TOP

جريدة المدى > محليات > استغلال الأرصفة واختفاء الحدائق المنزلية يغيّر ملامح مدينة بغداد

استغلال الأرصفة واختفاء الحدائق المنزلية يغيّر ملامح مدينة بغداد

نشر في: 8 أغسطس, 2010: 07:25 م

 بغداد/ المدى باتت الحدائق المنزلية وأرصفة الطرق في تحول دائم يعمد الى استغلاله اصحاب العقارات وتحويله الى دكاكين أو مرائب لمركباتهم، وانتشرت هذه الظاهرة التي امحت معالم معظم الارصفة في مناطق سكنية شاسعة من العاصمة العراقية بغداد بشكل سريع ومخيف خلال السنوات الخمس الماضية.
ويقول نبيل السوداني، صاحب عقارات ومقاول، "يلجأ الناس الى عرض منازلهم للبيع او المقاولة بهدف هدمها وبناء ثلاثة او اربعة مشتملات صغيرة حسب مساحة البيت الاولى، لعدة اسباب، تتعلق بزيادة عدد العائلة الواحدة او طلبا لمورد شهري سهل لصاحب العقار" .ويضيف السوداني "هنا سنضطر كمقاولين الى تلبية رغبة الزبون محاولين قدر الامكان توسيع غرف المنزل المقسم الى عدة مشتملات، حتى وان اضطررنا الى التجاوز على الحد التخطيطي للرصيف، عندها لن يجد الزبون الا ان يتجاوز على الرصيف ويبني عليه مقدمة صغيرة للمنزل او مرآباًَ مؤقتا، وبذلك يختفي الرصيف" . من جهته يصف أبو دنيار الزيادة السكانية التي حصلت في السنوات الاخيرة في العراق، بأنها "السبب الرئيس في تفاقم ازمة السكن"، مضيفا "هذا ما دفع العوائل الى استغلال الجزء الفائض من المنزل(الحديقة)  لسكن احد افرادها، فليس هناك خيار اخر لتلك المشكلة". ويضيف أبو دنيار، وهو أحد الذين عملوا على تغيير تصميم منزله وحوله الى ثلاث شقق صغيرة ووزعها بين ابنائه المتزوجين، "من الصعب حاليا الحصول على سكن في ظل ارتفاع اسعار الايجارات مقابل تصاعد اسعار الاراضي والعقارات بشكل مرعب يصل الى 1400 دولار للمتر المربع الواحد فارغا دون بناء".فيما فضل سامي شكر بازك (44 عاما) متحدثا لـ(آكانيوز) "تحويل حديقة منزله الجميلة بمساحة أربعة امتار مربعة مع الرصيف، الى محل صغير لبيع المواد الاستهلاكية والمنزلية في حيه"، مؤكدا "فعلت ذلك على غرار ما فعله بقية المواطنين في منطقتي التي اكتظت احياؤها وازقتها بالمحال الصغيرة التي بني أكثرها بشكل كامل على الرصيف".ويرى مختصون، بالاستغلال غير المسبوق للارصفة وتجاوز المواطنين على المال العام، بانه امر بات طبيعيا في وقت لا تكترث فيه  المجالس البلدية والسلطات المحلية لقانونية مثل تلك الاعمال او جمالية الارصفة باعتبارها اماكن عامة. ويشير الناشط في شؤون المجتمع المدني والثقافة العامة، مصطفى الحديثي "الى محاولة الافراد للخروج على الحكومات بطرق تقليدية كرد فعل لما يروه يحدث من بعثرة المال العام والتجاوز على حقوقهم لعدم افصاح الجهات الرسمية عن ملايين الدولارات التي تصرف لتحسين البيئة الخدمية والسكنية للمواطنين" ويقول الحديثي "ظهرت في مجتمعنا سلوكيات تسببت في نشوء تقاليد جديدة فرضت نفسها سريعا على الفرد العراقي الذي بدأ يتقبلها باستسلام فلم تواجه رفضا الا في حالات نادرة وكل ذلك ناجم عن كثرة المشاكل والعقد الاجتماعية والنفسية التي تصدرت الحياة اليومية بسبب عوامل عديدة" . و تتعلق تلك العوامل في نظر الحديثي "بالتحول الكبير الذي طرأ خلال السنوات الاخيرة على التفاصيل الحياتية للمجتمع بكل مفرداته فتسبب في خلق ارباكات في الحياة الطبيعية البسيطة والمتواضعة التي كان ينعم ويتمتع بها الانسان العراقي وعلى جميع المستويات فاصبح الوضع لايطاق".وزاد بالقول "كما ان شروط الحياة الزوجية الحالية تتطلب تحقيق الاستقلالية في العيش بمعزل عن الاهل، ولذا فان العائلة اصبحت تستغل الحديقة وتتجاوز عليها لبناء مسكن صغير لاحد ابنائها ". ويقول المواطن ممتاز حبيب "لطالما شكلت الحديقة المنزلية اساسا في مكونات البيت البغدادي، ولاهميتها الكبيرة تخصص لها مساحة تتوسط البيت وتزرع باشجار الياس التي تنثر عطر راحتها في انحاء المنزل، وهي لوحة جميلة نفتقدها الان وغابت عنها ملامحها"، مؤكدا "سنشهد بعد اختفاء الحدائق اختفاء للارصفة التي لم تعد موجودة وتحولت بسببها الشوارع الى ممرات ترابية".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

كتائب القسام تعلن "استشهاد" قائدها محمد الضيف

ترامب: لم ينج أحد من حادث اصطدام المروحية وطائرة الركاب قرب مطار ريغان

"الاتفاق غائب".. تعديل الموازنة يدفع الى انقسام نيابي

برشلونة يعلن رسميا تجديد عقد بيدري حتى 2030

مكتب السيستاني: يوم غد الجمعة هو الأول من شهر شعبان

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

حراك سياسي بين الفرقاء في ذي قار وزعيم تيار الحكمة يزور المحافظة على خلفية إقالة المحافظ
محليات

حراك سياسي بين الفرقاء في ذي قار وزعيم تيار الحكمة يزور المحافظة على خلفية إقالة المحافظ

 ذي قار / حسين العامل تشهد محافظة ذي قار حراكا سياسيا بين الفرقاء ففي الوقت الذي أعلن فيه عدد من أعضاء مجلس المحافظة عن نتائج لقائهم بزعماء الكتل والمسؤولين السياسيين في العاصمة بغداد،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram