من دون حماس شديد أو انفعال احتفاليّ بهذه المناسبة أقول إن المدى صارت بالنسبة لي بيتاً آخر، ألجأ إليه كل يوم تقريباً بشكل ملحّ. لا لكي اقرأ نفسي كما يفعل عادةً كثيرٌ من المثقفين الذين يجدون في الصحافة مرآة يرون فيها أنفسهم وحدها.
لست براءً من مشاهدة وردتي النرجسية أيضاً. عليّ الاعتراف. لكن عليّ أن أتذكر بأنني سعيد للغاية برؤية صحافة عراقية متطوّرة، تستلهم خيرة التجارب المحلية مضافا إليها خبرة عربية عريقة يعرفها من عايش عن كثب الصحافة العربية في بيروت مثلاً. لن يخطئ أحد في فهم المقصود بذلك. الرصانة في مقابل الرطانة، الاحتراف في مواجهة مراهقة هواة الكتابة، الانشغال بقضايا البلد ضمن "مدى" عريض خلافا للانحناء عليه بضيق أفق، الانفتاح على العالم ثقافياً ومعرفياً بدلاً من البقاء في خصوصية محلية ذات مزاج عكِر، تعدّد الأصوات والأجيال وتعايشها بديلاً عن الصوت الواحد المملّ، شاباً أو شائخاً.أحيي كل من أعرف شخصياً، الأستاذ فخري كريم في الضوء وخليل الأسدي في الظلّ، ومن لا أعرف (صحفيي الرياضية)، المشرفين على الملاحق الثقافية: الأستاذ على حسين مثلاً ومن يقف معه، من يتحمل بريدي الإلكتروني برحابة صدر كل أسبوع منذ ما يقارب العامين الأستاذ علاء المفرجي، الجميل، الصبور المواظب، أحيي روح الشجاعة والمثابرة والتجديد لدى غادة العاملي التي تبرهن لنا من جديد أن تاريخ الربّات الأنتيكيات هو تاريخ البشرية، أحيي من أعماق قلبي شغيلة الأرشيف الفوتوغرافي الذين يصنعون المتعة التي هي مجد الصحافة. شاكر لعيبي
"المدى" لحظة سعيدة فـي صحافة العراق
نشر في: 7 أغسطس, 2010: 06:30 م