ذي قار/حسين العامل
كشفت دائرة صحة ذي قار عن ارتفاع ملحوظ في عدد الاصابات بالحمى النزفية، وفيما اشارت الى تسجيل 23 حالة اصابة مؤكدة بينها 4 وفيات، دعت اصحاب المواشي الى المزيد من التعاون والالتزام بالإرشادات الصحية والبيطرية في مجال تنظيف الحظائر ومكافحة حشرة القراد الناقلة للمرض.
ويعد الارتفاع المسجل خلال شهر نيسان ومطلع ايار هو الاكبر مقارنة بالأشهر المنصرمة من العام الحالي اذ لم تسجل سوى 6 حالات سابقة خلال الاشهر الثلاثة الاولى من العام المذكور في حين تم تسجيل 17 حالة في غضون شهر تقريبا.
وقال مدير شعبة السيطرة على الامراض الانتقالية الدكتور حيدر علي حنتوش في حديث مع (المدى)، ان "المؤسسات الصحية سجلت 23 حالة اصابة مؤكدة من ضمنها 4 وفيات خلال العام الحالي".
واسترسل ان "عدد الاصابات في تزايد مقلق"، مبينا "فقد سجلنا يوم الاحد من الاسبوع الحالي 4 اصابات جديدة وفي اليوم السابق سجلنا 3 اصابات وهي اكبر حصيلة يومية مقارنة بالأيام المنصرمة".
وتابع حنتوش، أن "المؤسسات الصحية كانت تسجل اصابة واحدة في اليوم الواحد او اصابة كل ثلاثة ايام خلال الفترة الماضية الا ان عدد الاصابات اخذ بالارتفاع مؤخرا".
ولفت، إلى أن "الاصابات المسجلة تتوزع على مناطق سوق الشيوخ والناصرية ومناطق شمالي المحافظة"، واستدرك ان "مناطق قضاء الرفاعي والنصر هي المناطق الاكثر اصابة".
واعرب حنتوش عن قلقه من "توسع رقعة انتشار المرض"، مشيرا الى ان "الاصابات بالحمى النزفية غطت في العام الماضي كل محافظة ذي قار ونخشى ان يتكرر الامر هذا العام".
وسجلت محافظة ذي قار في العام المنصرم 162 حالة اصابة بالحمى النزفية بينها 40 حالة وفاة، فيما بلغ اجمالي حالات الاصابة في عموم البلاد للعام نفسه 380 حالة اصابة من بينها عشرات الوفيات.
وعن مستوى الاجراءات الوقائية قال حنتوش، ان "المستشفى البيطري والفرق البيطرية تتبنى برنامجا لرش المبيدات ومكافحة الحشرات الناقلة للمرض في المناطق الموبوءة".
ولفت، إلى أنه في "كل حالة يتم تسجيلها تتوجه الفرق البيطرية الى المنطقة لأغراض التعفير ورش المبيدات".
ويجد حنتوش، ان "عدم التزام المربين بتنظيف حظائر المواشي من شأنه ان يفاقم المشكلة كون تراكم المخلفات الحيوانية يجعل عملية التعفير والمكافحة غير مجدية بالصورة المطلوبة"، مشدداً على أن "تعاون المربين ركن اساسي في الحد من انتشار المرض وبخلافه سنمضي الى التهلكة".
وتوقع حنتوش، ان "يكون الموسم الحالي أصعب على ذي قار مالم يكن هناك دعم وتعاون والتزام بالإرشادات والاجراءات الوقائية من الجميع". إلى ذلك، ذكر المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر في بيان تلقت (المدى)، نسخة منه، أن "الوزارة سجلت منذ مطلع العام الحالي ولغاية اليوم 67 إصابة بمرض الحمى النزفية بضمنها 10 وفيات في عموم العراق".
وأضاف، أن "ذي قار تصدرت المحافظات العراقية بعدد الإصابات والوفيات تليها البصرة والمثنى ثالثاً والنجف الأشرف رابعاً".
وكشفت ادارة المستشفى البيطري في ذي قار الشهر الماضي عن نشر 21 فرقة بيطرية لمكافحة الحشرات الناقلة للحمى النزفية، وفيما دعت الى الحد من مظاهر الجزر والرعي العشوائي وانتشار الكلاب السائبة في مراكز المدن، اشارت الى عجز كبير في اعداد المجازر النظامية اذ لا تعمل سوى 4 مجازر في المحافظة التي يتجاوز عدد نفوسها مليوني نسمة.
ويعود احد اسباب ارتفاع معدلات الاصابة بالحمى النزفية في ذي قار الى انتشار تربية المواشي كالأبقار والأغنام والماعز والجاموس التي تعتبر وسيطاً ناقلاً لمرض الحمى النزفية في معظم المناطق الريفية في المحافظة، فيما تنتشر ظاهرة الجزر العشوائي في مراكز المدن.
وضمن اجراءاتها الوقائية للحد من انتشار الحمى النزفية بادرت الحكومة المحلية الى تشكيل لجنة عليا لمتابعة المرض برئاسة أحد معاوني المحافظ وعضوية ممثلين عن دوائر البيطرة والزراعة والبلديات والصحة والبيئة وقيادة الشرطة، فيما تقوم دائرة الصحة بتخصيص ردهة عزل متكاملة للمرضى المصابين في أحد مستشفيات المحافظة.
يشار الى ان دائرة صحة ذي قار اعلنت في الشهر الماضي عن تسجيل 6 حالات اصابة بالحمى النزفية بينها 3 وفيات، مشيرة الى اتخاذ اجراءات بيطرية وقائية للحيلولة دون انتشار المرض وذلك بالتزامن مع اعلان الحكومة الاتحادية عن تسجيل وفيات وإصابات جديدة بالحمى النزفية في البلاد خلال العام الحالي.
وما يفاقم مخاطر الحمى النزفية ان لا لقاح لهذا المرض سواء للإنسان أو الحيوان، أما أعراضه الأولية فهي الحمى وآلام العضلات وآلام البطن، لكن عند تطوره، يؤدي إلى نزف من العين والأذن والأنف، وصولاً إلى فشل في أعضاء الجسم ما يؤدي الى الوفاة، بحسب وزارة الصحة العراقية.
واكتشف الفايروس المسبب للحمى النزفية للمرة الأولى عام 1979 في العراق، وبحسب منظمة الصحة العالمية، ينتقل الفايروس من إنسان إلى آخر نتيجة الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى.