 بغداد/ إيناس فليب .. تصوير/ محمود رؤوف

افتتحت مؤسسة (المدى) للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع برنامج (تعافي) التابع الى منظمة الوكالة الامريكية للتنمية الـ(USAID)، مبنى معهد الدراسات الموسيقية في بغداد بعد انجاز حملة اعمار شملت تأهيل واستحداث قاعاته وباحاته الداخلية والخارجية.

وحضرت مراسيم الافتتاح، السيدة بريتاني براون مديرة مكتب المبادرات الانتقالية (OTI) التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إلى جانب الدكتورة غادة العاملي، مدير عام مؤسسة (المدى)، والاستاذ احمد سليم مدير المعهد، وعدد من اساتذة المعهد.

وقال مدير معهد الدراسات الموسيقية احمد سليم في حديث خاص لـ(المدى) "اليوم تم افتتاح المعهد بحلة جديدة ومشرقة تليق بتاريخه وعطائه، بعد انجاز جميع الاعمال التي شملت تأهيل وترميم وتأثيث ودعم المعهد بمبادرة قيمة من مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع برنامج تعافي التابع الى منظمة الوكالة الامريكية للتنمية الـ(USAID)".

وأشاد سليم بالدعم الكبير الذي قدمته مؤسسة (المدى) متمثلة بمديرها العام الدكتورة غادة العاملي والعاملين فيها، اذ سبقت مبادرة الاعمار والتأهيل حملة إعلامية للتحشيد حول أهمية المعهد وما يعانيه من اهمال في مبناه وقاعاته الدراسية عن طريق إقامة الندوات والحفلات الموسيقية، فضلا عن تخصيص حفل لمباركة انطلاق المشروع في بيت (المدى) بشارع المتنبي ببغداد، بحضور السيد وزير الثقافة ووكيله والمعنيين بهذا الشأن، ضمن تحضيرات مكثفة اثمرت عن افتتاح المعهد بحلة جديدة، مضيفاً: "أتقدم نيابة عن اساتذة المعهد وطلابه وخريجيه بالشكر والثناء لمؤسسة (المدى) وبرنامج (تعافي)".

ولفت سليم الى ان الاعمال تضمنت "ترميم وتأهيل داخل وخارج مبنى المعهد وحدائقه، واستبدال اثاثه المكتبي كذلك القاعات المدرسية، واستحداث قاعات وتزويدنا بالآلات موسيقية، فضلاً عن انشاء مكتبة متكاملة تضم العناوين والمصادر المختلفة قدمتها (المدى) كهدية لطلاب وباحثي المعهد"، مشيراً الى ان "هناك العديد من القاعات المهملة والمتروكة لسنوات، عادت الحياة لها خلال عمليات الترميم، وستشكل إضافات نوعية لعمل المعهد". وأشار الى ان "المعهد وفي ضوء حلته الجديدة سيبدأ بتوسيع نشاطاته الفنية والثقافية لتشمل الامسيات في قاعاته وحدائقه، لتستقطب جميع الفنانين والإعلاميين والمهتمين بالتراث الموسيقي والفني وجميع الشرائح، خلافاً لما كان عليه في السابق، اذ كانت قاعاته لا تسمح لإقامة مثل هكذا نشاطات"، مبيناً "سنعمل جاهدين على اظهار الجانب الجميل الفني والمشرق للتراث الموسيقي العراقي عن طريق عطاء المعهد وتاريخه الكبير وغير الموجود في المنطقة والشرق الأوسط، وتخرج من اروقته العديد من الأسماء والاصوات والقامات في الغناء والموسيقى ابرزهم منير بشير وكاظم الساهر ونصير شمة وحسين الاعظمي الذي يحمل ارثا كبيرا نعتز به".

وأوضح سليم ان "ميزانية وزارة الثقافة المحدودة انعكست سلباً على جميع دوائر واقسام الوزارة ومعهد الدراسات الموسيقية الذي يعاني الإهمال وبحاجة الى دعم حكومي للنهوض بعمله، وايلاء أهمية أكبر للثقافة والفن التي تمثل التاريخ والثقافة والوجه الجمالي للشعوب"، منوهاً الى ان "مشكلة معهد الدراسات الموسيقية انه لا يحظى بالدعم الحكومي الكافي، فضلاً عن حاجة تكليف ذوي الاختصاص بتسنم مهام اقسامه وتشكيلاته".

واختتم مدير المعهد حديثه بان "الفن عبارة عن رسالة سلام، وانا أوجه رسالة عن طريق مؤسسة العراق (المدى) التي اخذت على عاتقها الارتقاء بالجانب الثقافي العراقي الى مواصلة العطاء في احياء الأماكن والمواقع الثقافية والفنية سواءً عن طريق طرح المبادرات او إقامة النشاطات والندوات، وأتمنى ان تحذو حذوها المؤسسات الحكومية".

