خليل جليلمنذ الاجتماع الذي عقدته الهيئة العامة للاتحاد العراقي لكرة القدم في مدينة النجف والذي سبق اجتماع عمومية الاتحاد في الرابع والعشرين من تموز الماضي في بغداد والاجتماع الجديد الذي دعي إلى عقده في مدينة النجف ومن ثم الدعوة لعقد اجتماع مماثل في ميسان، كنا نعتقد بان الهيئة العامة ستكون سباقة في التصدي لمشكلة الانتخابات وان تضع أمام كل الأطراف آراء وأفكاراً مقنعة تفرض نفسها وتؤدي الى حلول جذرية
لهذه القضية التي أخذت شكلا من أشكال اهتمام المسؤولين في بعض المحافظات وهم يظهرون استعداداتهم لعقد مثل هذه الاجتماعات.لكن بعض الاصوات المستاءة التي بدأت تخرج من عمومية اتحاد الكرة القدم وتذمرها من مثل هذه الاجتماعات غير المجدية، تعكس هذه المواقف بقناعة أصحابها بان ملف انتخابات اتحاد كرة القدم سيستمر في سيره على نحو شائك ومعقد حتى يصل الى طريق مسدود تتحمل نتائجه الهيئة العامة كلها بعدما أريد لها ان تكون هي المسؤولة عن كل شيء حتى لو أصاب الكرة العراقية ما أصابها من تداعيات.ويبدو ان الانقسام الجديد الذي اخذ يلوح في الأفق داخل الانقسام الكبير للهيئة العامة نفسها والمتمثل بقضية اختيار مرشح جديد لمنصب رئاسة الاتحاد بعدما كان هناك مرشح واحد ومنافس لرئيس الاتحاد الحالي حسين سعيد، رئيس الهيئة المؤقتة لنادي الزوراء فلاح حسن ، يعكس مدى اختلاف وجهات النظر والآراء والأفكار المنقسمة حول نفسها داخل عدد كبير من أعضاء الهيئة العامة خصوصا ان مرشح آخر ظهر منافسا على منصب رئاسة الاتحاد عندما اعتبر البعض ان ناجح حمود هو الأجدر في قيادة الاتحاد بعدما كان هذا (البعض) الى ايام قليلة ماضية يعبئ الأصوات لمصلحة فلاح حسن الذي فوجئ بمثل هذه التطورات إذ كان لم يعرف بخطوطها. أما إذا كان يعرف بمثل هذا السيناريو فيعني ذلك انه ارتضى لنفسه ان يكون جزءا من لعبة لا تنسجم مع تاريخه الكروي عندما يقارن بتاريخ منافسه والمرشح الجديد لرئاسة الاتحاد ناجح حمود الذي اعتبره رئيس ناد من أندية الجنوب بأنه هو الأفضل والأجدر لمنصب رئاسة الاتحاد مثلما صرح لإحدى الصحف قبل عدة أيام.إذن إزاء هذه المتناقضات وتعدد الأفكار والآراء والانقسامات المتوالية والمتجددة كل يوم داخل أسرة الهيئة العامة، هل تستطيع عمومية اتحاد كرة القدم ان تجد لنفسها ما ينقذ دورها وسمعتها وتثبت تجردها عن أي دور مؤثر وتثبت عدم إخضاعها لأي تدخل من هنا او هناك وان تأخذ على عاتقها بكل شجاعة موقفها الواضح والصريح لاسيما ان قضية انتخابات اتحاد كرة القدم يبدو ان النسيان سيلفها وتهدأ إحداثها على أمل أن تتجدد مع اقتراب انتهاء مدة التمديد. فهل من المعقول أن تستفيد الهيئة العامة لاتحاد كرة القدم من فضاء الحرية الواسع بهذه الطريقة لتتخذ من هذه الحرية مجالاً للتخبط وتشتت المواقف والدوران في حلقات مفرغة حتى بدأت تجد نفسها عاجزة عن إيجاد الحلول التي هي أساساً بيدها وبإرادتها، لكن تسمح لارتهان موقفها وتقف عاجزة من دون أن تنتفض فعليها أن تواجه المساءلة التاريخية.
وجهة نظر: هل يجدي هذا نفعاً؟
نشر في: 6 أغسطس, 2010: 05:34 م