أفراح شوقي تصوير/ أحمد عبد الله في جو مفعم بالألفة والمحبة استذكرت (المدى) بيت الثقافة والفنون صباح أمس الجمعة في شارع المتنبي رائد القصة العراقية عبد الملك نوري الذي أثر في الجيل الذي تلاه.وحضر حفل الاستذكار عدد كبير من الأدباء والفضائيات التي دأبت على متابعة نشاطات بيت (المدى) منذ أكثر من عام، وأدار حفل الاستذكار الإعلامي كاظم مرشد السلوم الذي استهل الحفل بكلمة جاء فيها:
- أهلاً ومرحباً بكم في (المدى) بيت الثقافة والفنون، حيث تتواصل وإياكم باستذكار رموز العراق الثقافية والفنية والعلمية والسياسية، وذلك لما تركه هؤلاء من أثر كبير ومهم في جسد الخارطة العراقية... منذ الخطوات الأولى ظل عبد الملك نوري يمد القصة القصيرة بدم جديد، ويمكن القول ان القصة انتقلت على يديه من الحسي الى الرؤيوي ومن الخطابي الى الشعري.rnكان مثقفاً عضوياًوكان أول المتحدثين الناقد فاضل ثامر الذي قال:- كان صوتاً للثقافة الوطنية العراقية منذ الأربعينيات وحتى وفاته في تكريس وتثبيت الكثير من القيم الثقافية والحداثوية الجديدة في الكتابة، فقد كان على سبيل المثال مناضلاً اجتماعياً مرتبطاً بقضية شعبه، وكان يؤكد جميع التحولات الاجتماعية والقضايا التي تهم المشهد السياسي العراقي بعد الحرب العالمية الثانية، ولهذا هو من نوع الكتاب الذين يمكن ان نطلق عليهم بالمثقف العضوي المتصل اتصالاً وثيقاً بحياة شعبه.. للأسف كان في حياته كاتباً مقلا مع انه المؤسس الحقيقي لحركة الحداثة القصصية في الخمسينيات، ونحن نعلم ان حركة الريادة في العراق بدأت منذ مطلع القرن العشرين على أيدي كتاب أمثال محمود أحمد السيد والجيل الذي عاصره، ثم ظهرت مجموعة من الأجيال اللاحقة من بينهم جعفر الخليلي وعبد المجيد لطفي وذنون أيوب وآخرون خلال فترة ما بين الحربين.وأضاف: واستطاع توظيف المنلوج الداخلي بطريقة فنية حداثية تميل الى نوع من الراوي العليم أو السرد الخارجي على الطريقة التي كان يعتمدها في الغالب قاص كبير مثل ذنون أيوب، والحقيقة لم يكن عبد الملك نوري بعيداً عن الوعي النقدي لعملية التعديل، ونجد على سبيل المثال في بعض كتاباته هجوماً كبيراً على ذنون أيوب، وخلال هذه الفترة اعلن نهاية هذه التجربة ودعا الى عملية تجديدها.بذور التأسيس الأولىبعد ذلك تحدث القاص والروائي حميد المختار قائلاً:- الجيل الخمسيني بدأ ببذر بدايات التأسيس الأولى للقصة العراقية الحديثة، وكانت بحق مرحلة مخاض قاسية تمزقت خلالها الكثير من التجارب.. ورحلة المخاض هذه منذ ما يقارب المئة عام، أي منذ نشر أول قصة عراقية عام 1910 كما يقول الناقد باسم عبد الحميد حمودي وعنوانها (فتاة بغداد) للقاص رؤوف عيسى، وتوالت القصص وصولاً الى جيل التأسيس الأول وهو جيل عبد الملك نوري وفؤاد التكرلي ونزار سليم ومحمد روزنامجي، وهذا الجيل خرج من عقدة نقص كبيرة كان يعانيها الذين سبقوهم في التجربة، فهذا جعفر الخليلي في كتابه (القصة العراقية) قديماً وحديثاً يعتبر ان القصة الحديثة في نظر المفكرين والأدباء العراقيين شيء أشبه بالمتعة العابرة والتسلية، وهناك من يصفها بأنها قصص ينساها القارئ حالما ينتهي من قراءتها.وجاء على الخط نفسه محمود أحمد السيد الذي دعا الى حرق القصص البوليسية والغرامية القادمة من بلاد الفرنجة واستبدالها ببديل عراقي.شخصية مهمةالناقد علي حسن الفواز قال:سأبدأ حديثي بالسؤال الآتي: لماذا نستعيد اليوم عبد الملك نوري أو نتناول الحديث عن الرواد الذين صنعوا المغامرات الأولى للثقافة العراقية؟.. هل نحن أمام معطى ثقافي لابد من ان ندركه ونتعامل مع أسئلته وهو معني بالتعرف على تاريخ المنجز الثقافي العراقي وتحولاته المضمونية التي قادتنا الى فضاء من المغامرات فيما بعد.والحديث يطول عن جانب الريادة التاريخية والثقافية عن شخصية مهمة مثل عبد الملك نوري، لكن بودي ان أسلط الضوء على مجموعة من العلامات المهمة له وأهمها عنايته ببناء الشخصية الواقعية والتقليدية وجعلها فاعلة وحاضرة بقوة واستحضر لها مجموعة من التقنيات بما في ذلك تقنيات تيار الوعي والمنلوج وغيرها، وواحدة من أهم التحولات التي أصابت القصة العراقية على يد عبد الملك نوري هو صناعة الشخصية التي تحولت الى شخصية سردية تحمل الكثير من الواقعية علاوة على التخيل وتلك هي النقلة الفنية التي نقصدها داخل البناء السردي.. العلامة الثانية هي عنايته بالعوالم الداخلية للقصة.
وسط حضور كبير..(المدى) تستذكر رائد القصة العراقية عبد الملك نوري
نشر في: 6 أغسطس, 2010: 06:51 م