زمن أواخر الستينيات وما بعدها من سنوات السبعينيات، وحتى بعض سنوات العقد الثمانيني من القرن المنصرم، تسابقت المؤسستان الاعلاميتان، اللتان يمكن ان ننسبهما آنذاك الى المدرستين الاشتراكية والرأسمالية، تسابقتا الى حيازة استقطاب اكبر عدد ممكن من المتلقين، فكنا نقرأ ونسمع ونشاهد خطابين اعلاميين مفترقين في التوجه والالية،
ففي مجال الصورة اجتهدت كلتا المدرستين في توفير عنصر الجذب والمتعة، كل منهما على طريقتها الخاصة، فمن صناعةالفلم سواء الكرتوني او الروائي الموجه الى الكبار مثلا كنا نستقبل القيم الاخلاقية التي تؤكد جمال الصدق والتكافل الاجتماعي واهمية العمل والحب والخير والسلام والتفاؤل بالمستقبل وغيرها من القيم الانسانية السامية التي كانت تبثها المؤسسة الاعلامية الاشتراكية، فيما كنا نستقبل قيما اخلاقية مغايرة من مثل العنف والكراهية وجدوى الوقيعة والغدر والانانية وتجميل قبح الجريمة وغيرها من الرذائل التي كانت تبثها ولم تزل المؤسسة الاعلامية الرأسمالية، وبعد الانزياح الحاصل في ميزان القوى الدولي لصالح القطب الرأسمالي، سادت القيم المنحرفة، وامسى الخطاب الاعلامي المؤكد للقيم الانسانية منحسرا شبه مشلول.المحرر
انتباه
نشر في: 7 أغسطس, 2010: 06:00 م