بدورها اشارت السيدة بريتاني براون مديرة مكتب المبادرات الانتقالية (OTI) التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الى ان "إعادة تأهيل المعهد تمثل انجازا رائعا يليق بتاريخه الفني، خاصة وأننا نلمس الحب والحياة عن طريق الموسيقى والغناء، وما قدمناه اليوم من دعم يمثل هدية من الشعب الأمريكي الى الشعب العراقي".

وأضافت براون "نشكر جميع الجهود المبذولة من قبل إدارة المعهد ومؤسسة (المدى) وبرنامج تعافي التابع الى منظمة الوكالة الامريكية للتنمية الـ(USAID)، وكل من عمل وانجز على إعادة اعمار هذا الصرح الثقافي والفني".

إنجاز بعد سنوات

من الإهمال

من جهته، قال وكيل وزارة الثقافة الدكتور عماد جاسم لـ(المدى): إن "الافتتاح يمثل تتويجا لجهود مهمة وحثيثة من قبل مؤسسة (المدى) وبرنامج (تعافي) وبالتعاون مع دائرة الفنون الموسيقية"، مشيرا الى ان "هذا الانجاز مهم بعد سنوات من الاهمال والغياب، اذ لم يتلق هذا الصرح الثقافي والفكري والجمالي الذي تأسس قبل عقود أي نوع من أنواع الدعم".

وتابع جاسم "انا من اساتذة هذا المعهد وايضا اشرفت عليه وادير الان الفنون الموسيقية، لذلك حرصنا على ان نطيل ونديم الاجتماعات من اجل ان نعمل سوية والتي اثمرت اليوم بافتتاح المعهد وبحلة جديدة"، مستدركاً في الوقت ذاته "نوجه اليوم ايضاً رسالة للآخرين بان هذا المعهد الصرح الثقافي ينتظر دخول الطلبة، وايضا نفتح الابواب لكل الذين يحبون التراث، تعالوا وشاهدوا المعهد وافخروا بوجود صرح من صروح التمدن والثقافة".

وقدم وكيل وزارة الثقافة "شكره وثناءه للذين شاركوا في التأهيل، وكذلك الى الملاك التدريسي الرائع الذي كان مبادرا وشغوفا في المحافظة على الق وعطاء هذا المعهد".

عودة النبض للمعهد

من جانبه، قال هندرين حكمت المعاون الفني للمعهد لـ(المدى) إنه "اليوم، نلمس تغييرا جذريا للمعهد، وعمليات الترميم والتأهيل لمبناه مفيدة جداً لمستقبل المعهد، خاصة وانه يضطلع بدور مهم في الحفاظ على تراث المقام العراقي والفني وتدريب الطلبة على الآلات التي يصل عمرها التاريخي نحو (2500) عاماً".

وتابع "كل الشكر والاحترام الى مؤسسة (المدى) وملاكاتها وبرنامج (تعافي) وكل من شارك بهذا الترميم".

بدوره قال فهد فراس طالب مرحلة ثالثة لـ(المدى)، "نحن سعداء جداً بهذا الافتتاح، وتوفير الأجواء الملائمة للطلاب سواءً في الحصص الدراسية او قاعات العزف، بعد ان عانينا لسنوات من الإهمال الذي طال مبنى المعهد، والافتقار الى ابسط الخدمات كونها بناية قديمة ومستهلكة"، مضيفاً ان "إعادة تأهيل المعهد من شأنه ان يسهم في استقطاب عدد أكبر من الطلاب واحتضان للمواهب، واتقدم بالشكر لكل من أسهم بهذه المبادرة".

الى ذلك، قال ميلاد مجيد حسون طالب مرحلة خامسة لـ(المدى): "نحن سعداء جداً بافتتاح المعهد، الذي يمثل اليوم صرحاً فنياً وثقافياً، ولمسنا عودة النبض والروح لقاعات ومبنى المعهد، ونحن بدورنا نوجه شكرنا وتقديرنا للقائمين على هذه المبادرة القيمة والالتفات الى همومنا ومشاكلنا".

فيما تضيف شانه كريم محمد طالبة مرحلة ثالثة وهي عازفة لـ(آلة السنطور) محدثة (المدى)، ان "اعادة اعمار المعهد تمثل حلما لكل الطلبة والأساتذة، وكنت أتمنى تحقيق ذلك من بداية دخولي للمعهد لكونه جميل ومميز ويستحق الأفضل".