إيناس طارق تخرجت من كلية الاداب قسم الاجتماع عام 2009، ولم تجد مفرا من الجلوس في البيت بعد ان يئست من  البحث عن تعيين في السلك الوظيفي الحكومي،لتسمع  بعد حين من احدى زميلاتها ان وزارة الداخلية قررت فتح دورة لتخريج ضابطات (برتبة ملازم اول)،ولان الموضوع كان جديداً وصعباً ان تطرحه على طاولة المناقشة مع عائلتها
 خوفا من رفضهم نظرا لان ليس بالسهل فعل ذلك، وهذا حقيقة الجميع يعلمها  لان مجتمعنا يرفض العمل في هكذا وظائف ومن الصعوبة تقبله في بادئ الأمر لذلك كان لابد من الإصرار والتحدي في الوقت ذاته.تقول سمر محمد: حاولت بكل جهدي ان اقنع عائلتي بالانتساب والمشاركة في دورة الضابطات لكن الامر لم يكن يخلو من الصعوبة، واستمريت في الالحاح حتى حصلت على الموافقة، بعد أن أقسمت لهم بأنني لن اخرج من البيت،ولن أتزوج وهم بذلك سوف يتحملون كل ما يحدث لي من اضطرابات نفسية،وبعد انتزاع الموافقة   كان شرطهم عدم ذكر اي شيء عن الدورة التدريبية امام اي شخص من اقاربنا واذا سئلت أين اذهب أجيبهم بأنني أتدرب في معهد لخياطة الملابس ليس إلا!.rnالدورة الأولى بعد ذلك شاركت في الدورة مع مجموعة من الفتيات بلغ عددهن 49 امرأة،وكنا سعداء في ان نتعرف على بعضنا البعض لاننا كنا نشكل مجموعة مختلفة وتشمل جميع محافظات العراق تقريبا ومن حسن الحظ كان اختصاصي الجامعي ضمن الاختصاصات المرشحة للقبول في الدورة.وتضيف محمد على الرغم من صعوبة برنامج  التدريب إن كان ذلك  على السلاح بأنواعه كافة  فضلا عن التدريب الميداني على كيفية التعامل مع الإرهابيين بأنواعهم كافة!،إضافة إلى الالتزام بالهدوء والتفكير الصائب في حالة حدوث انفجارات او عمليات ارهابية بالسلاح الحي وامكانية الحد من وقوع ضحايا من المدنيين.rnقيادة الشرطة يقول مدير العلاقات والإعلام في شرطة محافظة بغداد مقدم مشتاق ل(المدى) ً: بتاريخ 10/ 2/2009نظمت أول دورة  للضابطات، والتي تعتبر من الدورات الحديثة العهد ومن انتسب إليها هن من خريجات الكليات، لتكون المرأة المنتسبة على قدر كافٍ لاستيعاب فكرة انتقالها من الواقع المدني إلى العسكري.وقد تضمنت مناهج الدورة الأولى  احتضان 50 ضابطة تتدرب على جميع فنون القتال والأسلحة، فضلا عن قبول متدربات من جميع محافظات العراق دون استثناء (اربيل، سليمانية،البصرة،بابل،النجف،بغداد، كربلاء) وتبدأ التدريبات اليومية من الساعة 7 صباحاً إلى 2 ظهراً.كذلك تمنح  المتدربات عطلة ليومي الخميس والجمعة.rnملازم أول وأضاف طالب أن جميع الضابطات المتخرجات من الدورة هن برتبة ملازم أول وباشرن بعد التخرج مباشرة باستلام إعمالهن الإدارية ـوقد شكلت مديرية تابعة لقيادة شرطة بغداد وبإشراف اللواء الحقوقي علي عدنان،وهي  عبارة عن مديرية  تعنى ب(حماية الأسرة والطفل) ويتكون الكادر من ثلاث ضابطات واجباتهن تتعلق بإعداد البحوث الخاصة بالعنف الأسري،ويكون ذلك على مرحلتين المرحلة الأولى، تتعلق، ببحث القضايا الزوجية، مثل حدوث خلافات زوجية بين الزوج والزوج او بين الأب وأولاده،وهذه المديرية تعتبر الأولى من نوعها في العراق لمحاربة العنف الأسري ومعالجته بطرق سلمية.ويضيف مشتاق أن الضابطات لا يمكن أن ننكر، انهن واجهن صعوبات كثيرة في مزاولة العمل الميداني الشرطوي  لكن بمرور الوقت، وبمساعدة رؤساء المديريات استطعن  تذليل  الصعاب  كافة وأصبحن في الوقت الحاضر قادرات على أدارة أمورهن الشر طوية بنجاح.rnإعلان في التلفزيون رؤى... تخرجت  ضابطة واثناء اللقاء الصحفي، كانت حاملا في الشهر التاسع وهي ضمن الضابطات الخريجات الأوائل تقول: بعد أن شاهدت إعلانا في التلفاز يطلب انتساب النساء إلى العمل في سلك الشرطة العراقية،تقدمت ونجحت في الاختبار، الذي كان عبارة عن فحص البصر، والقابلية البدنية، قياس الوزن، فضلا عن مفاضلة المعدل الأكبر في الاختيار بين الخريجات لان العدد كان يفوق 400 امرأة والمطلوب 50، وإضافت رؤى  في حديثها قائلة: لم  أجد أي معارضة من عائلتي  بالأخص  زوجي كان يشجعني على ذلك وكان يتمنى النجاح في الدورة، وفي يوم تخرجي كان فخورا، وطلب مني أن ارتدي زى الضابطة واجلس في المقعد الأمامي  لسيارتنا،،وألان انا أمارس عملي في مديرية الشرطة وهو عمل مكتبي لكن أجده ممتعاً وجميلاً،وضمن اختصاص دراستي تقريبا فانا خريجة كلية القانون، وتضيف الملازم الأول رؤى قائلة: نحن نرتدي الزى الرسمي في عملنا لكن عندما نعود إلى البيت نستبدلها بملابسنا العادية،لان البعض ما زال لا يتقبل فكرة عمل المرأة في سلك الشرطة، مع العلم إننا نقولها بكل صراحة نعامل بكل احترام وتقدير ولم نتعرض إلى أي مضايقات على العكس الجميع متساهل معنا وحتى بالنسبة إلى الخفارات المنصوص عليها  ضمن الواجبات عفينا منها بامر اللواء الحقوقي العميد على عدنان يونس الذي كان مشجعا وابا واخا لجميع الشرطيات فهو يحاول أن يقدم الافضل لهن.rnمواقف طريفة وتستدرك رؤى في حديثها قائلة: كنا في أيام الدورة نشكل أسرة واحد