وديع غزوانلايمكن ان يتصور او يفكر اي شخص تعامل بأبجديات العمل السياسي , إمكانية ان يقوم مجلس الامن الدولي بإصدار قرار جاهز عن تشكيلة الحكومة المقبلة , او تسمية مرشح لرئاستها ووضع حد لحالة السجال الدائم والممل بين الكتل السياسية الفائزة بشأنه الجارية منذ خمسة اشهر , لان من شأن صدور مثل هكذا قرار باعتقادنا , إعطاء رسالةخاطئة الى القوى المناهضة للعملية السياسية الجديدة ,عن فشل اطراف العملية السياسية في المضي قدماً لترسيخ بناء التجربة الجديدة في العراق .
وبغض النظر عن تمنيات البعض وسعيهم وتلميحاتهم السابقة , لإمكانية صدور قرار من هذا النوع , ورغم الصورة القاتمة التي ما زلنا نعيشها في المشهد السياسي , فان الاشارات التي وردت في قرار مجلس الامن ودعوته الكتل السياسية الى ايجاد مخرج للمأزق الذي وضعت نفسها فيه , جراء خلافاتها على من يشغل موقع الحكومة , تحتم على الجميع , نخباً سياسية ومنظمات مجتمع مدني ومواطنين ,التمسك بخيار ايجاد حل عراقي بفضي الى سرعة تشكيل حكومة شراكة وطنية , يتحمل كل طرف مسؤولية انجاز مهامها التي ينبغي ان تتوجه لخدمة المواطن قبل كل شيء بعد سنوات اصاب العملية السياسية الكثير من التشويه من بينها استشراء الفساد و الحرمان وسوء الخدمات , تشويه انعكس سلباً على ثقة المواطن بنخبه السياسية التي يفترض ان تعبر عن ارهاصاته وطموحاته .لانريد ان نبدو متشائمين ونقول ان واقع الحال , حتى بعد انفضاض جلسة مجلس الا من , ما زال يسوده الجمود , كما يحلو للبعض ان يسميه, غير انه وفي كل الاحوال , لا يمكن الا ان يوصف بالاابالية عند البعض من هذه القوى والاطراف واستهانتها بارادة الناخب والمجازفة باحلامه وامانيه في افضل التعابير تهذيباً واقلها صراحة , التي لانجد مناصاً من التهرب منها و عدم تسمية الاشياء على وفق حقيقتها خوفاً من الاتهام بما لاتحمد عقباه . . نقول لانريد ان نبدو متشائمين , فترانا مصرين على البحث عن بارقة امل هنا وهناك نتشبث بها علها تنتشلنا من حالة اللا اتفاق , التي تكرر تحذير الفرقاء من استمرارها الى امد يفقدهم وبشكل نهائي ثقة الناس بهم , وباجراءاتهم وقبلها تصريحاتهم .قد يكون اجتماع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني مع رئيس الائتلاف الكردستاني المفاوض الا خير يأتي لفتح بارقة امل جديدة في نفوسنا التي سئمت طول الانتظار, خاصة وانه يأتي في اطار الايمان بان سرعة تشكيل حكومة شراكة وطنية هو ( مكسب كبير للعراق وإقليم كردستان ) كما ان تصريح رئيس الوفد المفاوض الدكتور روز نوري شاويس بعد الاجتماع وقوله ( ان على الكتل الكردستانية ان تلعب دوراً اكثر فاعلية لتكون عاملاً مساعداً وحاسماً لمعالجة المشكلات القائمة والاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية ) اشارة الى القوى الاخرى الى ضرورة حزم امرها وايجاد مخرج في صالح العراق وينسجم مع الدستور . ونحسب في هذا المجال ان الطر ف الكردستاني سيكون اكثر صراحة ووضوحاً مع بقية الكتل السياسية في توضيح وجهة نظره ازاء مخاطر ابقاء الوضع على ماهو عليه , دون معالجات جذرية يسفر عنها تشكيل الحكومة . امانينا ان تتحول تصريحات الرئيس طالباني بعد اجتماعه الاخير بالمالكي وتمنياته ( للجهود التي يبذلها الاستاذ المالكي النجاح الكامل .. وهو في هذه الايام فعال في لقاءاته مع الاخوة في العراقية ) الىواقع ملموس للوصول الى المشوار الاخير في عملية تشكيل الحكومة .
كردستانيات: بارقة أمل
نشر في: 7 أغسطس, 2010: 06:57 م