اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > بلقيس شرارة توثّق حياة زوجها رفعة الجادرجي

بلقيس شرارة توثّق حياة زوجها رفعة الجادرجي

نشر في: 29 إبريل, 2023: 11:10 م

علاء المفرجي

كان رفعة في سباق مع الزمن يؤمن بعبثية الوجود ولا يؤمن بالطقوس لكنه يحترمها فالحياة قصيرة مهما طالت وعلينا ان نقبل الواقع فلكل شيء نهاية كما قال الكاتب والخطيب الروماني ماركوس توليوس شيشرون " علينا ان نقبل ان الحياة قرض اعطي لنا من قبل الطبيعة من دون تاريخ محدد وان دفع هذا القرض ربما يطلب منا في اي وقت".

هكذت تكتب بلقيس شرارة في مكابها (رفعة الجارجي) الصادر عن دار المدى عن زوجها رفعة الجادرجي. المعماري والمنظر والكاتب والفوتوغرافي رفعت الجارجي رفعة.

الكتاب يوثق وبالتفصيل سيرة الجادرجي ومنجزه المعماري الكبير، إضافة إلى مؤلفاته التي تخص العمارة الحديثة، وتتناول شرارة في كتابها هذا مسيرة هذا المعماري الفذّ، منذ بداية تعارفهما وزواجهما، وحتى الرحيل الأخير للجادرجي منتصف عام 2020، وأيضاً الحديث عن عائلته، ودورها في تاريخ العراق المعاصر، ووالده كامل الجادرجي الذي يعدّ أحد أهم الشخصيات الوطنية والسياسية التي عرفتها السياسة العراقية منذ تأسيس الدولة العراقية بداية القرن المنصرم.

وعلى الرغم من أن بلقيس شرارة تناولت جوانب من سيرتها مع زوجها المعماري رفعة الجادرجي في كتابيها "جدار بين ظلمتين" الذي تناول فترة اعتقاله والحكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 1978، وكتاب "هكذا مرت الأيام". فإن كتابها "رفعة الجادرجي" يتضمن الكثير من التفاصيل في حياته، والحديث عن تجاربه ومنجزه في العمارة، وكذلك تجربته المتميزة في الفوتوغراف. وعلاقاته في داخل العراق وخارجه.

تكتب حياة شرارة "بعد مرور أكثر من شهرين على فقدان رفعة، رفيق الفكر، وغيابه عن هذه الدنيا، شعرت بالوقت الضائع، وعادت كلماته ترن في أذني (ما عندي وقت اضيعه)؛ فالوقت ثمين وعلينا أن نستغله. لكن أصبح الوقت فائضاً ولم أكن احلم بهذا الفيض طيلة حياتي، لكني لم أجد الجرأة في البداية على أن أجلس أمام طاولة الكتابة أو حتى على التركيز لكي أبدأ الكتابة. لكن بدأت تتجسم وتعيش معي تدريجياً فكرة الكتابة عن رفعة، وبدأت اكتب، وعندما أنهيت الفصل الأول، وجدت أن التجربة التي خضتها بحد ذاتها هي تذكير لي بأهمية ما أنجزه رفعة. فقد عرفته خلال الحياة اليومية التي قضيناها معاً، والآن أقدم رفعة من خلال أفكاره والجهد الذي بذله في إنجاز ما كتبه... بعد إنجازي هذا الكتاب شعرت براحة نفسية، واكتشفت جوانب أخرى رفعة. اكتشفت محاسبة نفسه حساباً يصل إلى درجة القسوة، والاعتراف بفشله في السيطرة التكوينية في بعض المشاريع التي صممها في بداية عمله".

كان رفعة في سباق مع الزمن يؤمن بعبثية الوجود ولا يؤمن بالطقوس لكنه يحترمها فالحياة قصيرة مهما طالت وعلينا ان نقبل الواقع فلكل شيء نهاية كما قال الكاتب والخطيب الروماني ماركوس توليوس شيشرون " علينا ان نقبل ان الحياة قرض اعطي لنا من قبل الطبيعة من دون تاريخ محدد وان دفع هذا القرض ربما يطلب منا في اي وقت".

تقول المؤلفة في متن كتابها:

لذا نشعر بسبب تقدم العمر بالخسارة ولا نلتفت الى ما كسبناه ابداً والمهم هو ما الذي تركه الانسان من إرث ليكون درساً تتعلم منه الاجيال القادمة، والان خلال عالم العزلة التي اعيشها والفراغ الذي اعاني منه لم يعد للحياة طعم بل " ما طعم الحياة حين تفتح مائدتها امامك وانت غير قادر على مد يدك الى اطباقها".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram