ذي قار/ حسين العامل
اعلنت قيادة شرطة ذي قار عن تواصل حملة مكافحة الكلاب السائبة والمسعورة في مركز مدينة الناصرية والاقضية والنواحي، وفيما اكدت قنص العشرات خلال اليوم الاول من الحملة، بينت ان انطلاق الحملة يأتي بناء على نداءات استغاثة من المواطنين الذين يعانون من الظاهرة في المناطق السكنية.
وقال الناطق باسم قائد شرطة ذي قار العقيد ميثم المشرفاوي في حديث مع (المدى)، إن "حملة قنص الكلاب السائبة التي انطلقت مؤخرا ستتواصل في مركز مدينة الناصرية والاقضية والنواحي بناء على طلب الاهالي الذين يعانون من ظاهرة انتشار الكلاب".
وتابع المشرفاوي، أن "قيادة الشرطة مازالت تتلقى مكالمات هاتفية من مواطنين يطلبون شمول مناطقهم بالحملة".
وأشار، إلى أن "ظاهرة انتشار الكلاب السائبة باتت مقلقة للسكان المحليين ولاسيما بعد تعرض بعض المواطنين للأذى من جراء ذلك".
وبين المشرفاوي، أن "اليوم الاول من الحملة اسفرت عن قنص عشرات الكلاب السائبة في مناطق الشقق السكنية في مجمع تينا وحي الشموخ وصولا الى مستشفى الولادة والأطفال".
وأوضح في الوقت ذاته، أن "الفرق المشاركة بالحملة استخدمت بنادق الصيد لقنص الكلاب اثناء الليل".
وتحدث المشرفاوي، عن "استجابة وتعاون واسع من المواطنين الذين رحبوا بالحملة سواء عبر الاتصال الهاتفي او عبر مواقع التوصل الاجتماعي".
وقوبلت الحملة بآراء متضاربة بين الاوساط الشعبية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي اذ ترى الاغلبية اهميتها للتخلص من مخاطر قطعان الكلاب السائبة التي باتت مصدر قلق لسكان الاحياء الشعبية فيما يطالب البعض بحلول حضارية تراعي حقوق الحيوان مشددين على ضرورة توفير اماكن مناسبة لرعايتها وعدم اللجوء الى ابادتها، فيما اقترح البعض الاخر تصديرها الى البلدان التي تستهلك لحومها وتهتم بها.
ومن جانبه حذر مدير المستشفى البيطري في ذي قار محمد عزيز ياسر من مخاطر الكلاب السائبة في نقل حشرة القراد المتسببة بمرض الحمى النزفية الذي اودى بحياة اكثر من 5 اشخاص لغاية الوقت الحالي.
وقال ياسر، في حديث سابق مع (المدى)، إن "الجزر العشوائي والرعي العشوائي والكلاب السائبة لها دور كبير في انتقال المرض وينبغي تشديد الاجراءات للحد من تلك المظاهر"، مشدداً على "وجوب منع رعي الحيوانات والجزر العشوائي في داخل المدن بصورة باتة".
وطالب ياسر، بـ"تشديد الاجراءات لمكافحة الكلاب السائبة كونها تحمل حشرة القراد من منطقة الى منطقة"، لافتا الى ان "القراد هو حامل للفايروس المسبب لمرض الحمى النزفية".
وانتهى ياسر، إلى "أهمية نشر الوعي بين المواطنين ومربي المواشي والقصابين حول مخاطر المرض وطرق الوقاية منه والحد من انتقاله وانتشاره".
وكانت قيادة شرطة ذي قار قد نبهت السكان المحليين الى انطلاق حملة قنص الكلاب في يوم السبت الماضي.
وجاء في بيان صدر عنها قبل انطلاق الحملة وتابعته (المدى)، أنه "استجابة لمناشدات المواطنين وبناء على توجيهات قائد شرطة محافظة ذي قار اللواء مكي شناع الخيكاني، حول انتشار ظاهرة الكلاب السائبة والمسعورة تود قيادة شرطة ذي قار أن تنوه إلى الجميع في حال سماعكم اصوات العيارات النارية بعد منتصف الليل، لعدم توفر أماكن حجز وايواء للكلاب السائبة سوف تباشر قوة مختصة للحد من هذه الظاهرة بالقنص وباستخدام العيارات النارية في جميع الأحياء والمناطق السكنية" .
وأضاف البيان، أن "ظاهرة انتشار الكلاب في الشوارع والطرقات وقرب المدارس والمحلّات اخذت تتسبب في حوادث تهدد المارة وخاصة الأطفال والطلبة"، واصفا اياها بـ"الظاهرة غير الحضارية وغير اللائقة التي لا تتلاءم مع الحياة في المدن".
وحذر، من "مخاطرها وآثارها الصحية والبيئية المتعددة التي من بينها (داء الكلب) الذي يعد من الأمراض الفايروسية الخطيرة التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان".
وانتهى البيان، إلى "ضرورة وضع حد لانتشار للظاهرة المذكورة وتأثيرها السلبي على المجتمع".
واكتشف الفايروس المسبب للحمى النزفية للمرة الأولى عام 1979 في العراق، وبحسب منظمة الصحة العالمية، ينتقل الفايروس من إنسان إلى آخر نتيجة الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى.
وأعلنت وزارة الصحة، مطلع الأسبوع، ارتفاع حصيلة إصابات مرض الحمى النزفية منذ بداية العام الجاري إلى 95 بينها 13 حالة وفاة.
وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر: إن "محافظة ذي قار شهدت تسجيل النسبة الأعلى من الإصابات وبلغت 28 ثم البصرة بـ16 إصابة ثم ميسان والنجف وفي كل منهما 8 إصابات ثم المثنى بـ6 إصابات وبغداد/ الرصافة بـ5 إصابات وصلاح الدين 5 إصابات أيضاً ثم بغداد/ الكرخ وديالى ولكل منهما 4 إصابات ثم الديوانية وبابل بثلاث إصابات وكربلاء وواسط إصابتان وإصابة واحدة في الأنبار".
وأضاف البدر، أنه "بالنسبة للوفيات فقد سجلت 6 منها في ذي قار وواحدة في النجف والمثنى وبغداد/ الرصافة وديالى والديوانية وبابل وكربلاء".
وأشار، إلى أن "الأشخاص الأكثر إصابة بالمرض هم مربو الماشية كالأبقار والأغنام والماعز وغيرهم وكذلك العاملون في محال الجزارة (القصابون)".
وانتهى البدر، إلى أن "ذلك لا يعني عدم إمكانية إصابة فئات أخرى، وإنما الفئات الأكثر تماسّاً مع الحيوانات أثناء تربيتها ونقلها والمتاجرة بها أو بعد ذبحها هم أكثر عرضة للإصابة".