ذي قار / حسين العامل
طرحت مديرية بلدية الناصرية عدداً من الحلول والمواقع البديلة لاحتواء مشكلة تجاوز اصحاب البسطات والباعة المتجولين على الشوارع والمناطق الحيوية بالمحافظة. وذلك إثر الفعاليات التصعيدية التي قام بها الباعة المتجولون الرافضون للإجراءات الحكومية الهادفة لرفع تلك التجاوزات.
وشهد مركز مدينة الناصرية مؤخرا تصعيدا احتجاجيا وحرقا للإطارات إثر انطلاق حملة بلدية لرفع تجاوز اصحاب البسطات في شارع الحبوبي، اذ ترى الحكومة المحلية ان تلك التجاوزات لا تنسجم مع مشروع المشهد الحضري الجاري تنفيذه في الشارع.
وطرحت مديرية بلدية الناصرية ثلاثة حلول لمعالجة مشكلة المتجاوزين واقترحت ثلاث مناطق لتكون بديلا للمناطق التي يشغلونها حاليا.
وجاء في وثيقة رسمية رفعتها مديرية البلدية الى مكتب محافظ ذي قار محمد هادي واطلعت عليها (المدى)، "يخصص جزء من شارع إبراهيم الخليل ليستخدم بصورة مؤقتة لنشاط الباعة المتجولين ولحين اكمال إحالة مشروع انشاء سوق هرج والحدائق الذي رفعته المحافظة الى وزارة التخطيط".
فيما تمثل المقترح الاخر بتخصيص الساحة الواقعة خلف مدرسة النسور لاستخدامها بصورة دائمة وبشكل مدعوم او مجاني كون الموقع لا يشتمل على مشروع مستقبلي.
في حين تحدث مقترح اخر عن تخصيص ساحة قريبة من مستوصف الرازي كبديل مؤقت.
واشارت مديرية البلدية الى ان طرح البدائل المقترحة جاء بناءً على توجيه المحافظ بتوفير بدائل للمتجاوزين على ارصفة وحوض شارع الحبوبي .
وكان محافظ ذي قار محمد الغزي قد سبق وان تحدث في اواخر شباط من العام الحالي عن اعداد تصاميم اولية لشارع النبي ابراهيم تشتمل على سوق عصري يكون بديلا لـ(سوق هرج)، فضلا عن حديقتين واحدة للشباب واخرى للعوائل، مؤكدا تخصيص الاموال اللازمة للمشروع.
وتابع الغزي، أن "المشروع بمساحته الكبيرة سيكون عند اكتماله متنفساً لأبناء المحافظة بل وسيكون واحدا من أكبر المناطق الترفيهية فيها".
يشار الى ان مديرية بلدية الناصرية وجهت الاسبوع الماضي جملة من إنذارات لأصحاب البسطات والباعة في شارع الحبوبي لغرض رفع التجاوزات التي باتت تعرقل حركة المارة وتنعكس سلبا على حركة المرور وتعيق اعمال المشهد الحضري في الشارع.
وكانت اعمال مشروع المشهد الحضري في ساحة وشارع الحبوبي قد انطلقت منذ مطلع العام الماضي، اذ اعلنت الحكومة المحلية عن اعمال لتأهيل الموقعين وفق تصاميم حديثة تتلاءم مع مكانة وتاريخ الشارع المذكور.
ولم تعد مشكلة رفع تجاوزات الباعة المتجولين واصحاب البسطات في مركز مدينة الناصرية بالأمر الهين في ظل ارتفاع معدلات البطالة بين اوساط الشباب ولاسيما الخريجين منهم، وسرعان ما تتصاعد وتيرة العنف والاحتجاج عقب كل حملة لرفع تلك التجاوزات التي اخذت تزحف بقوة لتضيق الخناق على المارة وحركة المركبات ولاسيما في المناطق والشوارع الحيوية كشارع الحبوبي وشارعي النيل والنبي ابراهيم وسوق الهرج.
اذ تعرض أحد المسؤولين في مديرية بلدية الناصرية للاعتداء في منتصف الشهر الماضي عند الشروع بحملة لرفع تجاوزات اصحاب البسطات والباعة المتجولين في صوب الشامية أحد ضواحي مدينة الناصرية، وهو ما كشف عن جانب من التحديات التي تواجه الحملات في هذا المجال.
اذ يدعو المتجاوزون الى توفير البديل او توفير فرص عمل لهم قبل تطبيق قرار رفع التجاوزات، فيما يشدد ناشطون على ضرورة رفع تجاوزات كبار المسؤولين والاحزاب على املاك الدولة بالتزامن مع رفع تجاوزات صغار المتجاوزين.
وغالبا ما تثير حملات رفع التجاوزات ردود افعال واعتراضات من اصحاب البسطات والباعة المتجولين الذين معظمهم من الشباب والخريجين العاطلين عن العمل اذ يرى البعض من الباعة، ان حالات التجاوز على الارصفة وان كانت مخالفة للقوانين الا انهم مضطرون للقيام بذلك تحت ضغط الحاجة، مشيرين الى حشود من العاطلين عن العمل في مدينة ترتفع فيها معدلات الفقر والبطالة الى ارقام قياسية.
وتواجه محافظة ذي قار التي يبلغ عدد نفوسها أكثر من مليونين و300 ألف نسمة وتضم 22 وحدة إدارية 10 منها متاخمة لمناطق الأهوار مشكلة متنامية في ارتفاع معدلات البطالة ولاسيما بين الخريجين حيث تقدر نسب البطالة بأكثر من 40 بالمئة بين اوساط تلك الشريحة، اذ كشف محافظ ذي قار محمد هادي الغزي العام الماضي عن تسجيل 100 ألف خريج عاطل عن العمل في المحافظة فضلاً عن العمال العاطلين والكسبة الذين يقدر اتحاد نقابات العمال اعدادهم بأكثر من 250 الف عاطل عن العمل في عموم المحافظة.
وتشهد محافظة ذي قار بين آونة واخرى انطلاق سلسلة من التظاهرات المطلبية للخريجين العاطلين عن العمل تخللها قطع للجسور واغلاق عدد من الدوائر الحكومية واعمال عنف واحتكاك مع القوات الامنية.
وتشير البيانات الحكومية الى عدد كبير من التجاوزات على الاملاك العامة والاراضي والارصفة والساحات والحدائق فضلاً عن تجاوزات اصحاب البسطات والباعة المتجولين على الارصفة والشوارع في الاسواق المحلية والمناطق الحيوية، فيما تشكل احياء التجاوز المعروفة بـ(الحواسم) حزاما من الفقر بات يحاصر جميع مراكز المدن في الوحدات الادارية التابعة للمحافظة.