TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > من خارج الحدود ..حزب الله والمفاجأة المنتظرة

من خارج الحدود ..حزب الله والمفاجأة المنتظرة

نشر في: 8 أغسطس, 2010: 06:43 م

حازم مبيضين بانتظار ما سيعلنه السيد حسن نصر الله اليوم، من وثائق يقول إنها تدين اسرائيل باغتيال الشهيد رفيق الحريري، فأننا نتمنى أن لاتكون وثائقه مبنية على ما تم اكتشافه من عملاء لاسرائيل على الساحة اللبنانية،
 لأن واحداً في الأقل منهم كان قيادياً في تيار الجنرال عون، الحليف الرئيس لحزب السيد، ونتمنى أن تكون العملية الأمنية التي كان نصر الله أعلن أنها أفضت إلى كشف المستور تجاه اغتيال الحريري قد وضحت بشكل ما الجهة التي كانت وراء اغتيال العديد من الشخصيات السياسية في لبنان، وكلهم ينتمون إلى التيار الذي ينتمي إليه الحريري، وهي لم تطاول واحداً من تيار الممانعة الذي يقوده السيد نصر الله.نتمنى أن تكون الوثائق دامغة لتجنب وطن الارز حرباً أهلية هدد بها حزب الله في حال اتهام بعض أعضائه بالضلوع في الجريمة، وأن لا تعتمد على شائعة أن هناك اتفاقاً سورياً سعودياً، بالعمل على تأجيل صدور قرار المحكمة الظني لسنة يتم خلالها ترتيب الوضع اللبناني، بما في ذلك إجراء تغييرات في قيادة الحزب، بدأ الحديث عنها بتصريحات الشيخ صبحي الطفيلي الامين العام السابق للحزب وقال إنها قد تشكل مخرجًا في موضوع المحكمة وتنشيط العمل السياسي، كما طالب بعفو آل الحريري عن اغتيال شهيدهم، وكأنه يقر سلفاً بضلوع بعض منتسبي الحزب في الجريمة. ولعل من المفيد والضروري التذكير بأن عملية اغتيال الشهيد الحريري لاتتعلق بعائلته وحدها، لأنها أسفرت عن العديد من الشهداء الذين تملك عائلاتهم وحدها حق العفو، ولأن المهم أن يعرف اللبنانيون القاتل والجهة التي وقفت خلف الجريمة.ليس مؤكداً إن كانت المحكمة الدولية ستأخذ بما سيقوله نصر الله، لأن ذلك يعتمد على ما سيعلنه، وعلى قوة وصدقية الوثائق التي قال إنه سيكشفها، لكن المؤكد أن تأثير أي جهة عربية على المحكمة منعدم من الأساس، والمحكمة تدرك أن تاخرها في اصدار قرارها الظني سيكون خضوعا لمشيئة الحزب، القادر على التهديد بالحرب في لبنان وغير القادر على التحكم في قراراتها، لأنها في تلك الحال ستفقد مبرر وجودها، وسينتفي الغرض الذي أنشئت لأجله، وهو كشف الجناة دون التعرض أو القبول بأي ضغوط بغض النظر عن مصدرها. وصدور القرار الظني في موعده الذي تقرره المحكمة سيكون مؤشراً على طبيعة عملها المستقبلية، وعلى قدرتها على تجاوز  تراجع بعض السياسيين اللبنانيين عن شهاداتهم السابقة، وستكون حيثيات قرارها الظني مؤشراً على مستقبل عملها، وهل سيعتمد على أقوال السياسيين، أو سيكون قراراً محكماً معتمداً على الادلة المادية المتعلقة بالتنفيذ العملي لجريمة الاغتيال.نتمنى أن يخرج حزب الله اليوم بريئاً بشكل كامل من مربع الشك الذي حشر فيه وحيداً في الآونة الأخيرة، وهذه الأمنية لا تنبع من محبة لهذا الحزب أو إيمان بأفكاره ومنطلقاته، بقدر ما تنبع من محبة للبنان، الوطن الذي لايستحق غير المحبة، ولا يستحق غير الانتماء والتضحية والوفاء، ونتمنى أن تكون قيادته مدركة أن عمل المحكمة الدولية مختلف عن طبيعة أعمال المحاكم في عالمنا العربي مع كامل احترامنا للكفاءات الكثيرة والنزيهة والمحترمة فيها، لأننا نعرف أن القضاء عندنا يتعرض لتدخلات السلطات التنفيذية وإن كانت تعلن استقلال القضاء، وأن تدرك أيضاً أنها ستواصل عملها حتى وإن عجزت الدولة اللبنانية لأي سبب كان عن التعاون معها، فصلاحياتها تشمل محاكمة المتهمين غيابياً، والحكم عليهم كإرهابيين مطلوبين للعدالة في كل أرجاء العالم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram