TOP

جريدة المدى > محليات > مثقفو الناصرية يتظاهرون ضد مساعي تحويل بهو البلدية إلى مول تجاري  

مثقفو الناصرية يتظاهرون ضد مساعي تحويل بهو البلدية إلى مول تجاري  

نشر في: 20 مايو, 2023: 11:22 م

 ذي قار/ حسين العامل

تظاهر العشرات من الناشطين والمثقفين في الناصرية للحيلولة دون تحويل بهو بلدية الناصرية الى مركز تسوق (مول)، فيما حذروا من الزحف التجاري على المعالم الثقافية.

ورفع العشرات من الناشطين الذين احتشدوا امام مبنى بهو بلدية الناصرية الذي يعود انشاؤه الى ستينيات القرن العشرين لافتات تطالب بتأهيل او اعادة بناء المبنى الذي اغلق منذ نحو 8 أشهر امام النشاطات الثقافية والفنية بناء على تقارير من دائرة الدفاع المدني تشير الى احتمال تعرضه للانهيار.     

وقال الناشط عامر حسين فاران في حديث مع (المدى)، إن "ناشطي الحراك الشعبي في ساحة الحبوبي والمهتمين بالشأن الثقافي نظموا تظاهرة ووقفة احتجاجية ضد اهمال أبرز معلم ثقافي في مدينة الناصرية والمطالبة بإعادة تأهيله او اعادة تشييده".

وأضاف فاران، أن "بلدية الناصرية اغلقت المبنى ومنعت اقامة اي نشاط فيه منذ عدة أشهر لكنها لم تقدم الحلول او تعلن عن خطة لتأهيله".

ودعا، "الحكومتين المركزية والمحلية الى اعتماد خطة لإعادة الحياة لهذا المعلم المعماري الذي يمثل الرئة الثقافية لمدينة الناصرية".

وشدد فاران، على "ايقاف اية محاولة لتحويله من معلم ثقافي الى مركز للنشاط التجاري الخاص".

ومن جانبه، حذر الناشط هشام الشمري من الاستحواذ على المعالم الثقافية وتحويلها الى النشاطات الاستثمارية.

وقال الشمري، في حديث مع (المدى)، إن "البهو وغيره من المعالم الثقافية والحضارية هي جزء من ذاكرة المدينة ولا يجوز ان تتعرض للإهمال".

وأشار، إلى أن "اعادة تأهيل البهو واعادة افتتاحه امام النشاطات الثقافية والفنية يكتسبان اهمية كبيرة كون مدينة الناصرية لا تمتلك الا عددا محدودا من القاعات الصغيرة التي تحتضن تلك النشاطات".

وشدد الشمري على ضرورة "ادراج البهو ضمن خطة المشاريع الحكومية للعام الحالي واحالته إلى شركة رصينة تحافظ على خصوصيته الثقافية والحضارية".

وعلى صعيد متصل، قال الأكاديمي في جامعة ذي قار ياسر البراك، إن "بهو بلدية الناصرية يعدّ معلماً ثقافياً شهد الكثير من النشاطات والمهرجانات الثقافية والفنية منذ ستينيات القرن الماضي حتى الان حتى بات جزءا من الذاكرة الثقافية للمدينة".

وأضاف البراك، في حديث مع (المدى)، أن "البهو تعرض لعدة محاولات لاستهدافه في السابق والحاضر".

واستذكر، "تعرضه الى القصف الجوي الامريكي عام 2003 وقد تمت إعادة تأهيله بعد حملة ضغط على الحكومة المحلية وبأموال طائلة".

ولفت البراك، إلى أن "مديرية البلدية، ومنذ مدة ليست بالقصيرة قررت وقف اي نشاط في المبنى تحت ذريعة ان المبنى آيل للسقوط". ويجد، ان "مضي مدة طويلة على إغلاقه حال دون تنظيم النشاطات والفعاليات الثقافية والفنية؛ كون المدينة تفتقر للمنشآت الثقافية التي تكون بسعة بهو البلدية وطاقته الاستيعابية للجمهور".

وأعرب البراك، عن "خشيته من تحويل المبنى الذي يقع في موقع حيوي الى مركز تسوق (مول) مثلما تحولت الكثير من معالم المدينة الى ذلك".

