتدوير المشغلين ما بين المحطات كل ثلاثة أشهر للتخلص من أية شبهة للمحسوبية ومحاباة منطقة على حساب الأخرى».
وتحدث موسى، عن «إجراءات صارمة على الجانبين القانوني والاداري لمنع تبادل التغذية أو توحيد البرمجة للمغذيات المتقابلة والمتداخلة في شبكاتها، وهي حالات لا تشكل ظاهرة لكننا سوف نقضي عليها بنحو نهائي».
وأوضح، أن «واحدة من المشكلات التي عرج عليها السوداني هي معالجة الثقب الاسود، من خلال الالتفات إلى مشكلة الغاز التي هي مطب التجهيز في كل سنة، ومتابعة الاجراءات بشأن احالة جولة التراخيص الغازية واستغلال الغاز، وهذه أمور تمت معالجتها من خلال القرارات الحكومية والجهد الميداني لوزير الكهرباء مع وزير النفط».
وأفاد موسى، بأن «الجهد المشترك بين الوزارتين أثمر عن تشغيل محطة عكاز لأول مرة على الغاز الوطني، وقد وصلنا في التشغيل بهذه المحطة إلى وحدتين، بعد أن كان لوحدة فقط الاسبوع الماضي».
ونوه، إلى «تشغيل محطة ميسان الغازية والاستثمارية على غاز حقل حلفاية الوطني، إضافة إلى 8 وحدات تشغيلية في محطة جنوب بغداد الغازية».
وشدد موسى، على أن «الغاز الوطني بالمجمل قد شغل لنا نحو 3 آلاف ميغا واط، وهذا تطور مهم بالنسبة للمنظومة الوطنية».
وبين، أن «رئيس الوزراء وجه الشكر إلى الوزارة لنجاح خطة شهر رمضان، وسوف يستمر هذا النجاح وتحسن التجهيز بنحو يختلف عن الصيف الماضي».
واستطرد موسى، أن «هذا بطبيعة الحال سوف يحقق استقرارية لساعات التجهيز، بالتزامن مع قيامنا بمعالجات مهمة للاختناقات التي عادة ما كانت تسبب بإطفاء في الكهرباء بعد دقائق قليلة من التشغيل؛ لأننا أهلنا مسارات الخطوط والمغذيات»، مشدداً على أن «الوزارة نجحت باضافة 3500 ميغا واط إلى المنظومة الوطنية مقارنة بالعام الماضي».
ويسترسل، أن «السوداني وجّه وزارة الكهرباء بالعمل جدياً من أجل تعظيم مواردها المالية من خلال تفعيل الجباية والقضاء على الضائعات وتقنين الاستهلاك برسائل توعوية تشاركنا في ايصالها إلى المواطن وسائل الاعلام».
ويواصل موسى، أن «جملة التوجيهات التي صدرت من رئيس الوزراء قد أخذت طريقها إلى التنفيذ منذ اليوم الأول لتشكيل الحكومة، وقد لمسنا ذلك من خلال تذليل تحديات الوقود سواء الغاز المورد أو الوطني».
ونبه، إلى أن «العراق لم يألف تشغيل المحطات على الغاز الوطني في السابق، فلم تكن هناك خطة وقودية لصالح الكهرباء، ولم نبرم عقوداً مع شركات عالمية في السابق على نصب محطات تعمل على الغاز المصاحب، فجميع هذه الأمور قد تم استحداثها في الحكومة الحالية».
ومضى موسى، إلى أن «جملة الدعم الحكومي الحالي تشمل ايضاً منح الصلاحيات إلى الوزير والادارات العامة وتوفير منح مالية بغياب الموازنة، فهذه الإجراءات ساعدتنا على المضي بالخطة السريعة لدعم الكهرباء».
من جانبه، ذكر عضو لجنة الطاقة النيابية حسين البطاط، أن «حل أزمة الكهرباء يحتاج إلى بعض الوقت، ولا يمكن أن تأتي المعالجات الجذرية خلال موسم واحد».
وتابع البطاط، أن «المشكلة التي يعاني منها المواطن لاسيما خلال فصل الصيف لا ترتبط بإنتاج الكهرباء بدرجة اساسية، بل هناك مشكلة تخص محطات التحويل وخطوط النقل والتوزيع».
وأشار، إلى أن «ايجاد الحلول لمشكلة الكهرباء يستوجب تضافر الجهد الوطني لاسيما على صعيد قطاعات التوزيع والنقل، مع أهمية توفير التخصيصات المالية المناسبة».
وانتهى البطاط، إلى «اهمية أن يمضي العراق بمشاريع استغلال الغاز من أجل تشغيل المحطات بالتزامن مع مشاريع للطاقة البديلة».
ويؤكد أستاذ الاقتصاد عبد الرحمن المشهداني، «إنفاق أكثر من 81 مليار دولار على الكهرباء، ولغاية الوقت الحالي ما زال الإنتاج يتراوح بين 20 ألف إلى 22 ألف ميغاواط».
وأشار، إلى أن «العراق كان من المفترض أن ينتج حالياً 45 ألف ميغاواط»، وتحدث عن «تهالك الشبكات بعد ان اهتمت الحكومة بالإنتاج وأهملت النقل والتوزيع والجباية».
ورأى المشهداني، أن «الوعود الجديدة بإيجاد حلول جذرية لأزمة الكهرباء لن تتحقق، لأننا أمام حكومة لن يتجاوز عمرها ثلاث سنوات، مع عجز يصل إلى 18 ألف ميغاواط».
ويعاني ملف الطاقة الكهربائية مشكلات كبيرة منذ عام 2003، وعلى الرغم من إنفاق مبالغ كبيرة على هذا القطاع لكن الوضع لم يتحسن وما زال العراقيون يعانون منه لاسيما خلال فصل الصيف.