ذي قار/ حسين العامل
في وقت افتتح وزير الموارد المائية عون ذياب عبد الله المرحلة الأولى من مشروع الحديقة البيئية لمعالجة وتنقية مياه الصرف الصحي في أهوار الجبايش، عد ناشطون بيئيون هذه الخطوة منطلقا لمشاريع اخرى تحمي بيئة الاهوار من الملوثات، مشيرين الى قرارات وزارية بإنشاء 10 مشاريع مماثلة ومحطات صرف صحي في مناطق اخرى من الاهوار.
وشهدت مناطق اهوار الجبايش (90 كم شرق الناصرية) مراسيم افتتاح المرحلة الأولى من مشروع الحديقة البيئية لمعالجة وتنقية مياه الصرف الصحي في الاهوار بحضور وزاري ومسؤولين محليين.
وقال وزير الموارد المائية عون ذياب خلال افتتاح المشروع إن؛ "المشروع يعمل على معالجة مياه الصرف الصحي وتنقيتها باستخدام تقنية الأراضي الرطبة (الفايتوتكنولوجي) ".
وتابع ذياب، أن "اعمال المشروع يجري تنفيذها من قبل مركز إنعاش الأهوار والأراضي الرطبة العراقية التابع للوزارة".
وأشار، إلى أن "الحديقة البيئية تتكون من أحواض تعمل على تنقية مياه الصرف الصحي باستخدام نباتات الأهوار".
وأكد ذياب، أن "المشروع من المشاريع النوعية في منطقة الأهوار وباستخدام الطريقة الأفقية لأول مرة".
ونوه، إلى أن "تنقية مياه الصرف الصحي باستخدام نباتات الأهوار ذات قيمة بيئية كبيرة ويسهم بتنقية المياه بكلفة قليلة وكفاءة عالية ولا يحتاج الى استخدام الآليات والمعدات التي تستخدم في المحطات التقليدية".
ومن جانبه قال الخبير البيئي في منظمة طبيعة العراق المهتمة بأهوار جنوبي العراق جاسم الاسدي في حديث مع (المدى) ان "المشروع الذي جرى افتتاحه يمثل المرحلة الاولى من منشآت الحديقة البيئية".
وأضاف الاسدي، ان "المشروع انجز في غضون 4 أشهر من قبل كوادر وزارة الموارد المائية وبالآليات والمعدات العائدة لدوائر الوزارة".
وأشار، إلى أن "كلفة المرحلة الاولى لم تتجاوز الـ250 مليون دينار وهي كلفة بسيطة". ونوه الأسدي، إلى أن "فكرة المشروع تعود الى عام 2013 وقد اعدت من قبل احدى الجامعات في سنغافورة وتم اعداد تصاميمها من قبل أحد خبراء البيئة الايطاليين المعنيين بمعالجة مياه الصرف الصحي عبر الاستزراع النباتي". ولفت الأسدي، إلى أن "المشروع سبق وان تم طرحه على الوزراء السابقين الا انه لم يحظ بالاهتمام المطلوب، الا في الوزارة الحالية حيث قرر الوزير ادراجه ضمن اولويات الوزارة وجرت اقامته".
ونوه، إلى أن "وزير المورد المائية أعرب خلال افتتاح المشروع عن عزمه انشاء 10 مشاريع مماثلة ومحطات صرف صحي في مناطق الاهوار كشرق الجبايش والحمار وسوق الشيوخ وكرمة بني سعيد وغيرها".
ويجد الاسدي، أن "المشروع يكتسب اهمية في حماية مياه الاهوار من التلوث". وذهب، إلى أن "مياه الصرف الصحي في قضاء الجبايش يجري رميها في نهر الفرات والاهوار الوسطى دون معالجة وعبر أربع محطات ضخ".
وشدد الأسدي، على أن "الوضع لا يختلف في مناطق اهوار الفهود والحمّار وسوق الشيوخ وكرمة بني سعيد وغيرها".
وأورد، أن "الحديقة البيئية واحد من اهم المشاريع البيئية التي صممت لإقامتها في اهوار الجبايش وهي تتكون من مرحلتين الاولى منها تتعلق بمعالجة مياه الصرف الصحي بواسطة الاستزراع النباتي، وهي تتكون من مساحة بيئية تبلغ 7 آلاف متر مربع اي بطول 100 متر وعرض 70 مترا".
وأضاف الأسدي، أن "هذه المساحة تكون مزروعة بالنباتات التي لها القابلية على امتصاص العناصر الثقيلة كنباتات عدس الماء والقصب والبردي والشمبلان".
ويسترسل، أن "المشروع يضم حوض ترسيب بطول 70 مترا وعرض 5 أمتار مع انبوب تصريف الى الحديقة البيئية التي ستكون ضمن اعمال المرحلة الثانية من المشروع".
ونبه الأسدي، إلى أن "الحديقة البيئية ستنشأ على مساحة بطول 100 متر وبعرض 375 مترا وستزرع بمئة نخلة واشجار وازهار فضلا عن مشيدات واماكن مظللة".
ويرى الاسدي ان "انطلاق المرحلة الثانية من المشروع تعتمد على التمويل، سنحاول الحصول على تمويل دولي لتنفيذها غبر فريق اممي يتولى طرحها على الجهات المانحة".
ومضى الأسدي، إلى أن "الاموال المطلوبة لتنفيذها تقدر بمليوني دولار وهذه الكلف بحسب ما اعتقد غير مدرجة ضمن موازنة وزارة الموارد المائية لهذا العام". وكانت منظمة طبيعة العراق اعلنت في 2021 عن تبني فريق دولي مدعوم من الحكومة المحلية ووزارة الموارد المائية لمشروع الحديقة البيئية في مناطق الاهوار، وبينت ان المشروع يستخدم تقنية الاستزراع النباتي لمعالجة مياه الصرف الصحي وامتصاص العناصر الثقيلة وتنقية المياه الملوثة لإعادة استخدامها للأغراض الزراعية.
وتشكل مناطق الأهوار خمس مساحة محافظة ذي قار وهي تتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 20 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينيات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية إلا أن هذه المساحة المغمورة سرعان ما تتقلص بصورة كبيرة بعد كل أزمة مياه تمر بها البلاد.