TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > من خارج الحدود: مشعل وشرعية التفاوض

من خارج الحدود: مشعل وشرعية التفاوض

نشر في: 6 أغسطس, 2010: 05:56 م

حازم مبيضين أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أنه لا شرعية للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، وكأنه وهو يهدد بإصبعه وعيونه جاحظة،يملك مفاتيح منح الشرعية وأسباب غلقها،بينما هو مستمتع بالنسمات الباردة التي تهب عليه من ضفاف بردى،في حين يقاسي أبناء شعبه في إمارة غزة المحكومة من أتباعه الويل والثبور على يد الإسرائيليين من جهة،
 وعلى يد حكامهم الحماسيين من جهة أخرى،ولا يهتم الشيخ مشعل بالظروف الدولية وموازين القوى التي تحكم العالم،الذي يريد تفصيله على مقاس حركته وكأنها قوة عظمى،في حين يستجدي قادتها التهدئة من " العدو الصهيوني " عبر تأكيدهم أن الصواريخ التي أطلقت مؤخراً على إسرائيل، ليست حماسية،وأن مطلقيها خارجون على شرعية حكومة هنية وقواته الأمنية الضاربة،التي نجحت في التنكيل بالفتحاويين،وفشلت بجدارة في التصدي لمهاجمي الدولة العبرية. شيخ الحماسة لم يتوان وقد أخذته العزة بالإثم عن مهاجمة أولياء نعمته من الدول العربية المشاركة في لجنة المتابعة العربية التي منحت الغطاء العربي لمحمود عباس للعودة الى طاولة المفاوضات المباشرة فأعلن في احتفال لجبهة جبريل التي خرجت مجموعة من مقاتليها الذين لا يعرف أحد لمن ستؤجر بنادقهم أن الغطاء العربي للمفاوضات المباشرة لا يساوي قيمته ولا يعطيها الشرعية،وكأن على مجلس الجامعة العربية الاجتماع في طهران أو قم بعد أن يقبل أعضاء الوفود المشاركون فيه يد خامنئي لكتسبوا أشعة الت ينتظرا مشعل ينح بركته للقرارات الصادرة عن اجتماعهم،وكأن قاهرة المعز لم تعد موطناً صالحاً لتصدر منه القرارات العربية وكأن عليها الاكتفاء بإرسال أبناء الشعب المصري الى ساحات القتال والموت لينعم مشعل بهناء العيش ورغده ويتفرغ لتنظيم حفلات الزفاف الباذخة لأنجاله وكريماته.  يعرف مشعل أن الرئيس عباس وقع تحت ضغوط هائلة لاستئناف المفاوضات بشكل مباشر،وأن الرئيس أوباما حذر من أن عدم استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل يهدد علاقة واشنطن بالسلطة الفلسطينية. وأن تلك الرسالة راوحت بين التهديد والترغيب ورفضت اللجوء إلى مجلس الأمن مع وعود بأن واشنطن ستعمل على تحقيق مبدأ الدولتين، مع تحذير بأن عدم دخول السلطة في مفاوضات مباشرة فإن الإمكانية ستكون ضئيلة لمساعدتها في هذا المجال،ويعرف مشعل ويتجاهل أن السلطة طالبت الحكومة الإسرائيلية بعدة خطوات لإثبات حسن النيات، من أبرزها الإفراج عن عدد من الأسرى،وهو كان يدرك أن السلطة لا تملك خيار رفض استئناف المفاوضات، لكنها ظلت تطالب بوقف الاستيطان بما في ذلك القدس وتحديد مرجعية الدولتين على حدود 67 قبل الذهاب إلى طاولة التفاوض،وهي أكدت أن ذلك لا يدخل في باب الاشتراط بقدر ما هو تنفيذ لقرارات الرباعية الدولية التي يفترض أن الحكومة الإسرائيلية تلتزم بها.ليس سراً أن مشعل ومعه حتى المتشددين في حماس كانوا سيقبلون بأقل من المعروض على منظمة التحرير الفلسطينية،وهم الذين وافقوا على دولة بحدود مؤقتة رفضها عباس،وليس سراً أن تصريحات مشعل تأتي من قبيل التذكير بوجوده وبسيطرة حركته على قطاع غزة،وبما يعني عند كل العقلاء الانتقاص من تمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني،وهو التمثيل الذي يعترف به العالم كله،والمؤسف أن كل هذه المناورات تتم على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram