اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد: هايــدن

موسيقى الاحد: هايــدن

نشر في: 6 مايو, 2023: 09:31 م

ثائر صالح

الجزء الخامس والأخير

الشيخوخة

عاش هايدن عمرا مديداً مقارنة بمعدلات الحياة في تلك العصور، فقد توفي ولم يتم الثامنة والثمانين من العمر. وشهد العقد الأخير من حياته المزيد من الاضطراب في أوروبا بسبب حروب نابليون.

فقد انتصرت فرنسا على النمسا وروسيا في معركة آوسترليتس الحاسمة في كانون الأول 1805، نفس العام الذي دمّر الأميرال نيلسون الأسطول الفرنسي - الإسباني في معركة ترافالغر (الطرف الأغر كما تسميها العرب). وقد زار لورد نيلسون آيزنشتات سنة 1800 فقدم هايدن عدة حفلات على شرفه، بين الأعمال التي قدمها قداس أصبح يعرف باسم قداس نيلسون، وأهدى له أغنية "سطور من معركة النيل" (معركة وقعت في 1798 وهي واحدة من أهم انتصارات نيلسون). وقد قتل نيلسون في معركة الطرف الأغر كما نعرف.

استمر هايدن بالعمل على طبع أعماله وقيادة الفرق لتقديمها بوتيرة متصاعدة مع تصاعد شعبيته، لكنه لم يؤلف أعمالاً موسيقية. قال لكاتب سيرته في 1799 "للأسف تتكاثر أشغالي، بقدر ما تتكاثر سنين عمري". وبدأت أعماله الأخيرة الناضجة، اوراتوريو الخليقة والفصول على الخصوص، تقدم في مختلف العواصم الأوروبية لتجلب له المزيد من المردود، وأصبح هايدن عضواً فخرياً في المزيد من الأكاديميات والجمعيات الموسيقية الأوروبية. بالمقابل نشط في جمع التبرعات للأعمال الخيرية وتمويل المشافي ودور الأيتام عبر تخصيص ريع بعض حفلاته لهذا الغرض. وكان تقديم أعماله وحضوره فيها مناسبة اجتماعية هامة، يحضرها النبلاء والشخصيات والموسيقيون.

احتلت جيوش نابليون فيينا في تشرين ثاني 1805 للمرة الأولى، أما احتلالها في منتصف أيار 1809 فترافق مع أيامه الأخيرة. كان هايدن الشيخ يهدئ من روع خدمه أثناء قصف المدفعية الفرنسية قائلا: "يا أولادي، لا تخافوا، حيثما يوجد هايدن، لا يحصل أي مكروه". وتشتهر حادثة زيارة كابتن في الجيش الفرنسي الذي احتل فيينا هايدن في بيته للتعبير عن إعجابه بهذا المؤلف الكبير في 17 أيار وغنائه بعض أغاني هايدن.

جلس هايدن عند البيانو للمرة الأخيرة يوم 26 أيار وأنشد "ليحمي الرب فرانتس القيصر" ثم مات يوم 31 أيار. سُجي جثمانه في كنيسة أيجيديوس القريبة من داره قبل دفنه ثم قُدّم فيها قداس من تأليف أخيه ميخائيل هايدن في اليوم التالي، وأقيم له استذكار كبير في الكنيسة الاسكتلندية في قلب فيينا قُدّم فيه قداس من تأليف موتسارت بعد اسبوعين من وفاته عقب عودة الحياة إلى العاصمة الإمبراطورية المحتلة. لكن في مفارقة من مفارقات القدر قدم عمل هايدن Te Deum في كاتدرائية سنت شتفان حيث كان هايدن صبياً في الكورس، احتفالاً بمناسبة بلوغ نابوليون عامه الأربعين في 15 آب 1809.

وصفت موسيقى هايدن ذات مرة بأنها تجلب السعادة. إذا أمعنّا في الأمر سندرك إن هذه السعادة تكمن في الوصول إلى حالة من التوازن. فقد كانت موسيقاه مليئة بالمفاجآت وتجمع بين الفكاهة والجد بلا تعارض وبشكل نادر. أما الحركات التي استعملها في السيمفونية والرباعي الوتري فهي سريعة (بعد مدخل بطيء قصير أحياناً)، بطيئة، راقصة، وختمها بحركة سريعة، وهذا السعي إلى التوازن هو مصدر من مصادر السعادة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram