وفاة عبد الكريم العلاّف
في مثل هذا اليوم من عام 1969 توفي في بغداد معدماً منسياً الأستاذ عبد الكريم العلاف ، الأديب والشاعر الغنائي والمؤرخ والكاتب القدير . بعد أن كان اسمه على كل شفة ولسان .
ولد عبد الكريم بن مصطفى العلاف ببغداد 1896 ونشأ في أحضان عشيرة العزة بمحلة الفضل بعد أن تعلم القراءة والكتابة.
درس على يد العلامة الشيخ عبد الوهاب النائب في جامع الفضل ولازمه ملازمة الظل حتى وفاته ، وآل النائب هم الذين أعانوه على تحمل أعباء الحياة ومواصلة الدراسة . وعندما اندلعت نيران الثورة العراقية الكبرى كان في مقدمة شعرائها ، فقد ألقى القصائد الحماسية في جامع الحيدرخانة مما أدى إلى سجنه ، وعين بعد تشكيل الحكومة العراقية كاتبا لمالية الكاظمية ثم تركها وآثر الاشتغال في المهن الحرة حتى أصيب بالشلل فاضطر إلى مواصلة الحياة بكتابة العرائض . وبعدها بفترة عينه الأستاذ أحمد حامد الصراف في إحدى وظائف الإذاعة ، ولم يمض طويل وقت حتى عاد إلى كتابة العرائض ثانية حتى وافاه الأجل بتاريخ 22 ـ 11 ـ 1969
إن عبد الكريم العلاف يعتبر أحد الرواد الباحثين وكتاب الأغنية والقصيدة في مدرسة الأدب والتراث الشعبي العراقي الأصيل، قدم للفن والتراث والغناء البغدادي إرثا خالدا من تاريخ وتراث وأغان ما زالت لها حضورها المتميز في الأغنية البغدادية. لقد أصبح رصيده الغنائي أكثر من (300) أغنية في الثلاثينات والأربعينات حتى رحيله ،أبرزها (كلبك صخر جلمود) و(يا نبعة الريحان) و(يا منحدر وياك اخذني) و(أكدر أكول) و(سليمة يا سليمة) و(يا يمه ثاري اهواي) الذي لحنها الموسيقار عباس جميل وقال عنها (كان عبد الكريم العلاف يحمل خصوصية متميزة فيها). والقائمة تطول بالأغاني البغدادية التي يرددها مطربو ومطربات العراق آنذاك من محمد القبانجي وزكية جورج وسليمة مراد ويوسف عمر ومنيرة الهوزوز وعفيفة اسكندر وغيرهم..
لم يقف الرجل المعطاء والأصيل عند حدود القصيدة والشعر الغنائي بل كان له باع طويل في الكتابة الصحفية، فأصدر مجلة أسماها (فنون) التي كانت تصدر أسبوعيا وبالضبط صدر عددها الأول في 18-شباط-1934،وهي مجلة ثقافية فنية خاصة بأخبار الفنانين والسينما والأفراح والغناء البغدادي ،واستمر بصدورها عاما كاملا وفي ما بعد أغلقها بعد أن صرف عليها الكثير من ماله الخاص وخرج خالي الوفاض لا يملك من دنياه شروى نقير.. بعدها انصرف في أواخر حياته إلى التأليف ،فأصدر بعض الكتب في الأدب والتراث والأغاني . صدرت له عدة كتب : الأغاني والمغنيات ـ أيام بغداد الطرب عند العرب ـ بغداد القديمة ـ قيان بغداد في العصر العباسي والعثماني والأخير ـ مجموعة الأغاني والمغنيات ـ الموال البغدادي ـ موجز الأغاني العراقية.
وله مقالات كلها شعبية في مجلات وجرائد مختلفة ،ومن آثاره مجاميع من الأدب الشعبي صدرت باسم (الموال البغدادي) و(موجز الأغاني العراقية) و(مجموعة الأغاني والمغنيات). وله العديد من المخطوطات .
رفعة عبد الرزاق محمد