ترجمة: عدوية الهلالي

أثار اداؤها البارع وجمالها الفريد وطبيعتها المرحة الاعجاب في فيلم (اشجار اللوز) الذي نالت عنه جائزة سيزار وفتحت لها السينما الأبواب على مصراعيها. وستقدم دور (روزالي) ملهمة شركة ديور في مهرجان كان، حيث تجسد دور "امرأة ملتحية" في نهاية القرن التاسع عشر.

ولدت نادية تيريسكيفيتش في 24 آيار عام 1996 في فرنسا وهي فنلندية الاصل. اشتهرت في عام 2019 بدورها في فيلم (الحيوانات فقط)وفي عام 2022قدمت دورين مميزين في فيلمي (شابة للأبد) و(جليسة الاطفال).

ورثت عن والدتها موهبة الرقص وبدأت مسيرتها كراقصة محترفة فقد تدربت على الرقص لمدة ثمان ساعات يوميا منذ اربعة عشر عاما.

تم اختيار فيلم روزالي للمشاركة في مهرجان كان لهذا العام والذي تدور احداثه في عام 1870، وهي تلعب الدور الرئيسي فيه، دور "امرأة ملتحية"، فقد كانت تعاني من الشعر مفرط النمو، وكات يعذبها هذا السر وهي تحلق الشعر باستمرار لكنها تقرر أن تكشف سرها لزوجها. "إنها قصة حب، كما تقول الممثلة. ومحاولة ان تتعلم كيف تحب، دون التفكير في الاختلاف، بتحرير نفسك من أنظار الآخرين. يمكننا جميعًا التعامل مع ذلك ".

للمثلة قصة حب ايضا مع مدينة كان فقد نشأت هناك من سن الرابعة وحتى الثامنة عشر من عمرها. كانت تحب السباحة هناك "حتى في الشتاء"، وتمارس التزلج في الجبال المجاورة. وستحتفل في المهرجان بعيد ميلادها السابع والعشرين، كما تدين للمهرجان باسمها الذي اختاره والداها، عشاق السينما، تكريما لبطلة فيلم (الشمس المخادعة) نيكيتا ميخالكوف، الحائزة على جائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان 1994 – واسم ناديا هو تصغير لأسم ناديجدا في الفيلم والتي تعني "الأمل" باللغة الروسية. وعندما كانت طفلة صغيرة، صعدت ناديا تيريسكيويتش رقصت على المسرح مع طلبة مدرستها للرقص، ثم مثلت مع والديها، في عام 2010فيما بعنوان (الراقصة) الذي جسدت فيه دور راقصة باليه.

كشفت نادية تيريسز كيويتز عن مجموعة رائعة من المواهب خلال أربع سنوات. من الهامشية في فيلم (توم) للمخرجة فابيان بيرثود، إلى الجنون العصبي في فيلم (جليسة الأطفال) لمنية شكري، ومن الحماسة المتوهجة لممثلة (اشجار اللوز) المبتدئة إلى الحقد اللاذع في فيلم (جريمتي). أما في فيلم (الملكة الاخيرة)، للمخرج داميان أونوري وعديلة بنديمراد، الذي صدر في عرض في نيسان، فهي تجسد دور عبدة إسكندنافية، عاشقة للقرصان بربروسا، في الجزائر في القرن السادس عشر. وتتكلم في الفيلم اللغة الفنلندية، لغتها الأم، اضافة الى اللغة العربية، لغة الفيلم، التي تعلمتها من مدرب. وفي وقت لاحق من هذا العام، سيعرض لها فيلم (الجزيرة الحمراء) للمخرج روبن كامبيلو الذي تم تصويره في مدغشقر بعد فيلم (أشجار اللوز)، وتجسد في فيلم (الجزيرة الحمراء) دور كوليت، أم لثلاثة أطفال، المستوحاة قصتها من قصة والدة المخرج، والتي تعيش الساعات الأخيرة من الاستعمار في قاعدة للجيش الفرنسي في مدغشقر. وتقول الممثلة انها اكتشفت مدغشقر -"هذا البلد الرهيب، الفقير جدًا، وحيث التنوع البيولوجي هو أجمل ما رأيته على الإطلاق".

كما تحدثت بشأن تصوير فيلم (الملكة الاخيرة) في الجزائر إذ تم الترحيب بها في عائلة المخرجة عديلة وعاشت الحياة اليومية مع الجزائريين، ودعيت إلى حفل زفاف، وكان رائعا..

أما فيلمها (أشجار اللوز) فقد كان مغامرة بالنسبة لها وأثر فيها بعمق، بل اجهشت بالبكاء في موقع التصوير عندما فكرت في جدتي وفي الأحداث المحزنة في حياتي، لأن اجواءه كانت تذكرها كثيرا بطفولتها. وفي فيلم (جريمتي) لفرانسوا أوزون واجهت عددا من النجوم مثل إيزابيل هوبرت، أندريه دوسولييه، فابريس لوشيني، داني بون.

بعد انتقالها الى باريس لاكمال دراستها، واصلت الرقص في بعض الافلام لكنها لم تكن تتخيل انها ستصبح ممثلة، كانت تعرف جيدًا صعوبة الدخول في مهنة فنية. ولكن حفزها تشجيع مدرس المسرح من المعهد الموسيقي مارك إرنوت، والممثلة كلود ماتيو، التي التقت بها في احد مواقع التصوير. وهكذا مثلت مع المخرج دينيس بيري أول فيلم روائي طويل لها بعنوان (همجيون)، في عام 2018 وشعرت انه آمن بها كثيرًا لدرجة أنها لم تعد تشك في موهبتها.