إعداد/ المدىرأت صحيفة "وول ستريت جورنال" في افتتاحيتها أن العراقيين يملكون فرصة لبناء وطنهم بعد انتهاء المهام العسكرية للقوات الأميركية. وقالت الصحيفة انه "بالرغم من إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما انتهاء "المسؤولية" الأميركية حيال الحرب في العراق، إلا أن ذلك لا يعني انتهاء الالتزام الأميركي حياله".
وبعد سرد "الأثمان الكبيرة" التي دفعتها الولايات المتحدة "في الأرواح والأموال لاستبدال السلطة العدوانية، التي كانت تملك تصاميم لأسلحة الدمار الشامل، بنظام ديمقراطي فاعل، قالت "وول ستريت جورنال" ان العراقيين "يعترفون بأوجه القصور في نظامهم الجديد، من الكهرباء إلى البطالة والفساد والعنف...". وأشارت إلى أنه "يصعب إيجاد أي عراقي يمكنه توجيه انتقادات، دون خوف في ظل الديمقراطيات العربية". ودعت الصحيفة في افتتاحيتها واشنطن إلى "الالتزام بواجبها والاستمرار في لعب دور الوسيط النزيه بين الفصائل العراقية" معتبرة أنه "يمكن للقوات الأميركية المتبقية في العراق (50 ألف جندي) أن تستمر بالمساعدة في بناء الجيش والشرطة العراقيين" بالرغم من أن "الإرهابيين لم يهزموا بعد". ورأت الصحيفة أن "الديمقراطية العراقية ستكون فوضوية لأن التسوية التي أنتجتها الانتخابات البرلمانية لم تنجح في تشكيل الحكومة". وألقت الصحيفة "باللوم على الجماعات الإرهابية لتصعيدها مستوى العنف ضد المدنيين، فيما تتدخل الدول المجاورة في شؤون العراق". وختمت افتتاحية "وول ستريت جورنال" بكلام أوباما ان "الحقيقة الصعبة هي أننا لم نشهد بعد نهاية التضحيات الأميركية في العراق.بيد ان صحيفة الكريستيان ساينز مونيتور اكدت أن الرئيس أوباما "يتخبط" في سياساته، فالحرب في العراق لم تنته بعد، وهو يكرر بعض أخطاء بوش.وشدّدت على القول إن "النهاية المسؤولة" لحرب العراق بحاجة الى تعريف من أوباما نفسه.وقالت الصحيفة: مازالت "الديمقراطية الناشئة" في العراق، تواجه مستقبلاً مهزوزاً، وهجمات إرهابية مستمرة، لكن الرئيس أوباما قال إنه سيتم انسحاب قواته المقاتلة من العراق في الموعد المحدد. وتقول الصحيفة في مقال افتتاحي: إن إمكانية انفجار حرب أهلية في العراق، كالتي حدثت سنة 2006، تبقى بعيدة.وأوباما يخطط لإكمال هدفه الثاني بإزالة الـ150,000 جندي من القوات المتبقية مع نهاية سنة 2011 (برغم بقاء قوة عمليات خاصة تستهدف الإرهابيين). واعترف أوباما أن الحرب التي بدأت سنة 2003، وأسقطت صدام حسين، ربما لا تكون قد انتهت. وأكدت الصحيفة أن جدول الانسحاب لأوباما يشبه ذلك الذي أقرته إدارة بوش بعد النجاح في قمع العنف الطائفي من قبل قوات "السورج" الإضافية سنة 2007. لكنّ أوباما –تقول الصحيفة- يؤشر هذا "المعلم" لسببين؛ فهو يحتاج دعم التحرريين المناهضين للحرب فقط قبل شهور من الانتخابات للكونغرس. ثم أن الجيش العراقي، حقق تقدماً جيداً في تسلم المسؤوليات الرئيسة من القوات الأميركية، عاكساً بذلك حساً وطنياً بالوحدة العراقية على خلاف "مراوغات" السياسيين المنتخبين للبرلمان. وقالت الصحيفة إن أوباما يجب أن يبقي بعض المرونة لجدول انسحاب القوات المتبقية، كتلك التي له في أفغانستان. والزعماء المنتخبون في العراق مازالوا محجمين عن تشكيل الحكومة برغم مرور 5 شهور على الانتخابات البرلمانية. وان لم يتمكنوا من إدارة أول عملية انتقال سلمي للسلطة في بلد ذي سيادة، سيكون هناك بعض المغامرة لأن التوترات السياسية ستؤثر على القيادة العسكرية بشكل سيئ. وأوضحت الصحيفة أن الأفغان سيراقبون الظروف التي تترك فيها الولايات المتحدة العراق. والخروج من "ديمقراطية شغالة" في البلد، سوف يوصل رسالة تؤكد أن أميركا لا ترى الديمقراطية كـ"حصن ضروري ضد الإرهاب" بحسب وصف الصحيفة المعروفة باتجاهاتها الدينية المسيحية، أو ضد التدخل من قبل "جيران داعمين للإرهاب". وتشير الصحيفة الى أن أوباما الذي تعهد بترك ديمقراطية شغالة في أفغانستان، وضاعف لثلاث مرات القوات الأميركية فيها، كان قد عارض الغزو الأميركي للعراق، والتزامه بالديمقراطية فيه ليس واضحاً. وفي الحقيقة كان قد عارض إرسال قوات إضافية الى العراق سنة 2007. ومع هذا يقول الرئيس إنه يريد أن يضع "نهاية مسؤولة" للحرب. وكان قد أجل انسحاب الـ90,000 جندي لثلاثة أشهر بسبب الاضطراب السياسي في بغداد. كما أنه أرسل خبراء مرحلة بوش الى العراق للمساعدة في إنهاء "الأزمة السياسية" الحالية. وشددت الكريستيان على القول: إن الانسحاب الكلي من العراق السنة المقبلة، إذا ما بقي يعاني من فراغ سياسي ومن المستوى نفسه للعنف الإرهابي، فإن ذلك يعني اللامبالاة. العراقيون أكدوا أنهم يريدون الديمقراطية، حتى إذا كان زعماؤهم يستخدمونها لمصالحهم. وقالت إن الشرق الأوسط يحتاج الى ديمقراطية مستقرة، إذا ما طوّرت دول المنطقة احترامها للحقوق الأساسية والحريات،
مصادر أميركية: أوباما ملتزم أمام العراق حتى ما بعد الانسحاب
نشر في: 6 أغسطس, 2010: 08:05 م