عن:هيرالد تربيون اشر الرئيس اوباما النهاية القادمة للمهمة القتالية في العراق "كما وعدت وكما هو في الجدول المحدد" في خطاب الى المحاربين في اتلانتا يوم الاثنين الماضي.ولخص اوباما انسحاب القوات الأمريكية من العراق والطبيعة المتغيرة للارتباط في العراق من المهمة العسكرية الى الدبلوماسية.
واشار الى أن هذا يمثل فصلا جديدا في الصراع سيتخذ اسما جديدا. عملية تحرير العراق سيتغير اسمها الى عملية الفجر الجديد، هذا التغيير يعني انه رمز جديد لدور اكثر تكتيكا ستلعبه الولايات المتحدة فيما يتعلق بالشؤون الداخلية في العراق الجديد. ان تغيير اسم العملية سيولد حسب ما يفترض تغييرا في العقلية المقصودة منها، واحساسا بنهاية التهديد، وهنا يمكن ان يقدم السؤال الذي طالما يلقى حول مقدار النجاح او الفشل في العراق على ضوء رؤية جديدة. بينما تستعد وزارة الدفاع الامريكية لتقليل حدة الصراع الذي رافق حياة الجنود للسنوات القليلة الماضية، وبرؤية اكثر توضيحا للدولة العراقية وللكيفية التي يمكن بها الاجابة عن التساؤل حول ما خلفه التواجد الامريكي في العراق. يمكن التنصل عن سؤال كهذا بعدم الخبرة، وما يمكن ان يعرض هو نظرة عامة عن معالم التقدم المشترك الامريكي – العراقي استنادا الى تجارب شخصية وقراءات وكتب تتعلق بهذا الموضوع. ان التقدم الامريكي في العراق يمكن ان يوجز بانجازين رئيسين هما : اعادة تشكيل الجيش العراقي والشرطة الوطنية والحاق الهزيمة الكاملة تقريبا بالارهاب الذي يقوده الاجانب داخل العراق. ربما سيتذكر الكثير عبارة الرئيس السابق جورج بوش التي شاعت في الايام الاولى "كلما نهض العراقيون كلما سينتهي عملنا" بمعنى أن مساعدة العراقيين على الاعتماد على انفسهم هي مهمة الولايات المتحدة وقوات التحالف منذ عام 2005 فصاعدا. التوضيح البارز لهذا الجهد كان من خلال التركيز على بناء قوات امنية عراقية خاصة بهم، ومن الطبيعي ان تدريب جيش اجنبي هو امر فاشل من وجهة النظر الخاصة لقوات الجيش الامريكي. لكن هذه النخبة الخاصة من الجنود لم تكن كبيرة بما فيه الكفاية لتجهيز عدد كبير من المدربين في عملية واسعة جدا ولذا شملت المهمة وحدات الجيش الامريكي كافة. لعدة اسباب اثبتت عملية اعادة بناء الجيش العراقي انها بطيئة وصعبة فمعظم المحاربين في العراق من الجنود الامريكيين سيقولون ان وحدات الجيش العراقي اليوم هي بعيدة نسبيا عن الكمال لكننا على الاغلب متفائلون بشأن امكانياتها فقد شهدنا وشاركنا في جزء من العمليات التي تم التخطيط لها وقيادتها من قبل العراقيين. اما فيما يخص الاستخبارات فيمكن الاعتراف بأن العراقيين كانوا جيدين ان لم يكونوا الافضل في هذا المجال اما في تقييم ميدان المعركة "فعلى الرغم من كل امكانياتنا المتطورة لكنهم كعراقيين يعرفون الناس ويتكلمون لغتهم ويعرفون الفروق الدقيقة فيما بينهم بشكل افضل". لكن الجيش العراقي يعاني من ضعفين اساسيين هما : قلة الدعم اللوجستي المكتفي ذاتيا لكن التجهيز يتحسن في الوقت الحالي على اية حال، اما الامر الثاني فهو قلة الكفاءات القيادية الممتازة. الجيش العراقي يقاد بقيادة مركزية ما يعني ان الوحدات تعاني كثيرا في قضية الحافز او المبادرة حينما يكون القائد غائبا او مجازا لأي سبب من الاسباب، لذا فان اهمية القيادة الثانوية تكمن في ان الضباط غير المفوضين الاصغر يجب ان يتم تشجيعهم على المغامرة والمخاطرة حيث وجد ان اتخاذ قرار من قبل قائد صغير او مساعد حينما يفشل الاتصال اصعب من عملية قلع الاسنان.هذه الامور كلها اعطت ما يسمى بالمفارقة في عملية مكافحة الارهاب لدى سلاح البحرية ومجاميعها حيث ان القوات الامنية للبلد المضيف هي بالتأكيد تبلي بلاء حسنا مما نفعله نحن، لقد شهدنا بعض الحالات من الحماقة والكسل لدى الجيش لكننا في ذات الوقت شهدنا الكثير من الدهاء الحقيقي والمهارة العسكرية العالية في اكثر من مناسبة. ان هذه القوة والامكانية تعطينا املا كبيرا في مستقبل العراق، لكنها تعطي ايضا وقفة، فحتى وقت قريب كانت القوات الامنية العراقية تتلقى الدعم من القوات الامريكية ضمن الحكومة العراقية وهذا ما يعطي الانطباع في ان مهمات الجيش العراقي هي اكثر تقدما بالنسبة الى العديد من الاجهزة الحكومية الأخرى وهذا ربما يثير المخاوف، ربما من قيام الجيش بانقلاب بعد بضع سنوات وتفشل جهود الولايات المتحدة وليس هناك افضل من نظام الحكم الحالي في العراق. ان النجاح في بناء القوات العراقية مجددا قد قاد الى نجاح اخر وهو القضاء على اقوى ارهاب عالمي مصدر الى العراق من قبل القاعدة ومقاتليها الذين حاولوا زرع الفتنة الطائفية والقيام بأسوأ الهجمات في عامي 2006 و 2007 بضمن ذلك اسر وقتل العديد من الجنود الامريكيين وهو ما كان يبطئ عملية تكوين الجيش بالسرعة المطلوبة، لكن الجيش الامريكي فهم وطبق حملة مكافحة للارهاب فعالة حيث تم حماية السكان المدنيين وبناء القوات الامنية وتعقب الخلايا الارهابية من صناع المتفجرات الى المسؤولين الماليين والقادة وهكذا تم تدمير جهود الارهاب.
رغم بطء إعادة البناء.. الجيش العراقي يتفوق على نفسه
نشر في: 8 أغسطس, 2010: 08:32 م