ذي قار / حسين العامل
أعرب الاهالي في محافظة ذي قار عن قلقهم من ارتفاع معدلات الاصابات بأمراض العجز الكلوي والسرطان، داعين الى تشكيل لجنة مختصة للوقوف على الأسباب، فيما عزا مختصون ذلك الى تلوث المياه واثار الحروب والمخلفات الحربية الملوثة باليورانيوم المنضب والمواد المشعة.
يأتي ذلك في وقت كشف فيه مركز ذي قار التخصصي للأورام المعني بمعالجة الامراض السرطانية عن استقبال ما بين 80 الى 120 مريض يومياً، فيما تشير مصادر اخرى الى اعداد كبيرة من المرضى تلجأ الى العلاج في مستشفيات اخرى خارج المحافظة او في خارج البلاد.
ويقول مدير مركز ذي قار التخصصي للأورام احمد عبد الحسين في تصريح إلى (المدى)، إن "المركز يستقبل يوميا ما بين 80 الى 120 مريض تقريبا".
وأضاف عبد الحسين، أن "علاج الامراض السرطانية اما يجري تجهيزه عبر الوزارة او من خلال دائرة صحة ذي قار".
وأشار، إلى أن "الادوية التي لا تجهز عبر الوزارة او التي تنفذ كمياتها المخصصة ضمن حصة المحافظة تقوم دائرة الصحة بشرائها".
وأكد عبد الحسين، أن "معظم الادوية متوفرة وحتى ما يكون خارج ضوابط الشراء من الادوية يتم تذليل الصعوبات الادارية لتوفيرها للمرضى".
واستدرك بالقول، إن "بعض الادوية المتداولة عالميا لم تقرها الوزارة ضمن البروتوكول العلاجي لغاية الوقت الحاضر وهذا ما يمنع التعامل بها داخل المركز".
وذكر مراسل (المدى)، أن "العشرات من الاهالي نظموا تظاهرة امام دائرة صحة ذي قار وطالبوا بتشكيل لجنة مختصة للوقوف على الارتفاع المتنامي في الامراض السرطانية وامراض العجز الكلوي".
وقال الناشط المدني احسان ابو كوثر، في حديث إلى (المدى)، إن "تظاهرة الاهالي والناشطين جاءت للاحتجاج على سوء الخدمات الصحية المقدمة في المستشفيات الحكومية ونقص الادوية".
وتابع أبو كوثر، أن "المحتجين طالبوا بتشكيل لجنة مختصة من الصحة وادارة المحافظة والدوائر المعنية لمعرفة اسباب ارتفاع الاصابات بأمراض العجز الكلوي والسرطان".
وشدّد، على "أهمية توفير علاج لمرضى الكلى الذين تماثلوا إلى الشفاء بعد عملية زرع الكلى وفتح استشارية لهم في الناصرية حتى لا يضطرون الى مراجعة مستشفيات المحافظات الأخرى".
ورأى أبو كوثر، أن "ذلك يجعل المرضى يعانون مشكلة مزدوجة تتمثل بصعوبة توفير تكاليف السفر والعلاج معا إضافة إلى مصاعب الطريق وارهاق المريض".
ولفت أبو كوثر، إلى أن "معظم الاجهزة الطبية في اهم مستشفيين بالناصرية (المستشفى التركي والحسين) متوقفة لأسباب غير معروفة".
وتابع، أن "البعض منها لم يتم تشغيله بالمرة كجهاز البت سكان الخاص بفحص مرضى السرطان والكشف عن الاورام السرطانية". ومضى أبو كوثر، إلى أن "هذا التعطيل يضطر المرضى ولاسيما مرضى السرطان والامراض المزمنة الى الذهاب الى المحافظات الاخرى لإجراء الفحوصات الطبية بأسعار مرتفعة لا تتناسب مع اوضاعهم المعيشية".
وأقدم العشرات من الاهالي منتصف الأسبوع الحالي على اغلاق دائرة صحة ذي قار احتجاجا على عدم توفر الادوية في المستشفيات الحكومية ونقص الخدمات الطبية المقدمة لمرضى الحالات المزمنة، متهمين المسؤولين بالتواطؤ مع المستشفيات الاهلية على حساب المرضى، فيما اصدرت دائرة الصحة توضيحا بهذا الصدد.
وكان أطباء وباحثون، كشفوا مؤخراً عن "ارتفاع ملحوظ" في معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية في المنطقة الجنوبية من العراق، وبينوا أن مرض السرطان هو واحد من أخطر ثلاثة أمراض تؤدي إلى الوفاة في المنطقة.
يشار الى ان دراسات ميدانية أعدها عدد من الباحثين في جامعة ذي قار قد كشفت عن زيادة "مقلقة" في معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية في المحافظة، حيث قال عميد كلية الطب مؤيد ناجي الموسوي، في حينها، إن الدراسات التي قام بها عدد من الباحثين في المحافظة أظهرت وجود زيادة مطردة ومقلقة بنسبة الأمراض السرطانية المسجلة في الدوائر الصحية المتخصصة وبمختلف الفئات العمرية مقارنة بباقي المحافظات.
وقال رئيس لجنة الصحة النيابية أمس الاول ماجد شنكالي في تصريحات صحافية، إن "كل المحافظات العراقية تعاني من نقص حاد بأدوية معالجة الامراض السرطانية ومعالجة الامراض المزمنة"، مردفاً: "لا نستطيع وفق الاموال المخصصة توفير أكثر من 35% من هذه الادوية".
وأشار، إلى "تخصيص مليار و200 مليون دولار لهذه الادوية والعلاجات، بينما نحتاج الى 4 مليارات دولار لتوفير الادوية والعلاجات للمواطنين المرضى".
تتصدّر محافظة البصرة، جنوبي العراق، عدد المصابين بأمراض السرطان والتشوهات الخلقية لدى الرضّع. وتفيد تقارير رسمية عدة وأخرى تابعة لجهات إعلامية ومدنية محلية ودولية بأن مخلفات الحروب تعدّ السبب الأساسي لانتشار أمراض السرطان والتشوهات الخلقية.
وعاد شنكالي ليؤكد، "وجود معاناة في كل المحافظات العراقية من شح كبير بهذه الادوية"، لافتاً الى ان "الخلل ليس بوزارة الصحة، بل بقلة التمويل والتخصيصات".
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر في تصريحات سابقة، إن "نسب الإصابة بالأمراض السرطانية في العراق دون 80 حالة لكل 100 ألف عراقي في العام الواحد".
وتابع البدر، أن المرض لا يزال "أحد مسببات الوفيات العشر الأولى في العراق والشرق الأوسط".
وأشار، إلى أن "الحالات السرطانية في العالم والعراق بحالة ازدياد تماشياً مع الارتفاع السكاني في البلاد".
ولفت البدر، إلى أن "العدد الكلي للحالات المسجلة في العراق بلغ أكثر من 30 ألف حالة تتلقى العلاج".
ونوه، إلى أن "الكشف عن الحالات المرضية خاصة سرطان الثدي، أبرز المشاكل التي تواجه الوزارة".
وبيّن البدر أن "غالبية الحالات تستكشف في وقت متأخر، حيث يكونون قد وصلوا إلى المرحلتين الثالثة والرابعة من المرض".