علاء المفرجي
يتفق المعنيون بالشأن السينمائي العراقي على أهمية المهرجانات، على مستوى "خلق وعي وذائقة سينمائيِّيَن، فضلا عن كونها تخلق استعداد دائم للعمل السينمائي بكل تفاصيله.
فالسينما تحتاج – كما يرون - الى مساحة نقاش أوسع من إيجاز الفكرة بعدد محدود من الكلمات، لخصوصية المهرجانات السينمائية وصعوبة تحقيق تميّز فيها من دون اكتمال شروط إقامتها، بتوفّر عوامل كثيرة، منها وجود مناخ، يسمح بالتعبير عن الأفكار والمواقف بحرية، تبعد بدورها الاشتراطات السياسية، وكلّ أنواع المحرّمات. كما تحتاج إلى توفر بُنية تحتية، تسمح بتحويل الأفكار والمقاربات المهنية إلى فعل على الأرض، من دونها لا يمكن إقامة مهرجان سينمائي حقيقي، بمعناه المتعارف عليه دوليًا.
كان مهرجان الخليج السينمائي الذي هو امتداد لتظاهرة سينمائية مهمة هي (مسابقة أفلام من الإمارات) منح فرصة كبيرة للمخرجين العراقيين الشباب، عندما فتح لهم نافذة اطلوا منها على جمهور واسع تعدى حتى جغرافية المهرجان، بوصفه مهتما بشكل أساس بصناعة سينما خليجية.
ومنذ انطلاق الدورة الأولى للمهرجان عام 2008 وحتى دورته الأخيرة، يتسابق مخرجونا الشباب في عرض نتاجاتهم التي غالبا ما تنجز تكون بإمكاناتهم الفردية المتواضعة في أقسام المسابقة المختلفة، لتكون فيما بعد المنصة التي ينطلقون منها في رحاب مهرجانات عربية وعالمية أخرى.
توقف المهرجان لأسباب فنية كما قال اداريوه، وبتوقفه حرم الكثير من شباب السينما فرصة عرض مواهبهم وانجازاتهم، لتنال حقها في المشاهدة والتقييم، والتنافس على الأفضلية، في طريق مسيرتهم السينمائية. في وقت كان شباب السينما يتسابق في عرض نتاجاتهم التي غالبا ما تنجز تكون بإمكاناتهم الفردية المتواضعة في أقسام المسابقة المختلفة، لتكون فيما بعد المنصة التي ينطلقون منها في رحاب مهرجانات عربية وعالمية أخرى.
وكان لرجل هذا المهرجان السينمائي والناقد (مسعود امر الله علي) الدور الكبير في إدامته، ووصوله في مستوى تنظيمي عال، وله الفضل في استمراره الى ست دورات.
ولأن هناك رجل أخر في مهرجان السعودية للأفلام هو السينمائي والشاعر (أحمد الملا)، الذي يتمتع بالمواصفات نفسها التي تمتع بها أمر الله علي، من العمل الدؤوب، والاجتهاد، والخبرة السينمائية الكبيرة، حيث وفر الملا في هذا المهرجان فرصة ذهبية لشباب الخليج السينمائي ولشبابنا بشكل خاص في يعرض أفلامهم. فهذا المهرجان وبعد تسع دورات انطوت على العمل المضنى، يأتي بدورته التاسعة التي اختتمت الأسبوع الماضي، ليفتح المجال لشباب الخليج، وليس شباب السعودية في التنافس على جوائز هذا المهرجان، وهي فرصة افتقدها شبابنا منذ توقف مهرجان الخليج السينمائي عام 2014.
ولعل هذا الشاعر الذي يسهم في صنع سينما يجسد مقولة أورسن ويلز" لا يصبح الفيلم جيدا الا عندما تكون الكاميرا عينا في رأس شاعر" وهنا يكون المهرجان فكرة في رأس شاعر.
ومهرجان أفلام السعودية بما يوفره من فرص، ودعم لا محدود، هو ذو أثر كبير عل شبابنا السينمائي، ومثل هذا التأثير للمهرجان يكاد ينسحب على مجمل منطقة الخليج على الرغم من وجود أكثر من مهرجان سينمائي دولي فيه، ذلك إن مثل هذه المهرجانات وهي المتخصصة بحيز جغرافي وبهدف محدد ينحصر باكتشاف وتسليط الضوء على المواهب السينمائية الخليجية، أسهم بشكل كبير بان يكون قاعدة مهمة للانطلاق الى آفاق سينمائية أرحب.. ولعل بروز أسماء خليجية إن في مجال الإخراج أو التخصصات السينمائية الأخرى كان وبلا شك من معطف هذا المهرجان الذي اكتسب بدوره خبرة جيدة في التنظيم، وقد أتاح المهرجان فرصة كبيرة لبروز مواهب سينمائية واعدة.