 بغداد / هشام الركابي توقع عدد من قادة الصحوات عودة تنظيم القاعدة الى البلاد من جديد بسبب اهمال الحكومة للصحوات وفشل القادة الامنيين في معالجة الملف الامني، فيما اكد مصدر مسؤول في لجنة المصالحة الوطنية ان الحكومة تولي اهتماما كبيرا بعناصر ابناء العراق.قادة الصحوات الذين تحدثو لـ"المدى" دعوا الحكومة الى الاسراع في التحرك لحل خلافاتها  ومعالجة الخروقات والاخطاء التي يرتكبها قادة الاجهزة الامنية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت ينوي تنظيم القاعدة تقديم الاموال الى الحواضن التقليدية في محاولة لاعادة مواقع النفوذ القديمة.رئيس مجلس انقاذ الانبار عضو الائتلاف الوطني العراقي الشيخ حميد الهايس اتهم بعض عناصر الاجهزة الامنية في المحافظة بالفساد.وقال لـ" المدى" ان عودة القاعدة وازدهار عملها من جديد في الانبار هو بسبب جهاز مكافحة الارهاب في المحافظة الذي قام باطلاق سراح العديد من امراء التنظيم لقاء مبالغ مالية كبيرة .  وهذا ما تسبب بخروقات في المحافظة . واضاف  ان الخروقات الامنية التي حصلت في الانبار هي بسبب الفساد الاداري والامني بالمحافظة. واشار الهايس الى وجود 110 دعوى قضائية في الانبار ضد قادة القاعدة  لكنها غير مفعّلة، داعيا الحكومة الى عزل هؤلاء المفسدين الذين لا همّ لهم سوى تحقيق المكاسب المادية. وتوقع الهايس اطلاق سراح عدد  من ابرز قادة القاعدة المعتقلين في الانبار ومنهم غازي الشرموط ومظهر علي زبالة. وحول امكانية استمالة القاعدة لشيوخ العشائر عبر المال قال لايمكن استمالة شيوخ الانبار لان جميع العشائر ترفض عودة القاعدة وستحاربهم من جديد اذا عادو الى الانبار. وتابع ان الكل يرفض هذا التنظيم الاجرامي الدموي الذي استباح دماء العراقيين سنة وشيعة على حد سواء. وأفاد رجالٌ من العشائرِ وعددٌ من المسؤولين الحكوميين أن القاعدة َ في العراق بدأت تقديمَ المال ِ لاستمالةِ حلفاءَ  سابقين يشعرون بالغضبِ لعدم ِ توفيرِ الحكومة وظائفَ لهم وامتناعِها عن دفع ِ رواتبهم في موعدِها. ويفاقم هذا الجهدُ التجنيدي القلقَ من محاولاتِ الشبكةِ الإرهابية النهوضَ بعد قتل ِ قائديها في نيسان الماضي واستغلالِها للغموض الذي يلفُ المشهدَ السياسي في البلاد. اذ يدخلُ الجمودُ السياسي في بغداد شهرَه السادس، فيما يقلصُ الجيشُ الأمريكي سريعا عددَ قواتِه في البلاد. من جانبه قال قائد صحوة جنوب بغداد الشيخ حازم الدليمي ان قادة الصحوات حذروا الحكومة منذ اكثر من عام من هذا الموضوع. واضاف في مقابلة مع "المدى" اننا وخلال الاجتماعات التي عقدناها مع قيادة عمليات بغداد ولجنة المصالحة الوطنية نبهنا على خطورة عودة عناصر القاعدة من جديد الى المناطق التي طردوا منها.والقى الدليمي باللائمة على قادة بعض الاجهزة الامنية لكونهم متورطين في اعتقال عدد من قادة الصحوة بدعوى انتمائهم الى تنظيم القاعدة ما تسبب في عرقلة عمل الصحوة ، موضحا ان بعض قادة الاجهزة الامنية استعانوا بالمخبر السري في معالجة الملف الامني وغالبية المخبرين السريين هم من الذين لايزالون يعملون مع تنظيم القاعدة لذلك يعمد هولاء المخبرون على تزويد الاجهزة الامنية بمعلومات خاطئة ويساهمون في اعتقال عناصر من الصحوة بدعوى انتمائهم لتنظيم القاعدة.  وتوقع الدليمي عودة تنظيم القاعدة الى جنوب بغداد قريبا بسبب اهمال الحكومة لملف الصحوات وعدم دعمهم في مواجهة التحديات والتهديدات التي يتعرضون لها من تنظيم القاعدة بالاضافة الى فقدان الثقة بين مقاتلي الصحوة والقوات الامنية. من جهتها نفت الحكومة وجود اهمال لمقاتلي "ابناء العراق" الصحوات". وقال المتحدث باسم لجنة المصالحة الوطنية محمد موسى في اتصال مع " المدى" ان الصحوات يتسلمون مستحقاتهم المالية بشكل منتظم ويتلقون كل الدعم الكامل من الحكومة. واضاف ان الحكومة اصدرت قرار  رقم 20 لعام 2009 والذي بموجبه تمت معاملة المقاتل في ابناء العراق معاملة الجندي في الجيش التابع لوزارة الدفاع  وله مستحقات الشهيد والجريح ايضا. مشيرا إلى أن اعداداً كبيرة من الصحوات تم ضمهم الى الاجهزة الامنية والجيش والمؤسسات الحكومية الاخرى فيما ينتظر ضم الاعداد الباقية من الصحوة الى المؤسسات الحكومية قريبا .وفي سياق متصل استشهد  احد قادة الصحوات امس  بنيران مسلحين مجهولين شمال بعقوبة . وقال مصدر امني ان مجموعة مسلحة اطلقت النار على صباح العبيدي قائد صحوة الخالص اثناء توقفه قرب احد المحال التجارية وسط المدينة. واضاف المصدر ان العبيدي فارق الحياة على الفور فيما لاذ المهاجمون بالفرار الى جهة مجهولة وان قوات الشرطة طوقت مكان الحادث وبدأت حملة دهم وتفتيش للاحياء السكنية القريبة بحثا عن المهاجمين.ويتعرض قادة الصحوات في البلاد منذ زمن الى هجمات من تنظيم القاعدة بدعوى مساندتهم القوات الامنية والقوات الامريكية في العراق.وكان مسؤولون عراقيون وشخصيات عشائرية قد أعلنوا ان تنظيم "القاعدة" في العراق بدأ مؤخرا حملة لكسب عناصر الصحوات الذين كانوا يقاتلون في صفوفها سابقا ثم انقلبوا ضدها، عن طريق تقديم اغراءات .وكان الجيش الامريكي يشرف على عملية دفع رواتب عناصر الصحوة، الذين ارتفع عد