الجزائر لم تكسب "زلابية بوفاريك" التي تكاد لا تخلو مائدة الجزائريين منها طيلة شهر الصيام، شهرتها الطاغية سوى في زنزانات سجن سركاجي بالعاصمة، حيث كان ثوار الجزائر المعتقلون من قبل الاستعمار الفرنسي يلحون على عائلاتهم بجلبها لهم بعدما اكتشفوها لأول مرة في قفة معتقل ينتمي لعائلة "أكسيل" التي تسكن بمدينة بوفاريك (30 كلم)
غرب العاصمة وتحترف مهنة صناعة حلوى الزلابية منذ قرابة قرن من الزمن. وجابت زلابية بوفاريك جبال الجزائر خلال حرب التحرير، وكانت من بين "الإكراميات" التي يحظى بها المجاهدون. وسجن سركاجي بباب جديد بقلب العاصمة الجزائرية هو أقدم سجن في البلاد ويعود بناؤه إلى حقبة الأتراك الذين مكثوا بالجزائر ثلاثة قرون من الزمن. ولم تكن "زلابية بوفاريك" تصنع سوى مرة واحدة في السنة بمناسبة قدوم شهر رمضان، ولهذا كان سكان المدينة والمناطق المجاورة لها ينتظرونها بلهفة ويقبلون عليها بشغف، بحسب المتحدث. ورغم إلحاحنا عليه لمعرفة سر الإقبال على زلابيته، فقد رفض عبدالله كشف "الوصفة السحرية"، مكتفياً بالإشارة إلى أن "حب الصنعة (الحرفة) وراء الحلاوة الخاصة التي تشتهر بها زلابية بوفاريك". أما الأكثر طرافة فهو منع بنات عائلة أكسيل من كشف سر كيفية صناعة هذه الحلوى لأزواجهن، ويعتبر هذا الأمر شرطاً من شروط زواجها. والسبب هو خوف العائلة من "سرقة" السر وضياعه بين العائلات والتجار الذين يمتهنون صناعة الزلابية. موقع العربية نت
زلابية بوفاريك.. حلوى كسبت شهرتها من أقدم سجن بالجزائر
نشر في: 9 أغسطس, 2010: 06:24 م