TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن ..عفواً سيد غيتس

العمود الثامن ..عفواً سيد غيتس

نشر في: 7 أغسطس, 2010: 05:26 م

علي حسين عفواً سيد غيتس، اقتراحك بإنشاء حملة  (التعهد بالعطاء) التي طالبت  فيها المليارديرات الأمريكيين  بأن يتبرعوا بنصف ثرواتهم في الأقل للأعمال الإنسانية والخيرية.. فكرة مقتبسة من مليارديريينا الجدد الذين تبرعت لهم الدولة باكثر من نصف ثرواتها كي ينشئوا مشاريع خاصة بهم.
عفواً سيد غيتس.. الفكرة التي طرحتها هي نسخة بالكربون من حملة  «  التعهد بالنهب »، ولكن شتان ما بيننا وبينكم، بين ثرواتكم التي تهبونها لفقراء العالم وبين ثروات أغنيائنا الذين ينمون بها اقتصاد دول الجوار  من خلال حسابات سرية لايعرفها الا الراسخون في العلم. عفوا سيد غيتس، الخمسة والثلاثين ملياراً التي تبرعت بها جاءتك من اكتشاف علمي  در عليك الثروة، اما ثروات اغنيائنا فقد جاءت من خطب رنانة ومناورة وانتهازية وفساد مالي.  عفواً سيد غيتس.. نحن نظلم أنفسنا إذا حاولنا أن نلبس ثوباً ليس ثوبنا،  او ان نحاول تقليدك، فنحن امة علمت الناس القراءة والكتابة والفروسية وايضا كيف ينهب  المال في سبعة ايام وفي وضح النهار.  وفوق هذا كله فان مسؤولينا   قادرون على أن يدخلوا أيديهم في جيوب الناس ويأخذوا مابها. عفوا سيد غيتس، الأثرياء عندكم يدفعون الضرائب المستحقة عليهم، واذا نجح احدهم  فى الهروب من الموت فإنه لا يستطيع الهروب من الضرائب.اما أثرياؤنا فهم الذين يأخذون ضريبة من الناس.عفوا سيد غيتس، لا يمكن ان نطلب من السارق  والنصاب أن يفهم معنى التبرع للفقراء.فقط يمكن أن يتوقفوا عن السرقة وألا يخلطوا بين خزينة الدولة وخزينتهم الشخصية، أن يكتفوا بما أخذوه،، وأن يدفعوا الضرائب، وألا يتدخلوا في صياغة قوانين تسمح لهم بمواصلة السرقة والاحتكار وتخريب الاقتصاد ونهب ثروات البلدعفوا سيد غيتس، نحن نعيش زمن مهربي المال العام، فكيف تطلب من صاحب الثروة الحرام أن يفعل خيراً.. وكيف تطلب من مسؤول استغل وظيفته لمنفعته الشخصية  أن يوقف مالاً من أجل الآخرين؟! عفوا سيد غيتس نحن نعرف غرضك، ولو ان بعض الظن اثم، انها مجرد رشوة انتخابية فانت تحلم في ان تصبح مثل سياسيينا،الذين لا يعرفون الطريق الى الناس الا أيام الانتخابات. آسف سيد غيتس، لن تستطيع احراجنا، فنحن لدينا مسؤولون أوصلوا البلد الى المرتبة الثانية لافسد جهاز حكومي، فيما انتم لديكم مسؤولون اخرجوا بلادهم من هذه المسابقة التي نتمنى ان نحصد مرتبتها الاولى هذا العام والاعوام التي تليه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram