ذي قار / حسين العامل
ناقشت ندوة ثقافية عقدت في محافظة ذي قار، التحديات التي تواجه تشكل الهوية العراقية واثر الهويات الفرعية في ذلك، مشيرين الى جملة من العوامل السياسية والاقتصادية والطائفية والاقليمية المؤثرة على تنوع وانسجام المكونات العراقية.
واثار المشاركون في الندوة التي نظمها فريق اماسي الشارع على حدائق بهو بلدية الناصرية وحضرها عدد كبير من المهتمين في الشأن السياسي والاجتماعي والحراك الاحتجاجي جملة من القضايا التي تتعلق بتشكل الهوية الوطنية واثر الهويات الفرعية.
اذ تحدث الدكتور عبد الرزاق علي خلال استضافته في الندوة التي ادارها الشاعر كاظم شاكر وحضرتها (المدى) عن المواطنة وقيم الانتماء ومنطلقات تشكل الهوية الوطنية واثر التجاذبات الفئوية والانحياز الى الهويات الفرعية في ذلك.
ويجد علي وهو احد الاكاديميين المختصين في علم الاجتماع ان "بدايات تشكل الهوية الوطنية العراقية تزامنت مع ولادة الدولة العراقية في عشرينيات القرن الماضي"، مبينا ان "ذلك واجه ولا يزال يواجه جملة من التحديات نتيجة التجاذبات الفئوية والانحياز الطائفي أو القومي أو السياسي على حساب الهوية الوطنية".
واشار الباحث الى ان "التراجع الاكبر لأثر الهوية الوطنية برز في حقبة ما بعد 1990 والاعوام اللاحقة وصولا الى حقبة ما بعد 2003"، مشيرا الى ان "الهوية الوطنية تحولت في تلك الحقب الزمنية الى هويات فرعية اخرى".
ويرى علي، ان "تفتت الهوية العراقية ناجم عن عدة عوامل سياسية واقتصادية وطائفية واقليمية ناهيك عن صراع الاحزاب المذهبي على مغانم السلطة"، منوها الى "تحول في هوية الانتماء وتوزعه ما بين العشائري والطائفي والقومي".
وافاد، بأن "ما لم يتم استيعاب تنوع المكونات العراقية وتدارك الفوارق الاجتماعية فان ذلك التنوع سيتحول الى صراع"، مشددا على "اهمية اعتماد سياسة الحكم الرشيد التي من شأنها ان تحول هذا التنوع الى قوة تعزز الهوية العراقية بدلا من تشرذمها الى هويات فرعية".
ويجد علي، ان "نسق تشكل الهوية العراقية بني في بداياته من أعلى هرم السلطة الى الاسفل وهذا ما حال دون الحسم النهائي لتلك القضية"، مؤكدا ان "محاولات استعادة الهوية العراقية مازالت قائمة".
وشدد، على أن "الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في تشرين 2019 كانت منطلقا واعيا لتشكل الهوية العراقية بصيغة مغايرة تبدأ من القاعدة الشعبية وصولا الى قمة هرم السلطة"، واوضح انه "يمكن ان نعد تشرين اهم لحظة لاستعادة الهوية الوطنية".
وتحدث، عن "الوعي الشبابي الذي افرزه الحراك الاحتجاجي في تشرين"، متوقعا ان "يكون الحراك الاجتماعي الجديد بديلا عن الحركات السياسية القديمة".
ودعا علي، إلى "ترسيخ الهوية الوطنية المنفتحة على العالم وبما ينسجم مع ويستوعب تأثيرات العولمة وتحدياتها"، منوها الى ان "مواكبة التطور الهائل في هذا المجال يستدعي النهوض بواقع التعليم".
وشدد، على "ضرورة اصلاح نظام التعليم في العراق واعتماد سياسة تعليمية رصينة".