TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن ..لا مكــــــان...

العمود الثامن ..لا مكــــــان...

نشر في: 9 أغسطس, 2010: 06:28 م

علي حسين للمرة الثانية والثالثة والى ما لانهاية  نكرر الحديث عن ثقافة الحوار، فالحوار هو بديل لكل جمود سياسي،هو بديل العنف، و للأسف الشديد يمضي بعض الساسة بخطوات ثابتة نحو التوتر والانفلات.
فالاختلاف  أصبح الآن هو الطريق السهل للابتزاز وممارسة الضغوط وتحقيق المطالب، فغاب  صوت العقل والمنطق، لأن البعض  أغلق آذانه عن سماع الأصوات التي لا تعجبه. الحوار سوف يفتح العقول والقلوب نحو مرحلة جديدة، أساسها المشاركة والتفاهم، وأعتقد أن البعض من الساسة  مهيئين لهذه المبادرة.إنه مستقبل العراق  وهو ملك للجميع، ويجب أن يتشارك الجميع في رسم ملامحه والاطمئنان على صورته، حوار لا يكون الهدف منه، تمريرصفقات سياسية تخدم اغراضا شخصية.  ليس أمام الجميع  سوى أن يسموا  بثقافة الحوار وأن يعيدوا  ترسيخ سياسة احترام الرأي والرأي الآخر، كفانا ما نفعلة بعضنا ببعض. الحوار هو الحل، حوار التعاطف والعقل والتسامح واحتواء الجميع، هذا هو الدواء الذي يشفي جميع الأمراض، خصوصا داء الفتنة الرهيب، الذي يطل على البلاد من فترة لأخرى، فيؤرق أمنها واستقرارها، علينا من الآن أن نرفع  شعار لا مكان: لسياسي لا يقبل الاختلاف  مع رأيه وفكره.لسياسي يعتقد بأنه دائماً على صواب وغيره على خطأ. لسياسي يتخيل أنه وحده صاحب الحقيقة المطلقة.  لسياسي لا ينصت لمن حوله.  لسياسي يرفض التنوع الديني والفكري والسياسي. لسياسي لا يهتم سوى بمنفعته الشخصية.  لسياسي يقوم بتمييز غيره واستبعاده وتهميشه.  لقد ابتلينا بسياسيين لايحبون أحداً سوى أنفسهم.. ولا يؤمنون بشيء ولا يناصرون أحداً ولا يقولون ما يعتقدون..  المبدأ الوحيد الذي يؤمنون به بصدق هو مبدأ وحدي ومن بعدي الطوفان.. الوحيد الذي يخلصون في مناصرته هو ذاتهم.. وكل ما يقولونه أكاذيب، ولذلك يقولون مساء عكس ما قالوه صباحا، بل أحيانا يقولون الشيء ونقيضه في الوقت ذاته.الحوار  هو الحل.. وعندي ثقة كبيرة في أن العراق  أكبر بكثير من سياسي هنا وهناك، فما يربط بين هذا الشعب أكبر بكثير مما يحاول البعض ان ينشر من ثقافة الفرقة والاختلاف.علينا ان ندرك ان  هذا الوطن مثل العربة التي تسير علي عجلتين، ولايصلح أن يكون معوجا أو أعرج، أو تعاني فيه فئة من الشعور بالظلم، أياً كانت الأسباب، ودون أن نعود إلى شعارات الماضي، فالمستقبل ينذر بالخطر، ولن يكون هناك فريق بمنأى عن كارثة الاستحواذ ونبذ الاخر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram