بغداد/ اياس حسام الساموكيتداول الشارع العراق احاديث كثيرة عن الوعود التي اطلقها السياسيون العراقيون خلال حملتهم الانتخابية، بينما يجري اليوم نسيانها بحسب اراء مواطنين للمدى.وبدا مواطنون محبطون من طول الفترة التي استغرقها الفرقاء العراقيون في مشارواتهم من اجل تشكيل الحكومة،
ومع ظهور بوادر جديدة خلال الايام الثلاثة الماضية على قرب التوصل الى اتفاق مبدئي بشأن الازمة، لا يبدو ان الشارع يكترث لعدد كبير من التصريحات وان بدت متفائلة جدا. وتتناقل وسائل الاعلام بشكل كبير جدا انباء عن لقاء يوصف بالحاسم بين هذا الطرف وذاك ويعيش المواطن مع الحدث بكثير من الامل بان الخروج من هذا المأزق الكبير سيتم في غضون أيام. ومن خلال متابعة اجتماعات ممثلي الكتل السياسية يسوق الفرقاء مقولة اللقاءات غير الجدية، بينما ينتظر الشارع العراقي اجتماعا جديا واحدا من اجل انهاء الازمة. النائب عن ائتلاف دولة القانون محمد سعدون الصيهود يقول لـ"المدى" اعتقد ان مرحلة المفاوضات الجدية بدأت الان بعد ان كانت المباحثات تتركز على طرح المطالب فالامور اصبحت الان واضحة للجميع وبعد ان تيقن السياسيون ان الحكومة هي حكومة شراكة وطنية واصفا المرحلة السابقة بمرحلة النضوج وبالتالي وجود حكومة قوية يتطلب ان تكون هنالك مباحثات كثيفة بين الفرقاء. الصيهود يضيف ان بالامكان تشكيل حكومة محاصصة خلال شهر لكنها حكومة ضعيفة لا تستطيع مواجهة التحديات خصوصا ان هذه التحديات لا تقل اهمية عن ما كان موجوداً في المرحلة السابقة بالتالي فالعراق يحتاج الى رئيس وزراء قوي يمتلك خبرة في الحوارات والتعامل مع الوضع الشائك. النائب عن العراقية عبد الكريم محمود حطاب يعزو اسباب عدم جدية الاجتماعات في حديثه لـ"المدى" إلى تمسك الاطراف بارائهم واهدافهم فهنالك اهداف حزبية وفئوية وشخصية فلا يعطي السياسي حقاً للعراق او الشعب العراقي حطاب يضيف ان هنالك عامل اخر وهو عامل التدخل الاجنبي اقليميا كان او امريكيا فهنالك ضغط من قبل الاجنبي على الاطراف السياسية للسير في نهج معين ولكن متى ما استطعنا تغليب مصلحة العراق على المصالح الشخصية سوف نخرج من هذه الازمة والتي لايدفع ثمنها سوى المواطن العراقي وبالتالي على الشعب ممارسة الضغوطات على الكتل السياسية لايجاد الحلول اللازمة. النائب عن كتلة التوافق د.سليم عبد الله الجبوري يذهب في حديث لـ"المدى" الى ان لدى اغلب الكتل وخصوصا الاربعة الفائزة مشروعاً يختلف ويتقاطع مع الجهة الاخرى وبالتالي ان الاجتماعات السابقة هي مجرد محاولة لاستدراج الطرف الاخر مؤكدا على ان هذا الامر يتعارض مع مصلحة الشعب العراقي، واصفا السياسيين من خلال هذه اللقاءات كمن يلعب في اخر ربع ساعة. الجبوري يضيف ان السياسيين يحاولون من خلال هذه الاجتماعات البحث عن تنازلات من الطرف الاخر، مشددا على ان هنالك مؤشرات على انفراج الازمة من خلال لقاء المالكي مع طالباني وسفر الاول الى اربيل اضافة الى تردي الوضع الامني، عادا الفترة الماضية فترة ضياع للوقت اذ ان اغلب الكتل كانت تعول على التدخل الخارجي وهو الذي لم يحصل. الاكاديمي كاظم المقدادي يرى في حديث لـ"المدى" أن هنالك نوعاً من الفشل السياسي في العراق، فالتعقيدات والصعوبات التي يمر بها الوضع السياسي في البلاد جعل من هذه الاجتماعات غير جدية فهي الان تصبح نوعاً من الاستهلاك المحلي او لقطع الطريق امام تصريح مضاد من الطرف الاخر وكأن البلد يمر بحرب كلامية. ويضيف المقدادي ان الامر يتعدى الاجتماعات غير الجدية الى غير المجدية ، ويشدد على الاعتماد على الدستور في الحكم فلايتم اللجوء الى رجل الدين او التدخلات الخارجية فما يجري الان هو اغفال للدستور، على حد تعبيره. المقدادي يضيف ان الرأي العام لم تعد له ثقة ببعض السياسيين ولم يعد يأخذ تصريحاتهم على محمل الجد كونها فارغة ومكررة وبالتالي يفترض على السياسيين الاعتماد على التصريحات المجدية والموضوعية وهذا لم يحصل، مشيرا الى ان الاجتماعات الجدية سوف تبدأ بعد الاتفاق على الرئاسات الثلاث.
نواب للمدى: حرقنا الكثير من الوقت.. وآن أوان المشاورات الجدية
نشر في: 8 أغسطس, 2010: 08:32 م