بغداد/ المدى
تحدث مستشار حكومي عن تحسين ملحوظ سيشهده قطاع الكهرباء، كاشفاً عن حجم المبالغ المدفوعة إلى الجانب الإيراني عن الغاز المورد منذ تولي رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني مهمته.
وقال مستشار رئيس الوزراء محمد الناصري في تغريدة له على تويتر تابعتها (المدى): إن "مجموع الأموال الإيرانية التي أطلقها العراق منذ تولي حكومة محمد شياع السوداني، حتى الآن حوالي 1.5 مليار يورو، بالإضافة إلى 1 مليار يجري إطلاقه". وأضاف الناصري، "بالمقابل سيشهد المواطنون تحسنا تدريجيا بالكهرباء بالتزامن مع خطط العراق الجديدة، بالتوجه إلى استثمار الطاقة النظيفة والاستفادة من الغاز العراقي".
وكان المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، قد أكد في وقت سابق حصول زيادة في الإنتاج بمعدل الفي ميغاواط مقارنة بالعام الماضي، لافتاً إلى أن عودة إمدادات الغاز الإيراني كفيلة برفع معدلات الإنتاج وزيادة ساعات التجهيز بنحو ملحوظ.
وتابع موسى، أن "الذي عرقل طموحنا بالوصول إلى 24 ألف ميغاواط، هو تحديد اطلاقات الغاز الذي أفقد المنظومة الوطنية قرابة 5 آلاف ميغاواط، وهذه معدلات تعد عالية لدعم الطاقة الكهربائية في العراق".
وأشار، إلى ان "موضوعات الغاز والخطة الوقودية وحقول النفط والغاز، هي ليست من التزامات وزارة الكهرباء".
ومضى موسى، إلى أن "الحكومة بنحو عام لديها أكثر من مشروع من أجل تدعيم وضع المنظومة الكهربائية في العراق، أبرزها ما يتعلق بتوفير الغاز الوطني ومشاريع الربط الكهربائي مع دول الجوار فضلاً عن نصب محطات تعمل على الطاقة الشمسية".
لكن النائب الأول لرئيس لجنة الطاقة النيابية وليد السهلاني، تحدث عن وجود عجز بين ما يتم انتاجه، وما تحتاجه البلاد من الكهرباء".
وتابع السهلاني، أن "الإنتاج الحالي يتراوح بين 20 ألف إلى 22 ألف ميغاواط"، وألمح إلى عدم إمكانية حل مشكلة وقود المحطات خلال الموسم الصيفي الحالي بسبب تراجع إمدادات الغاز المورد.
وأوضح، أن المشكلة لا تتعلق فقط بالوقود، بل أن هناك محطات لدى الوزارة غير مرتبطة بخطوط نقل.
ورجح السهلاني، أن تتم تسوية جزء كبير من ملف الكهرباء خلال العامين المقبلين، متابعاً أن العراق متجه نحو الطاقة المتجددة التي ستوفر كميات جيدة من الكهرباء.
من جانبه، ذكر المختص بشؤون الطاقة فرات الموسوي، أن "تراجع تجهيز منظومة الطاقة الكهربائية جاء بسبب انحسار امدادات الغاز الجاف الإيراني".
وتابع الموسوي، أن "ذلك أدى إلى فقدان أكثر من 6 آلاف ميغاواط، وهذا يؤثر تأثيرا واضحاً على الاحمال الصيفية المتزايدة على منظومة الطاقة".
وأشار، إلى أن "وزارة الكهرباء وبناء على هذا الفقدان دعت المواطنين الى الترشيد في استعمال الكهرباء في فترة ارتفاع درجة الحرارة والذي ممكن ان يفاقم الضغط على المتبقي من الطاقة الكهربائية مما قد يتسبب في مزيد من ساعات الاطفاء العام لمنظومة الكهرباء".
وتابع ان "وزارة الكهرباء لا تود ان يحدث خلل كبير في التجهيز"، مشدداً على أن "رئيس الوزراء أصدر توجيهات مستمرة لمعالجة ملف الكهرباء وايجاد الحلول المناسبة لديمومة واستدامة الطاقة في فصل الصيف تحديدا بسبب ارتفاع درجات الحرارة".
ويعاني ملف الطاقة الكهربائية من مشكلات كبيرة منذ عام 2003، وعلى الرغم من إنفاق مبالغ كبيرة على هذا القطاع لكن الوضع لم يتحسن وما زال العراقيون يعانون منه لاسيما خلال فصل الصيف.
وتعدّ آفة الفساد التي تنخر مؤسسات الدولة أحد أسباب استمرار أزمة الطاقة، إلى جانب تعرض الشبكات لمشكلات فعلية خارجة عن سيطرة الدولة، من بينها انخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات وتوقف بعض محطات الطاقة في السدود، والعمليات الإرهابية التي تتعرض لها أبراج نقل الكهرباء بين الحين والآخر، إلى جانب استمرار الطلب المتزايد على التيار بمعدل سنوي يبلغ نحو ألفي ميغاواط.