ولفت، إلى "جملة من الابنية والممتلكات العامة التي تحولت من دوائر خدمية ومباني حكومية الى مشاريع تجارية من بينها مبنى العيادة الخارجية ومديرية شؤون المحاربين وابنية اخرى تحولت الى مراكز تجارية وفق نظام الاستثمار".

وحذر البراك، من "طمس الهوية الثقافية والحضارية لمدينة الناصرية عبر زحف المشاريع التجارية والاستثمارية على المعالم الثقافية".

ومضى، إلى الاعتقاد بـ"وجود سياسة لوضع اليد على المعالم الحضارية والمعمارية في هذه المدينة وهذه خسارة لهوية المدينة ولمستقبلها الحضاري".

ومن جانبها نفت مديرية بلدية الناصرية إحالة مبنى بهو البلدية للاستثمار، واوضحت في بيان تابعته (المدى)، أن "هذا المبنى يمثل معلماً من معالم المدينة وان ما تم تداوله عبر مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي بإحالة المبنى الى الاستثمار عارٍ عن الصحة".

وتابع البيان، أن "دائرة البلدية جادة في العمل على تشكيل لجنة فنية من ذوي الاختصاص حال اقرار الموازنة لمعرفة اهلية البناية او معالجة البناء الحالي وترميمه".

وكانت مديرية بلدية الناصرية، اعلنت العام الماضي عن اغلاق بهو البلدية على خلفية الكشف الفني لمديرية الدفاع المدني عن احتمالية انهيار السقف، وأكد مدير البلدية في حينها محمد عكاب الحصونة، "تسليم تقرير الدفاع المدني المتضمن خطورة انهيار سقف بهو الادارة المحلية، وقد جرى على إثره التوجيه بإخلاء المبنى بشكل مؤقت واعداد كشف فني لغرض ترميمه".

ويتفرد مبنى بهو بلدية الناصرية بتصميمه المستوحى من شكل المضيف السومري المقوس، وقد قدم معظم فناني وادباء العراق نشاطاتهم الثقافية والفنية على مسرحه فيما شهد تقديم عروض سينمائية للعديد من الافلام العالمية والعراقية والعربية ابان الثمانينيات.

وكان مسؤولون وناشطون في محافظة ذي قار أعربوا مطلع العام الماضي عن قلقهم من ظاهرة الاستيلاء على الاراضي المخصصة للمراكز الصحية والمدارس والحدائق العامة وتحويلها الى مشاريع تجارية واستثمارية، وفيما دعوا الى الحد من التلاعب بجنس العقار وحسم ملف ملكية اراضي المنشآت ذات النفع العام، اشاروا الى تحويل مركز صحي ومساحات خضراء وابنية حكومية الى مولات ومجمعات سكنية ومقرات حزبية.

وشهدت محافظة ذي قار مؤخرا وخلال الاعوام المنصرمة تحويل عدد من الابنية الحكومية الى مشاريع استثمارية وتجارية من بينها موقع العيادة الخارجية وسط الناصرية الذي تحول الى مول تجاري، ومبنى محافظة ذي قار القديم الذي تحول الى مرآب استثماري لوقوف السيارات ومبنى قيادة فرع ذي قار الذي كان من المفترض ان يتحول الى حديقة عامة وتحول الى مول تجاري فيما تحولت مساحات من الاراضي التي كانت مخصصة لإنشاء حدائق ومساحات خضراء الى مجمعات سكنية لمسؤولين متنفذين هذا ناهيك عن تحويل عدد كبير من الابنية الحكومية الى مقرات حزبية فيما مازالت مدينة العاب الناصرية التي تعد المتنفس الوحيد لـ 700 الف نسمة من سكان مركز مدينة الناصرية معطلة بعد نزاع على ملكية الارض.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

حراك سياسي بين الفرقاء في ذي قار وزعيم تيار الحكمة يزور المحافظة على خلفية إقالة المحافظ
محليات

حراك سياسي بين الفرقاء في ذي قار وزعيم تيار الحكمة يزور المحافظة على خلفية إقالة المحافظ

 ذي قار / حسين العامل تشهد محافظة ذي قار حراكا سياسيا بين الفرقاء ففي الوقت الذي أعلن فيه عدد من أعضاء مجلس المحافظة عن نتائج لقائهم بزعماء الكتل والمسؤولين السياسيين في العاصمة بغداد،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram