احمد ثامر جهاد
نحن إزاء فيلم روائي طويل (ساعة ونصف) يضم في داخله ثمانية أفلام قصيرة لمخرجين هواة يتتبعون بأساليب مختلفة تقلبات مسار شخصية رئيسية واحدة تدعى "جين".
وكعادة أفلام "المختارات" المستقلة فان الفيلم القصير كـ (نوع فني) يوفر فرصة مثلى لتجربة الأنماط ومعالجة الموضوعات بصيغ وأساليب وزوايا نظر متباينة وفقا لخلفية وخبرة كل مخرج. هاهنا سيكتب كل مخرج من المخرجين الثمانية فصلا قصيرا (بحدود 10 دقائق لكل جزء) من حياة "جين" التي تقود سيارتها في إجازة قصيرة محفوفة بحوادث واتصالات وذكريات ومواقف غريبة من دون ان يعلم أي منهم ما يفعله الاخرون مع حكاية"جين".
تتبنى جين نفسها (الممثلة جيليان جاكوبس) اخراج البارت الأول المعنون (goodbye hello) بروحه السوريالية التي تذكرنا بأجواء ديفيد لينش. حيث توصل جين ابنتها الصغيرة الى مخيم صيفي في جنوب كاليفورنيا لتجد نفسها فيما بعد عالقة في سلسلة من المواقف والحوادث الغريبة التي تقدم كأحجية مفتوحة على التأويلات.
وفي باقي الفصول التي خلت من العناوين الفرعية ستأخذنا رحلة جين بين الصحراء والشاطئ والجبال الى لقاءات مع أناس غرباء وأصدقاء قدامى وشخصيات عابرة تثير لديها شجون الماضي الذي نجهل الكثير عنه، كما في الجزء المعنون "جين" والذي اخرجته جيا كوبولا (حفيدة المخرج فرانسيس كوبولا).
يمكننا القول ان الفيلم برمته أقرب الى تجربة هواة غير مضمونة العواقب تستعير الى حد ما روح أفلام الطريق من دون تصميم او معالجة ناضجة. اذ رغم محاولة وضع خيط ناظم للأفلام القصيرة التي يتألف منها الفيلم بمجمله، ممثلا بشخصية(جين) الا انه افتقد بشكل واضح الى سياق مترابط ومقنع، وتركت أفضل مشاهده لجدارة كل مخرج على حدة. صحيح ان هناك استمرارية ملحوظة في تقديم الصورة وفي رسم الشخصية المحورية بملابسها الصيفية القصيرة ومكياجها البسيط وادائها المرح حينا والنفسي التراجيدي حينا آخر، الا ان اللوحة السردية الأكبر التي يفترض ان تكتمل مع انتهاء آخر بارت في الفيلم بدت مبعثرة سرديا رغم انها عادت ـ الى حد ما ـ لمقاربة أجواء الجزء الأول بغرائبية احداثه قبل ان تنعطف تاليا (بغياب الاوغاد) لإرضاء المشاهد عاطفيا في بناء مدور يعيد "جين" الى مشهد اصطحاب ابنتها من المخيم بعد رحلة كابوسية شاقة. المخرجون: جيليان جاكوبس، وجيا كوبولا، بوما إيلوما، رايان هيفينغتون، زان كاسافيتس، جوليان جيه أكوستا، كين جيونغ، أليكس تاكاس.